مشروع بحث الطلاب .. والإجابة المطلوبة

فرضت أزمة كورونا، طريقة جديدة فى عملية التقييم والتعليم لأبنائنا الطلاب، وهذه الطريقة تتمثل فى المشروع البحثى، الذى يهدف إلى تعليم الطلاب مهارات جديدة، وهى العمل الجماعى بين الطلاب، وكذلك الاعتماد على الذات من خلال البحث والتحليل، وربط الموضوعات، وطريقة صياغة الأفكار، وغيرها من المهارات الضرورية التي تثقل إدراك الطلاب، لكن للأسف بعض أولياء الأمور لجأوا إلى عدة أمور لكتابة البحث لأبنائهم، وأبرزها شرائه من المكتبات، متناسين أن هذا يعد نوعا من أنواع الغش كظاهرة سلوكية مشينة تخل بالهدف الرئيسى منها وهى تقويم السلوك والشخصية، ومتناسين بأن هذا يعد أيضا صورة من صور الانحراف الأخلاقي القائم على خيانة الأمانة. والغريب، أن بعض أولياء الأمور، تعاقدوا مع مدرسين خصوصيين، بعمل البحث، ومنحه للطلاب بشكل جاهز، رغم أن العالم أجمع يتجه الآن إلى التعليم عن بُعد، وأن منظومة التعليم الكلاسيكية مصيرها إلى الزوال، وهذا ما ذهبت إليه الدولة المصرية، خلال السنوات السابقة بتطبيق منظومة التعليم الجديد، الداعية والقائمة على منهج البحث والإطلاع لا سياسة الحفظ والتلقين، ولذلك نقول لهؤلاء الآباء، انتبهوا لأنكم لو ساعدتم أبناءكم هذا العام، فماذا تفعلون في الأعوام القادمة؟، وهل تريدون صناعة مواطنا صالحا أم تصرون بجهل صناعة غشاش فاسد. وللأمانة كان هناك تساؤل مهم لوزير التعليم، وهو، هل الوزارة تعطي شهادة بالكذب؟، ولهذا إذا كنا نتحدث عن تكافؤ الفرص فلماذا نوازي المجتهد بمن غش، ومن اجتهد بمن سرق، وهنا يجب أن نعلم أن الغش في الامتحانات بشكل عام، من أخطر الظواهر السلبية والمشكلات التربوية التي تهدد سلامة النظام التعليمي بوصفها ظاهرة خطيرة تؤثر في المجتمع ومؤسساته وتؤدي إلى آثار سلبية عديدة لا تنسجم والثوابت الأخلاقية في المجتمع، وأهمها مبدأ تكافؤ الفرص بين أفراد هذا المجتمع. وأخيرا.. فإن الحق جل شأنه، فرض الأمانة على عباده في سائر الأعمال والأقوال، وحثنا أيضاً عليها نبينا الكريم الذي قال أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك: حفظ أمانة، صدق حديث، عفة طُعمة، وحسن خليقة"، والأمانة ضدها الغش والخيانة والتزوير، ولهذا فإن من أبشع صور الخيانة ذلك الغش الذي يستخدمه بعض الطلاب في المدارس والجامعات، من خلال توظيف الأدوات والوسائط التكنولوجية المعقدة في الغش واستغلال إمكاناتها العديدة في تسهيل الحصول على المعلومة «الإجابة المطلوبة» بشكل غير شرعي.



الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;