مراهقات السوشيال ميديا

فى عالم بلا قيود، انتشرت ظاهرة مراهقات السوشيال ميديا بشكل مرعب وصادم، لتخرج صيحات وتحذيرات بضرورة مواجهة هذه الظاهرة التى اعتبرها الكثير بأنها مصدر تهديد لقيم المجتمع وثوابته، وخاصة أننا أصبحنا في سماء مفتوحة للجميع فأصبح بإمكان أى شخص ببريد إلكترونى عمل حساب بمواقع التواصل الاجتماعى والتحدث فى أى شىء وفى أى وقت دون رقيب. ليحذر كثير من الخبراء النفسيين وعلماء الاجتماع والتربية من التأثيرات السلبية لانتشار هذه الظاهرة، والتى أخطرها العزلة الاجتماعية والنرجسية، وأن تصبح تلك المراهقات في خطر الوقوع في فخ التحرش والدعارة، لتصبح هذه الأفعال بمثابة تهديد حقيقى لثوابت المجتمع والعقل الجمعى مما يؤثر على الهوية الوطنية والدينية. فلك أن تتخيل، أنه بإمكان أى فتاة خلال فيديو لا تزيد مدته عن 15 ثانية تحقيق شهرة توازى انتشار المشاهير ونجوم المجتمع، لكن الخطورة أن هناك الكثير من المتسترين خلف الشاشات الذين يشتركون بحسابات وهمية ويقومون بالتحرش بهؤلاء الفتيات عبر الرسائل أو التعليقات، أو حتى الإساءة لهن ولهيئتهن وتعريضهن للتنمر بينما هم أقصى غايتهن المرح والشهرة وجمع اللايكات. وما يزيد الأمر خطورة، أن هناك فتيات أصبن بجنون الشهرة حتى ولو كان على حساب سمعتهن وشكلهن، فالمهم لديهن جذب الانتباه وتحقيق الشهرة دون النظر إلى الأخلاقيات العامة فيما يخص الأسلوب والحوار أو مناسبته لعادات وتقاليد المجتمع. بل أن الكارثة حقا، أن الكثير من المراهقات دخلن في مقارنة بغيرهن على منصات السوشيال ميديا، فلماذا هذه لديها هذا الكم من الإعجابات، وأنا لا؟ ما الذي ينقصنى؟ هل أنا فاشلة؟ هل أنا قبيحة المنظر؟ ليتحول الأمر إلى محاولا للفت الانتباه تجعلهن إما أضحوكة للناس باستخدام حوار يخلو من الحياء وضد طبيعة الأنثى، أو تقديم محتوى غير أخلاقى أو مستفز، فأصبح المعيار مدى الانتشار واللايكات حتى ولو على حساب القيم الصالحة للمجتمع. غير أن اعتقاد الكثير من المراهقات، أنهن يعتقدن أن الوصفة السحرية للنجاح وتحقيق الشهرة، هو التجرد من الملابس، واستخدام الإثارة والتشويق الجسدى، أو وضع عناوين كلها إثارة وسخرية، لذلك فإن الفخ هنا يتمثل في الوصفة التى تتبعها بعض الفتيات لزيادة عدد المعجبين، وهن لا يمتلكن لا الموهبة ولا القبول، ناهيك عن التعبيرات المثيرة تارة أو الغبية المضحكة تارة أخرى أو السخرية تارة ثالثة، لنكون أمام قتل حقيقى لقيم المجتمع والطعن في الثوابت الأخلاقية وتصدير نماذج سيئة للشباب. وبما أن الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعى أصبحت كالماء والهواء، والحياة دونها مستحيلة ويستخدمها حتى الأطفال أصحاب العامين من العمر، فليس أمامنا إلا أن نضع رأى كثير من الخبراء في وضع الاعتبار، بأن الأسلوب الأمثل هو التجاهل سواء بعدم مشاهدتهن، أو تسليط الضوء عليهن وتتبع أخبارهن وفيديوهاتهن، لأن هذا يحقق لهن غايتهن في الانتشار على حساب قيم وثوابت المجتمع الأخلاقية والوطنية. ومن جانب أخر، يجب اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة للحد من هذه الظاهرة، وهنا الدولة المصرية قدمت نموذجا جيدا في تتبع هؤلاء، ونموذجا على ذلك محاسبة ومحاكمة عدد من الفتيات، مثل حنين حسام ومودة الأدهم ومنة عبد العزيز، حتى لا نسمح بتنافس فتيات المجتمع بتحقيق شهرة بمثل تلك الطرق غير الشرعية والشاذة، وخاصة أنه من أمن العقاب أساء الأدب". وختاما، نقول، إن وسائل الضبط والحماية تبدأ من البيت والمدرسة، لذا لابد على الأسرة القيام بواجبها لحماية بناتهن من الوقوع في هذا الفخ، ومن جهة أخرى لابد من نشر ثقافة التواصل الإيجابى مع فتياتنا، وليس الانغلاق أو اتباع أسلوب الانفتاح المبالغ فيه وكسر كل القواعد والقيم، لأن ما وصلت إليه هذه الظاهرة تتطلب وفورا دق ناقوس الخطر للتحرك السريع وتضافر الجهود من جانب كل المؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني لعودة الدور الرقابي للأسرة والمسئولية الأخلاقية تجاه الأبناء بالإضافة الى زيادة الاهتمام بهذه الفئة العمرية الخطرة من خلال إعداد برامج تدريبية وترفيهية ورياضية وتوعوية تستهدف تنمية مهاراتهم وحثهم على المشاركة المجتمعية والعمل التطوعي لاستثمار طاقاتهم في شيء نافع وإيجابى حتى لا يتوجهون إلى التنفيس بشكل غير مراقب ومتهور مثلما هو حادث الآن..



الاكثر مشاهده

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

;