ابنة عمرو السولية.. عندما يتحول "الكومنت" لسلاح تحرش

فى عصر الفضاء الإلكترونى من حق أى شخص أن يشارك وأن يحلل وأن ينتقد، وأن يقدم رؤية شاملة فى قضية ما عبر "كومنت" على الحساب الخاص بشخصية عامة أو شهيرة، لكن ليس من حق أحد أو يجرح أو يسىء أو يتنمر ضد هذه الشخصية أو أى من أفراد أسرتها لمجرد أنها شخصية عامة. حادث التنمر والتحرش بابنة عمرو السولية أعاد من جديد دق جرس الإنذار لخطورة التجاوز فى الكومنتات والتعليقات عبر مواقع التواصل الاجتماعى، ليس لأن السولية فقط لاعب مشهور ولكن فى المقام الأول لأنه أب مثلى ومثلك فوجئ بتعرض ابنته التى لم تتجاوز الثالثة من العمر لمثل هذا الموقف غير الأخلاقى لمجرد أنه مارس حقه الطبيعى ونشر صورة له عبر حسابه الخاص على إنستجرام. عمرو السولية لم يجبر أحداً على الدخول على حسابه الخاص، كما أنه ليس مطلوباً منه أن ينشر على حسابه ما يتوافق مع قناعات وأفكار الآخرين، وإذا كان من حقى ومن حقك أن نقول على حساباتنا الشخصية كل ما نريد بمنتهى الحرية فإنه لا يمكن لأحد أن يحرم السولية من وضع صورة بريئة لابنته على حسابه الخاص، دون أن يتعرض وأسرته لمثل هذا السلوك غير المقبول أخلاقياً أو مجتمعياً أو حتى دينياً. هل فكر أحدهم فى حجم الضرر النفسى الكبير الذى يمكن أن يتعرض له أب تنمر شخص ما أو تحرش بابنته عبر نشره صورة خاصة لها على حسابه الشخصى، لا شىء فى الدنيا يعدل فرحة الأب بأبنائه وبناته الصغار وهو يراهم يكبرون أمام عينيه يوماً بعد الآخر، ولا شيء يمكن أن يصف درجة قلقه عليهم خاصة عندما يتعرضون لأى مكروه أوى أذى. الأب لديه قدرة جبارة على أن يخوض حربا شاملة مع العالم أجمع إذا مس شخص ما ظفر ابنه أو ابنته، لذا فإننا جميعا يجب أن نتفهم ونقدر ونثمن ردة الفعل العفوية والقوية للسولية على ما حدث لطفلته من بعض متابعيه على صفحته على إنستجرام. هل نحتاج لتعديل تشريعى يضع عقوبة للتعليقات المسيئة على بوستات مواقع التواصل الاجتماعى، خاصة عندما يتعلق الأمر بالتحرش والتنمر بالأطفال والنساء؟، أحسب أن الأمر يجب أن يتم دراسته فى القريب، خاصة أن واقعة التنمر بابنة عمرو السولية لن تكون الأخيرة وليست الأولى حيث سبقتها واقعة ابنة شريف منير. الحقيقة أن البعض حول التعليقات على مواقع التواصل إلى سلاح لتصفية الحسابات وانتهاك الخصوصية فى مخالفة واضحة لأبسط الأعراف والقيم الإنسانية التى تقتضى احتراما لأفكار وتصورات وقيم الاخرين حتى لو اختلفنا كثيرا معها فما بالك إذا كان الأمر مرتبطا بأطفال وأسر يجب على الجميع صون كرامتها وحريتها . أدعو من أساءوا استغلال التعليقات على مواقع التواصل، سواء كان ذلك على مواقع مشاهير أو أشخاص عاديين، لإعادة التفكير جيدا فيما جنت أيديهم وأن يدركوا أن الكلمة سلاح للبناء، كما يمكن أن تقود أداة للهدم، إياك أن تحاول يوما ما اغتيال فرحة الناس أو الإساءة لهم عبر "كومنت" فلتقل خيراً أو لتصمت.



الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;