الدولة فى مواجهة "خفافيش" البناء المخالف.. عقار فيصل المائل نموذجا

من المؤكد أن الدولة المصرية بذلت مجهودات مضنية خلال الفترة الماضية لمواجهة فوضى البناء المخالف، والذى هدد الرقعة الزراعية وأحدث عشوائية كبيرة فى التنظيم، وعرض حياة مواطنين للخطر، والمتتبع يجد أن الدولة تتعامل مع هذه الظاهرة بشتى الطرق تنفيذيا وتشريعيا للحد من خطورتها وتفاقمها. فكان الحسم عنوانا لشن عدة حملات وموجات إزالة لهذه التعديات والمخالفات، وما زالت تواصل عملها حتى الآن تزامنا مع ضبط هذه المنظومة تشريعيا، وذلك كان من خلال التصالح فى مخالفات البناء، وقانون البناء الجديد وصدور اشتراطات البناء الجديدة التي تنظم العمران والبناء السكني، حماية للوطن والمواطن معا. وأعتقد أنه قد تحققت ثمار عديدة، وأصبح المواطن هو الأكثر استفادة، رغم أنه يتم تصدير صورة سلبية من قبل قوى الشر بأنه الأكثر تضررا، لكن ما يحدث هو العكس تماما، فلك أن تتخيل عدد الضحايا من المواطنين الذين وقعوا فريسة لخفافيش البناء المخالف، حيث وضعوا أموالهم وشقاء أعمارهم فى شقق وعقارات لا تخضع لمواصفات البناء السليم، فأصبحت الآن حياتهم فى خطر، وكلنا رأينا كم المبانى التى تم إزالتها، لأنها مخالفة وخطر حقيقى على السكان، وأقرب نموذج على هذا ما حدث فى عقار فيصل المائل، فلك أن تتخيل عقار مكون من 14 طابقا، منهم 6 طوابق فقط "مرخص"، وباقى الأدوار غير مرخصة، وتمت التعلية فى ليل دامس، وفى غفلة من المسؤولين، فكانت النتيجة إخلاء السكان ودراسة إمكانية الإزالة، والسؤال الآن، كيف حال هؤلاء السكان ومن قام بشراء شقق فى هذا العقار المخالف؟ لذا، نقول، إنه إذا كانت هناك مسؤولية تقع على الحكومة فى مواجهة هذه الظاهرة، أيضا تقع مسؤولية أكبر على المواطن الذى يشجع هؤلاء الخفافيش على جريمتهم بل بتجاهل شروط البناء، بحجة "أنه كله مخالف، وأنه هذا أرخص، ويردد، كلمات وعبارات فيها تواكل وغير مبررة على الإطلاق، مثل "اتركها على الله، لن يصيبنا إلا ما كتب الله"، فللأسف، هم بذلك المعتقدات يعرضون حياتهم وحياة أبنائهم للخطر جراء حدوث أى أزمة فى هذا العقار فى المستقبل. ومن جهة أخرى، يجب أن نعلم، "ليس معنى غلق باب التصالح، يعنى أن الدولة لن تلفتت إلى المخالفات الجديدة، لأنها مشغولة في أشياء أخرى، أو أن يعتقد أن من تقدم للتصالح في مخالفات البناء يمكنه أن يستكمل بناءه من جديد بزيادة الأدوار، فهذه أمور غير صحيحة، بل نقول لهم، إن الدولة تواجه وفقا للقانون هذه الأعمال المخالفة بكل حسم، وأنها لن تسمح بعودة ظاهرة مخالفات البناء مرة أخرى، والنماذج على ذلك كثيرة، وفقا للبيانات الرسمية كل يوم بعدد إزالات التعديات بكافة المحافظات. وختاما، نقول، "إن هناك أمور مبشرة بشأن عودة الانضباط من جديد لمنظومة البناء، وذلك بعد صدور اشتراطات البناء الجديدة، والتى خرجت للنور بالفعل، وتحقيقها وتطبيقها لتنظيم البناء العمراني في مصر، وما يجب علينا فعله الآن هو الالتزام بهذه الاشتراطات، وخاصة أن الدولة تسعى بكل الطرق لتوفير سكن ملائم لكل مواطن من خلال مشروعات الإسكان الاجتماعى التى تناسب كافة الشرائح.. فكفى عشوائية!!..



الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;