كورونا وسباق «اللقاح» والسلاح.. العلم فى مواجهة الفيروس

ربما يكون من الأعراض الإيجابية لفيروس كورونا أنه نبه العالم إلى أهمية لتمويل البحث العلمى والانتباه إلى علوم الفيروسات، وبالرغم من أن هناك تضاربا فيما يتعلق بأخبار التوصل إلى لقاحات أو أدوية، لكن هناك خطوات للأمام فى التعرف أكثر على طبيعة الفيروس وتركيبته، وهى الخطوة الأولى التى تفتح الباب أمام مواجهته، استنادا إلى القاعدة المعروفة لا يمكنك مواجهة عدو لا تعرفه. كشفت أزمة فيروس كوفيد 19 عن واقع فى البحث العلى يتعلق حتى بالدول الكبرى والمتقدمة أن هناك موازنات ضخمة تتوجه إلى تمويل الأسلحة وسباقات التسلح والموت، بينما الإنفاق على الأبحاث الخاصة بالفيروسات والأوبئة لم يكن خلال السنوات الماضية كافيا، وأن الحكومات والأنظمة السياسية العالمية لم تنصت جيدا لأصوات وتحذيرات العلماء من تطورات للفيروسات من شانها ان تنتج أوبئة خطيرة تهدد البشر، وهو تهديد لا يتجه فقط الى الدول الفقيرة، لكنه يجتاح العالم كله شرقا وغربا. ودعا رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون أكثر من 50 دولة، بينهم 35 رئيسا أو رئيس حكومة، لجمع تبرعات للتحالف العالمى للقاحات والتحصين «جافى»، وهو شراكة صحية عالمية تضم القطاعين العام والخاص. وقد استضافت بريطانيا، القمة العالمية بشأن اللقاحات الخميس من خلال الفيديو كونفرانس، وتعهد زعماء الدول المشاركة بتمويل اللقاحات المضادة للأمراض المعدية لمساعدة البلدان الأشد فقرا فى التصدى لأزمة فيروس كورونا، وتهدف القمة لجمع 7.4 مليار دولار على الأقل لتحالف جافى لتطعيم 300 مليون طفل آخرين فى الدول الأشد فقرا فى العالم بحلول 2025 ضد أمراض، مثل شلل الأطفال والدفتريا والحصبة. وتسارع دول العالم الخطى لإنتاج لقاح ضد الفيروس، وتجرى حاليا العديد من التجارب السريرية على لقاحات يتوقع أن تكون متاحة العام المقبل، حيث أعلنت الصحة العالمية عن 70 لقاحا قيد العمل ضد كورونا، فهل يمكن أن يكون هناك أكثر من نسخة للقاح. ولم تتوقف جهود البحث عن علاج أو لقاح لفيروس كورونا، وبالرغم من التضارب فى أخبار اللقاح، هناك جهود فعلية على مستويات متعددة تشير إلى قرب التوصل إلى لقاح، لكن كل التقارير تشير إلى أن اللقاح المزمع ربما لن يكون متاحا قبل منتصف العام القادم 2021، هناك عمل على أكثر من محور. الصين والولايات المتحدة أعلنتا عن لقاحات فى الطريق، وفى بريطانيا أعلنت جامعة أكسفورد عن التوصل للقاح، وكشف تقرير لوكاله «رويترز» عن مضاعفة شركة الأدوية البريطانية AstraZeneca الطاقة التصنيعية للقاح فيروس كورونا المحتمل والخاص بجامعة أكسفورد إلى مليارى جرعة، لضمان الإمداد المبكر للبلدان ذات الدخل المنخفض، اللقاح نفسه كان قيد التجارب، وثارت شكوك عن مدى فاعليته، لكن تقرير رويترز يشير إلى أن الولايات المتحدة حصلت على 300 مليون جرعة من الجرعات الأولى من اللقاح المحتمل، المسمى AZD1222، بعد أن حجزت بريطانيا فى السابق 100 مليون أخرى. وقال الرئيس التنفيذى للشركة باسكال سوريوت: إن الشركة «استرا زينيكا» وافقت أيضا على شروط مع معهد سيروم الهندى، أكبر شركة مصنعة للقاحات فى العالم من حيث الحجم، لتوفير مليار جرعة للبلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، لكن اللقاح الذى تم تطويره من قبل جامعة أكسفورد لا يوجد دليل على نجاحه فى تحصين البشر، وما يزال فى طور التجارب، وأنه سيكون جاهزًا للتطبيق الجماعى بمجرد الموافقة التنظيمية. وفى سياق مواز يبدو ان اليابان هى الأخرى قطعت خطوات فى طريق انتاج لقاح وأعلن وزير الصحة اليابانى، كاتسونوبو كاتو، أمس، أنه من المقرر أن يبدأ التطعيم ضد فيروس كورونا المستجد فى اليابان فى النصف الأول من عام 2021. و قال لقناة «إن إتش كيه»: «نحن نسعى جاهدين للتنفيذ السريع والهدف هو النصف الأول من عام 2021»، وأن التطوير والإعداد للقاح سيتم فى وقت واحد. مشيرا إلى أنه سيتم تخصيص 140 مليار ين «حوالى 1.3 مليار دولار» من الميزانية الإضافية لليابان لإنتاج اللقاح ضد كوفيد-19. وفى حال استمرار الجهود يمكن التوصل الى لقاح لكورونا الذى قد يكون مفيدا فى توجيه أنظار العالم والدول الكبرى، للإنفاق أكثر على الصحة بدلا من استمرار دعم التسلح وسباقات الموت، وقد يكون واقع البشر مختلفا منتصف العام المقبل، فى حال التوصل إلى اللقاح.



الاكثر مشاهده

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

الشيخ العيسى: يمكن للقيادات الدينية أن تكون مؤثرة وفاعلة فى قضيةٍ ذات جذورٍ دينية

رابطة العالم الإسلامي تُدشِّن برنامج مكافحة العمى في باكستان

جامعة القاهرة تنظم محاضرة تذكارية للشيخ العيسى حول "مستجدات الفكر بين الشرق والغرب"

;