الخرافة والعلم والشلولو فى مكافحة كورونا

هناك الكثير من الاكتشافات تتحقق مع فيروس كورونا، بعضها يحدث رغما عنا، وبشكل اضطرارى، والبعض الآخر نوع من الأعراض الجانبية غير المقصودة ومع هذا تمثل فوائد ما كان الإنسان يحصل عليها فى حال عدم ظهور فيروس كورونا. من بين الاكتشافات الواضحة من أزمة كورونا، أن هناك صفات مشتركة بين شعوب العالم المختلفة، وأن كل شعب يظهر من بينه من يصدق الخرافة، أو يستمع لأى كلام حتى لو كان متعارضا مع العقل والمنطق، ومثلما يظهر عندنا من يتحدث عن العلاج بـ«الشلولو»، ففى أوروبا ظهرت بعض الحالات حاول المرضى علاج أنفسهم بتناول الكحول والخل والليمون، تماما مثلما يجرى عندنا، وحتى حديث ترامب ونصائحه بمحاولة تجريب الحقن بالمطهرات بدلا من استعمالها الظاهرى، فقد كان هناك اوربيون وامريكيون سبقوا ترامب وشربوا كميات من الكلور والكحول بل ومنظفات صناعية ظنا منهم انها تعالج الفيروس. وبالتالى فقد كشف الفيروس مع عصر الاتصالات عن مشتركات بين البشر فيما يتعلق بالخرافات وتصديق نصائح طبية تخلو من العلم أساسا، لكنها تتخذ سمتا جادا، وهناك عشرات وربما مئات الوصفات الطبية تنتشر على صفحات فيس بوك وتويتر وبعضها بالفيديو على يوتيوب، تحمل الكثير من الوصفات والنصائح غير الطبية، لكن من يطلقونها يتخذون صورة جادة، وربما بعضهم يصدق الخرافة نفسها. فى الكثير من الدول شاعت فكرة استعمال الخمور المركزة فى علاج فيروس كورونا والوقاية منه، باعتبار أن الكحول إذا كان يقتل الفيروس فى الخارج فسوف يطارده بالداخل، ولهذا سقط مئات الإيرانيين بعد تناول كميات من الخمور والكحول، اتضح أنهم ماتوا أو أصيبوا لأنهم تناولوا كحولا أو خمرا مغشوشة من الأساس، وهى قصة تكررت فى إيران عشرات المرات منذ بداية الأزمة. فى روسيا وأوروبا تناول كثيرون أنواعا من الخمور المركزة، لكن بعضها أحب التجويد وتناول مع الخمر كمية من الكلور، الأمر الذى أدى لتسممه وإصابته بأعراض قاتلة. ولا يعرف كثيرون أن هناك عطارين فى مصر ودول مختلفة أعلنوا عن توفر خلطات وتركيبات للوقاية من كورونا، بل وعلاجها، وهى تركيبات انتشرت فى مناطق محتلفة وحقق مبتكروها أرباحا ضخمة، استنادا إلى أنهم يقدمون أعشابا إن لم تفد فلن تضر، خاصة وأن بعض المواطنين يسألون عن هذه التركيبات. وبالتالى فهم مستعدون لتلقى هذه التركيبات وتجريبها، واحد من هؤلاء قال إنه لا يخدع الزبائن، ولكنه يقول لهم إنها تركيبة عامة لتقوية المناعة لكنها لا تعالج الفيروس. ومن يتابع تقارير وأخبار الفيروس والتعامل معه، سوف يكتشف أن العلاج بالأعشاب والخرافات لا يقتصر علينا، لكنه ظاهرة عالمية لا تتوقف على التعليم أو الوعى، وأن البشر عندما يواجهون تحديا خطيرا يبحثون عن أى طريقة للمواجهة حتى لو لم يكونوا يثقون فى نتائجها تماما. خاصة وأنهم يرون تضارب آراء العلماء والخبراء حول الفيروس وتناقله وخطورته، وحتى فى الأدوية فهناك دول تستخدم أدوية الملاريا، وأخرى ترفض استعمالها، وغير ذلك من الطرق التى تجعل الأمر كله فى إطار التجريب. ومن هنا يمكن تفسير انتشار الخرافة مع العلم فى مواجهة كورونا.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;