لا يكفى أن نلعن الفساد

الرئيس والحكومة والثورة الآن لا يفوت الرئيس فرصة من دون أن يتحدث عن خطورة الفساد وأهمية مواجهته .. وفى كل مرة يتحدث الرئيس عن الفساد وخطره، وأنه لا تهاون مع المفسدين، بل إنه ضرب مثلا بقضية داخل مؤسسة الرئاسة وإصراره على إحالة المفسدين للمحاكمة. ثم إنه يراجع المصروفات، ويعدل ويطلب المراجعة والتخفيض. ويوجه اللوم. هناك قطاعات واسعة تقدر جهد الرئيس وتصدقه، لكن نفس هؤلاء يبدون تساؤلات حول مدى التزام الحكومة والمحافظين والمسؤولين بما يفعله الرئيس. وهل يدركون أهمية مواجهة الفساد؟.

الناس يشاهدون بأعينهم أن الفساد فى المحليات، كما هو، الإدارات الهندسية والإشغالات، ومخالفات البناء، الرئيس أشار إلى الاعتداء على 300 ألف فدان من أراضى الدولة. وينفعل وهو يؤكد أن لا تهاون. يبدو الرئيس وحده فى المعركة، وباقى الحكومة بإداراتها ومحلياتها ومحافظيها، فى جانب ليسوا جادين بمكافحة الفساد. والجدية لا تعنى أن يخرج المسؤول ليؤكد رفضه للفساد، إنما فى البحث، والتوصل إلى آليات واضحة تنهى هذا الفيروس الذى يأكل كل إنجاز ويدمر كل تقدم.

نعرف أن الفساد نتاج تراكمات عقود، ونعرف أننا ندفع طوال الوقت ثمن الفساد والمفسدين.

المواطنون يريدون أن تكون تحركات الحكومة واضحة، فى اتخاذ الإجراءات لمواجهة الفساد. والتوصل إلى طريقة لمتابعة المحليات والمحافظات وتغيير نظام الإدارة بما ينهى معاناة الناس. استمرار الاعتداء على أراضى الدولة والبناء المخالف والرشوة، وهى أمور يفترض أن تسارع الحكومة بالبحث عن مخارج وحلول نهائية لها. لأن الفساد هو أخطر التحديات.

الرئيس هو المسؤول الأول الذى تتجه إليه المطالبات، وهو يتحمل طوال الوقت المسؤولية، ويتم تحميله المسؤولية عن أى خطأ، وهو مايعنى أن الناس لا تشعر بفائدة اللجوء للحكومة، والأخيرة تنتظر أن يتدخل الرئيس فى كل صغيرة وكبيرة. وحتى فى حال مشكلات صغيرة مثل فقير يحتاج معونة أو مريض يحتاج قرارا للعلاج. لماذا انتظرت الحكومة أن يتدخل الرئيس ويطلب رئيس الوزراء، ليطلب منه حل أزمة الفلاحين وتوريد القمح. هل الحكومة قادرة بالفعل على تنفيذ مطالب الرئيس بمواجهة الواسطة والمحسوبية والفساد، أم إن الأمر يحتاج إلى تعديلات جذرية فى نظام الإدارة، لإزالة تراكمات سنين حتى تتعلم الحكومة ويتعلم كل وزير ومحافظ أن إنهاء البيروقراطية والفساد والمحسوبية هدف، ويتحركون لمواجهته، هذه هى الثورة الحقيقية التى يفترض أن تبدأ الآن، وربما قبل الآن.. حتى يمكن الشعور بتغيير حقيقى، لأن الفساد والواسطة والمحسوبية تصنع اليأس وتغطى على أى إنجاز. ولا يكفى أن نلعن الفساد، بل علينا أن نبدأ مواجهته بآليات وطرق واضحة تختلف عما هو حادث الآن.




الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;