كأس العرب وأنصاف الموهبين

من حق المصريين من محبي ومشجعي كرة القدم أن يصيبهم الإحباط ، بعد الأداء المتواضع للفريق الوطني خلال مشاركته في بطولة كأس العرب ٢٠٢١ ، في نسخته العاشرة ، التي أقيمت في الدوحة عاصمة دولة قطر على مدى الأيام الماضية ، واستمرت على مدى ١٨ يوما ، وشاركت فيها ٢٣ دولة عربية . بصعوبة شديدة لا تتناسب وتاريخه في هذه اللعبة احتل الفريق المصري المركز الرابع ، بعد أن حقق انتصارات محدودة، وتعادلات صعبة مع فرق لا تمتلك ما يملكه من إمكانات ، ولا يتوفر لها ما يتوفر له من تسهيلات ، وأخيرا انتهينا إلى هزيمة من فريق حديث العهد بكرة القدم. في المجمل كل هذا ليس عيبا فالرياضة في النهاية غالب ومغلوب ، والروح الرياضية هي ما يجب أن تسود ، والحظ مؤكد يلعب دورا كبيرا ، لكن ليس الحظ وحده ، وهنا نأتي لتلك الصورة الهزيلة التي بدا عليها فريق مصر ، الذي كان حتى سنوات قليلة يعد واحدا من أقوى الفرق العربية ، ثم ها هو اليوم لا نرى له نجوما ولا مهارات ولا حتى تناغما . ربما يبرر البعض أن هذا ليس هو الفريق الأساسي وليس كل نجومه حاضرين ، وهذا عذر أقبح من ذنب ، فلا يمكن لبلد تجاوز المليون مواطن ، غالبية شعبه يعشق ويشجع ويتابع بشغف هذه اللعبة ، ويدفع بصغاره قبل كباره للعبها ، ثم لا نجد فريقا واثنين وثلاث يملئون هذا الفراغ ، ونظل ندور في حلقة مفرغة لعدد محدود من اللاعبين الذين هم بالفعل محدودي المستوى . هناك الكثيرون الذين يتابعون مباريات أوروبية وآسيوية وفي أمريكا الجنوبية ، ومن المؤكد أنهم يقارنون ويتحسرون ، خاصة وهم يشاهدون اثنان من اللاعبين المصريين وهم يشاركوون في بطولة الدوري الإنجليزي ، كما يشاهدون المستوى المثالي للعب كرة القدم ، وكيف يكون الأداء . الحقيقة إنني لا أجد أي مبررا أن يكون هذا هو مستوى فريق أكبر دولة عربية ، وأن يكون هذا مستوى لاعبيها ، ولا أرى وغيري كثيرين أن المدربين الذين يهبطون علينا من كل مكان إلا من بلدنا يضيفون شيئا ، وخير دليل هو أن النهائي بين تونس والجزائر ، وقد أصبحا هما الأفضل أداءا على المستوى العربي حسب آخر بطولة عربية ، يقوم بتدريبهما مدربان وطنيان ! لعل السادة المسئولين عن فريقنا الوطني يستيقظون ويدركون كم هم يسيئون إلى مصر بعد أن هزمنا الفريق القطري ، ولولا التعب والإنهاك لربما كانت النتيجة أسوأ كثيرا . إن كل أسماء اللاعبين الكبار الذين وصلوا إلى الشهرة والعالمية كانت بدايتهم في قرى مصر وحواريها وأحيائها الشعبية ، ولم تكن قاصرة على النوادي الكبرى ، مصر لا تنضب يا سادة مصر ولادة ولكن فيما يبدو أن الاستسهال هو ما أوصلنا لهذا الحال ، فلتنقذونا من أنصاف الموهوبين يرحمكم الله .



الاكثر مشاهده

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

الشيخ العيسى: يمكن للقيادات الدينية أن تكون مؤثرة وفاعلة فى قضيةٍ ذات جذورٍ دينية

;