مسؤولياتنا تجاه التحديات

الناظر إلى واقع المنطقة العربية فى السنوات الأخيرة يتضح له بكل جلاء الخطر الداهم الذى تعرضت له مصر وباقى دول المنطقة، ويدرك المخطط الذى هدف إلى تفتيت أوطاننا وتقسيمها ونشر الخراب بين أرجائها وتشريد شعوبها ونهب ثرواتها، والذى تستر تحت المسميات البراقة الخادعة التى أطلقتها جماعات الإسلام السياسى، وقد قيض الله سبحانه وتعالى لمصرنا العزيزة القيادة الواعية متمثلة فى الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى قاد عملية إفشال هذا المخطط التخريبى فى الوقت المناسب، فتدخل بقوة وحزم وأنقذ البلاد من براثن جماعات الإرهاب والتكفير التى جلبت الدماء والفوضى لمصرنا الحبيبة، ولا تزال هذه القيادة الواعية تعمل بكل جد على التصدى لهذا المخطط التخريبى داخل مصر وخارجها. وعند التحقيق والتدقيق والنظر لأرض الواقع المعاصر، نجد أنه ما من منطقة من مناطق الوطن العربى تظهر فيها آثار هذا المخطط من التوترات والنزاعات إلا ونجد الدور الأردوغانى الإجرامى المشبوه بقيادة حاضرًا وبقوة فى المشهد، يعمل على هدم استقرار المجتمعات، داعما للحركات والمليشيات الإرهابية، متسترا بالعديد من الشعارات البراقة التى تدغدغ عواطف من لا يحكمون العقل وتغيب عنهم الضوابط الشرعية الإسلامية التى تحكم أسس بناء الدول والمجتمعات واستقرارها، فما من مرة يتم التوصل إلى الحلول التى تقود إلى وحدة البلدان العربية وجمع شمل أبنائها إلا ونجد تركيا تدخل على الخط باستراتيجية ممنهجة تهدف إلى إشعال المواقف وعودة الغليان والتمزق للمجتمعات العربية، وتتضح بعض ملامح هذه الاستراتيجية فيما يلى: استخدام أبواق الإعلام المأجور الذى يمارس الخداع وبث الكذب والشائعات واستغلال الأحداث لتحريك الفتنة فى البلاد العربية تجاه القضايا المختلفة، والعمل على غرس قناعة لدى بعض الجماهير الغافلة أن الدور التركى ينطلق من قيم الحق والعدالة داعمين هذا الزعم ببعض الصور الإعلامية والخطب الحماسية الصادرة من أردوغان والتى لم تقدم أى نفع لقضايا المنطقة وخاصة القضية الفلسطينية التى تاجر بها أردوغان كثيرا وهو واقعيا وعمليا أكبر حليف لإسرائيل وللمشروع الصهيونى، هذا مع قيام أردوغان بفتح الأبواب على مصراعيها لجماعات الإرهاب وتوفير البيئة الحاضنة لهم من أجل القيام بدورهم فى هذا المخطط الإجرامى، وأكبر دليل على ذلك احتضانها الكامل لجماعة الإخوان الإرهابية وتوابعها وما يقومون به من بث الأكاذيب والشائعات وما يمارسونه من الأعمال الإجرامية انطلاقًا من الأراضى التركية، بالإضافة إلى تمويل الميليشيات المسلحة بالمال والسلاح والأفراد والخطط لإبقاء الوضع مشتعلًا فى المنطقة العربية والحيلولة دون عودة الهدوء والاستقرار للمجتمعات العربية، هذا الأمر الذى كان له أكبر الأثر فى انتشار جماعات العنف والفكر التكفيرى، والعمل على عرقلة جميع مبادرات الوفاق وجمع الشمل بين أبناء الوطن الواحد، ومحاولات تفكيك البنية العربية الموحدة شيئًا فشيئًا، إلى جانب قيام النظام التركى بتصوير نفسه على أنه النظام الإسلامى الذى يحمل هموم الأمة الإسلامية، مستعينًا فى ذلك ببعض المرتزقة الذين ينسبون أنفسهم إلى العلم الشرعى خادعين الناس بمظهرهم وكذبهم محاولين تصوير أردوغان على أنه خليفة المسلمين فى العصر الحديث الحامل لهموم الأمة، والزعم بأن المواقف التركية هى الممثلة للإسلام، ومحاولة إقناع الجماهير أن كل دعم لتركيا واجب شرعى ونصرة للإسلام، كل هذه الملامح تجعل من أردوغان العراب الأكبر لعملية محاولة تفكيك الدول العربية وتحقيق مخططات التقسيم التى بدون شك يقف خلفها أعداء أمتنا، وما تركيا وقيادتها إلا أداة ظاهرة فى يد أعداء بلادنا، وسوف تكشف لنا الأيام المقبلة الكثير من أبعاد هذا المخطط، والأمثلة على هذا المسلك كثيرة فى سوريا وليبيا والعراق وما قام به الجيش التركى أو الميليشيات التابعة له من مذابح ضد الأبرياء، والقصف بالطائرات، وحرق الأخضر واليابس. هذا الدور التركى ينطلق من الرغبة فى السيطرة على موارد المنطقة العربية، والقضاء على الثقل الدولى والسياسى لمصر تحت أوهام التمسح فى استعادة الخلافة العثمانية والرغبة فى قيادة العالم الإسلامى، والوهم العثمانى فى السيطرة على البلاد العربية بحيث تصير تابعة لتركيا. وقد حاولت تركيا القضاء على الدور المصرى فى المنطقة عن طريق دعم جماعة الإخوان للوصول للحكم لعلمها أنه لا يمكن تكملة المشروع التركى فى المنطقة فى ظل تماسك الدولة المصرية ويقظتها، فعملت على مساعدة هذه الجماعة التى هدفت إلى جعل مصر تابعة للتنظيم الدولى للإخوان مما يؤدى إلى انحسار دورها وتأثيرها، إلا أنه بفضل الله تعالى قد اصطدم هذا المخطط الخبيث بوعى أبناء الشعب المصرى، وقام جيش مصر ومؤسسات الدولة بإجهاض هذا المشروع التخريبى، والعمل بسرعة على وحدة الصف العربى ودعم التوجهات الوطنية والقومية للبلاد العربية ضد هذا المخطط، والمتابع المنصف المحايد يجد أن مصر وقيادتها لم تكن أبدًا فى يومًا من الأيام مصدرًا من مصادر الأزمات، فلم تعتد على حق أو تحاول زعزعة استقرار أى بلد من البلدان؛ بل تعمل قيادتها على تجميع الصف ومراعاة الأبعاد الدينية والوطنية والقومية فى جميع القضايا التى تتعامل معها، ولو نظرنا إلى الموقف المصرى من القضية الليبية فى وقتنا الحالى لوجدنا أنه ينطلق من الحفاظ على وحدة الشعب الليبى وتلاحمه ويعمل على تجنب إراقة الدماء وإنهاء الصراع، وتفعيل العملية السياسية الهادفة لجمع أبناء الشعب الليبى فى وحدة متكاملة لتنطلق ليبيا بعد ذلك وتفلت من مصيدة المشروع التركى التخريبى الذى يهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار فى مصر وفى ليبيا، هذا إلى جانب الوعى الكامل بضرورة التصدى بكل حزم وردع للجماعات المسلحة الإرهابية ومخططاتها، والتى يمثل الوقوف فى وجهها أحد أولويات الأمن القومى المصرى.



الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;