الخرف يهدد متعة كرة القدم

ظاهرة جديدة وغريبة فجرها العديد من المدربين فى الدورى الإنجليزى الممتاز، تهدد اللعبة الأشهر فى العالم وربما تؤثر على مركز المهاجم الصريح الذى يعتمد على إحراز الأهداف بضربات الرأس، تلك الموهبة التى قلما تجدها فى لاعب كرة قدم، وباختفائها تفقد الساحرة المستديرة واحدة من أبرز جمالياتها ومتعتها، وهى تأثير ضربات الرأس على صحة اللاعب مستقبلا وتسببها في إصابته بالخرف، ولكن كيف يمكن التغلب على ذلك بطريقة تحافظ على سلامة اللاعبين، هل يبتكر المدربون طريقة جديدة أم أنها مجرد زوبعة تصريحات تتناولها الصحف ومواقع التواصل وسرعان ما تخفت؟. نوبى ستايلز، لاعب منتخب إنجلترا السابق والفائز بكأس العالم 1966، أثار الجدل بعد شهر من وفاته الشهر الماضى، وذلك بعد إعلان معاناته من "الخرف" فى الأشهر الأخيرة قبل الوفاة، وهو ما عانى منه أيضاً العديد من لاعبى جيله بالمنتخب الإنجليزى، ومنهم بوبى تشارلتون (83 عاما) أسطورة مانشستر يونايتد والذى كشف عن معاناته من الخرف فى الآونة الأخيرة، الأمر الذى دعا البعض لطرح سؤال حول مدى تأثير ضربات الرأس على لاعب كرة القدم وارتباطها بالإصابة بالخرف، أو الزهايمر، مع تقدم العمر، مطالبين بضرورة منع ضربات الرأس فى التدريبات حال ثبوت ذلك علمياً.

وسلط بعض المدربين بالدورى الإنجليزى الضوء على هذه القضية، ومنهم سلافن بيليتش مدرب وست بروميتش ألبيون، الذى قال فى مؤتمر صحفى، إنه حال أثبتت الأبحاث أن ضرب الكرة بالرأس 10 مرات خلال التدريبات ستسبب الإصابة بالخرف فعلينا منعها فى التدريبات، وأيده في ذلك فرانك مبارد مدرب تشيلسى، مؤكداً أنه يفكر حالياً فى أسلوب تدريب جديد للاعبيه، ومنع الضربات الرأسية فى تدريبات الناشئين وتطبيق ذلك على لاعبى الفريق الأول.

أما دين سميث مدرب أستون فيلا، والذى عانى والده من الخرف قبل وفاته بفيروس كورونا، فاتفق مع رأى بيليتش، ودعا لضرورة إجراء المزيد من الأبحاث فى هذا الجانب للتأكد من تأثيرها المستقبلى على اللاعبين، إعلاءً لصحة الإنسان المقدمة على أى شيء حتى لو كانت متعة كرة القدم.

يبدو أن أصوات المدربين وصلت إلى اتحاد كرة القدم للأندية وروابط الدورى والاتحاد الإنجليزى، والذى دعا لتطوير استراتيجيات مراقبة التدريبات ووضع تصورات لحماية صحة اللاعبين على المدى الطويل، وقال بن بركيس رئيس الاتحاد، فى بيان رسمى، "مع تطور العلم فى هذا المجال أصبحنا بحاجة لتدخل عاجل بناءً على الأدلة المتوفرة حالياً، وأن تقليل ضربات الرأس خلال التدريبات خطوة عملية ومباشرة، مؤكداً تشكيل مجموعة استشارية للتنسيق مع اللاعبين الحاليين وعائلات اللاعبين السابقين لمعرفة مدى تأثرهم بالخرف والأمراض العصبية الأخرى، كما أعلن اتحادا أسكتلندا وأيرلندا الشمالية، فى بيان أيضاً، وضع قيود على ضرب الكرة بالرأس للفئة العمرية بين 12 و16 عاماً وتطبيق هذا القرار فوراً.

ولكن هل تتخطى أصوات المدربين حدود إنجلترا إلى جميع دوريات العالم، ومنها بالطبع الدورى المصرى، وهل يتحد هؤلاء لتكثيف الأبحاث العلمية للتأكد من تأثير ضربات الرأس على اللاعبين مستقبلاً، ومحاولة تطوير استراتيجية عاجلة حتى لا تفقد كرة القدم رونقها بواحدة من أجمل الأهداف الممتعة، وهو ما نأمل أن يفطن إليه المسؤولون قريباً باعتبار صحة الإنسان بالتأكيد أهم من متعة كرة القدم.



الاكثر مشاهده

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

الشيخ العيسى: يمكن للقيادات الدينية أن تكون مؤثرة وفاعلة فى قضيةٍ ذات جذورٍ دينية

رابطة العالم الإسلامي تُدشِّن برنامج مكافحة العمى في باكستان

;