الوجه الأبيض لأزمة السفينة الجانحة.. هكذا حققت مصر الإعجاز

قولا واحدا، جنوح سفينة عملاقة كـ EVER GIVEN فى أهم مجرى ملاحى بالعالم، أزمة بكل المقاييس، والتمكن من الإنقاذ باحترافية وحدوث التعويم فى زمن قياسى إعجاز حقيقى لا ينكره إلا جاحد أو جاهل، لهذا وقف العالم أجمع فى حالة من الانبهار بعد أن استطاعت مصر أن تثبت أنها القادرة الحاضرة بعزيمة أبنائها وشعبها فى مواجهة التحديات، مهما كانت قسوتها وضخامتها. ورغم أن الأنفاس فى العالم حُبست فور الإعلان عن إغلاق أهم مجرى ملاحى، إلا أنه كان لهذه الأزمة وجه أبيض، حيث أرسلت رسالة طمأنة للعالم بمدى قدرتها على تأمين أهم وأخطر مجرى ملاحى، وأنها ما زالت تمتلك الريادة مهما كانت التحديات. إضافة إلى أن مصر استطاعت أن تسجل إعجازا حقيقيا بعد أن استطاعت أولا فى تعويم السفينة خلال 6 أيام فقط، رغم أن التقارير الدولية وكثير من الخبراء أكدوا أن تعويم سفينة مثل هذا، وجنوحها بهذا الشكل، وفى الوضع المناخى الحادث الآن، يحتاج على الأقل إلى 3 شهور، لكن كان لمصر رأى أخر، فتحقق الإعجاز بالتعويم خلال 6 أيام فقط، الأمر الذى جعل رئيس هيئة قناة السويس يؤكد أن هذا العمل سيدرس في أكاديميات النقل البحرى. وكذلك النجاح في تحقيق إعجاز أخر مهم، وهو كيف نجحت مصر فى التعويم دون تسريب زيوت أو حدوث أية إصابات سواء فى بدن السفينة أو فيما تحمله من بطائع وحمولات، بل حدوث التعويم دون تفريغ للحمولة ليؤكد رئيس الهيئة في المؤتمر الصحفى، أن هذه سابقة لم تحدث فى العالم من قبل. وهناك وجه أبيض أخر للأزمة، أن هذه الأزمة بالفعل جددت تأكيد أهمية قناة السويس كممر مائى عالمى، وأسقطت دعاوى كل المشككين فى مستقبل هذه القناة، بل فضحت كل المغالطين الذين دوما يبثون ادعاءات مزيفة حول قدرة مصر من ناحية وتراجع القناة وأنها لم تعد قُبلة للتجارة العالمية من ناحية أخرى، لتفضح هذه الأزمة هذه الافتراءات والأكاذيب. فها هو العالم أجمع يتابع ويدعو كلً بلغته ودينه، بإنهاء الأزمة لعودة شريان الحياة من جديد، فكيف لأزمة لم تستمر سوى أيام معدودة أن تقلب الموازين في العالم، فها هي ارتفاعات في أسعار البترول، وأزمات فى إمدادات المواد الخام للشركات الصناعية الكبرى، واضطرابات فى الحركة الملاحية العالمية والبورصات الدولية، وحالات من الطوارئ في التجارة الدولية. وما يزيد الأمر عظمة والحمد لله، هو تعامل مصر باحترافية وثبات كبير، على كل الأصعدة ملاحيا وإمكانيات ضخمة لمعدات وامتلاك لخبرات كبيرة في علم الملاحة، أما الشق الإعلامى، فاستطاعت إدارة القناة التعامل باحترافية وثبات حقيقى، فكانت الشفافية والوضوح عنوان للتعامل مع الأزمة، والثقة بالقدرة مبدأ حاضر في كل تصريحات رئيس الهيئة أمام وسائل الإعلام الأجنبية، لتثبت مصر أنها من الكبار فلا اضطراب ولا اهتزاز أمام أزمة يصفها الجميع بأنها كارثة تخلخل أى دولة مهما كانت، إلا أن مصر تعاملت معاملة الكبار، وهذا ما سجلته كثير من الإشادات الدولية. وأخيرا.. فإن مصر استطاعت من خلال هذه الأزمة أن تقول كلمتها للعالم أجمع، بأنها مصر المحروسة مصر القادرة على تخطى الصعاب ومواجهة كافة التحديات، داعين الله عز وجل أن يتمم توفيقه لنا بتخطى التحدى الأهم القادم بعد التعويم وهو النجاح في تسيير حركة لا يقل عن 400 سفينة كانت متوقفة جراء هذه الأزمة، لتعود القناة إلى مهمتها من جديد مواصلة رسالتها بأمن وأمان..



الاكثر مشاهده

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

;