عيدية الفلاح المصرى فى عهد الجمهورية الجديدة

يحتفل الفلاح المصرى بعيده فى شهر سبتمبر من كل عام، ودائما ما كان الحديث فى هذه المناسبة حول مرارة ومعاناة سكان القرية، والكل كان يعتبر هذا اليوم مناسبة يطلب فيها عيدية من الحكومة، كسداد ديون المتعثرين أو توفير الأسمدة أو تسويق منتجات الفلاح أو النظر إلى وضع الريف بعين الرحمة فى ظل نقص الخدمات الصحية والاجتماعية والثقافية والتعليمية، ودائما ما يكون "لسان حال" سكانه "نفسنا نعيش زى البنى آدمين". لكن هذا العام أعتقد أنه مختلف تماما، حيث تقدم الدولة الآن عيدية غالية ومهمة للفلاح المصرى فى عيده التاسع وستين، وذلك من خلال تنفيذ مشروعات قومية تتكلف المليارات، على رأسها مشروع "حياة كريمة" الذى يعمل على خلق حياة أفضل لـ 58 مليون ريفى، وتتخطى تكلفته 700 مليار جنيه. نعم مشروع "حياة كريمة"، بمثابة أفضل عيدية تقدمها الدولة للفلاح المصرى على ممر التاريخ، بعد معاناة طويلة من التهميش والإهمال امتدت لعقود من الزمان، فكلنا نرى الآن البناء والتعمير الحادث فى الريف من خلال إنشاء مدارس ووحدات صحية وبيطرية ومجمعات ألبان وجمعيات زراعية، وتطوير البنية التحتية من مرافق وصرف صحى، ومواجهة الفقر من توفير سكن كريم وزواج يتيمات وصرف معاشات تكافل وكرامة. كل ذلك يحدث فى القرية المصرية، بالتزامن مع جهود كبيرة أخرى مرتبطة بتغيير حياة الفلاح، ونموذجا قانون التصالح الذى مكّن الفلاح من الحصول على كل خدماته وتقنين وضعه، بل حافظ على الرقعة الزراعية كبعد استراتيجى مهم للفلاح، ناهيك عن دعم ملف الأسمدة خلال الـ3 سنوات الماضية بأكثر من 7 مليارات جنيه، ووضع آلية تضمن وصول الدعم للفلاح ومستحقيه عبر منظومة كارت الفلاح؛ لإنهاء معاملاته الحكومية. وما يزيد الأمر تقديرا، إنه لم تقتصر رؤية الدولة لتغيير الحياة فى الريف من الاهتمام بالخدمات والمرافق فقط، إنما تعدت إلى مشروعات قومية كبرى لا تقل أهمية عن مشروع حياة كريمة، مثل مشروع تبطين الترع الذى يعظم من الاستفادة من المياه ويقضى على نقص مياه الرى، ويضمن تحقيق العدالة فى الرى بجانب خلق صورة حضارية وجمالية للترع وحماية بيئة الفلاح من الأمراض التى كانت تسببها تراكم الحشائش والموبقات، وكذلك مشروع تطوير الري الحقلي لتوفير كل احتياجات الفلاح، وأيضا مشروع المليون ونصف فدان، ومشروع الدلتا الجديدة, ومشروع الصوب الزراعية. وأخيرا، نستطيع القول، إن نهضة الأمة تأتى عندما تدرك قياداتها أهمية القطاعات المهمشة وهذا ما تفعله الدولة من خلال مبادرة "حياة كريمة" فى تغيير حياة قرابة 58 مليون مواطن ريفى للأحسن، لذلك نعتقد أن ما يحدث فى القرية المصرية الآن ما هو إلا فرصة ذهبية وعيدية غالية وثمينة للفلاح المصرى فى عهد الجمهورية الجديدة..



الاكثر مشاهده

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

الشيخ العيسى: يمكن للقيادات الدينية أن تكون مؤثرة وفاعلة فى قضيةٍ ذات جذورٍ دينية

;