منتخب مصر الحقيقى

هو ده منتخب مصر اللي كلنا نعرفه.. هو ده منتخب مصر الحقيقي. ما قدمه الفراعنة أمام كوت دايفور من أداء رجولي عظيم أعاد الصورة الطبيعية والمألوفة الجميلة للمنتخب الوطني، ساعد على تأهله عن جدارة واستحقاق إلى ملاقاة المنتخب المغربيى الشقيق فى ربع نهائى كأس الأمم الأفريقية الكاميرون 2021 . 120 دقيقة روح وإخلاص وحماس أتت لمصر في النهاية بنصر عظيم كان الكثيرين يعتقدون أنه لن يحدث.. وهؤلاء بالطبع كانوا متوهمين أغراهم في نظرتهم الضيقة المستوي الغير مرضي الذي قدمه الفراعنة في دور المحموعات وهم لا يدركون أن القوة آتية في وقتها كعادة المصريين في كل المجالات يظهرون عند الشدائد لقهر الصعاب مهما كانت. عن نفسي لم أتفاجأ بالأداء الملحمي الذي قدمه منتخب مصر أمام الأفيال الايفوراية وكنت أتوقع الفوز ثقة في لاعبينا الذين يملكون كل الإمكانيات التي تؤهلهم للفوز عند توافر المناخ المناسب للتألق.. وكذلك ليقينى أن اللاعب المصري لن يسمح أبدا بالتقليل من منتخب بلاده مثلما حاول البغض بصور أن الفوز على الفراعنة سهل وفى المتناول، وبالتالى سيكون الرد قويا من نجوم الفراعنة وقد كان. وضح منذ بداية مباراة كوت ديفوار أن الحماس يسيطر على الجميع والكل على أهبة الاستعداد ، ولم يدخر أحدا قطرة عرق داخل الملعب.. الكل - الكل دون استنثاء - كان فى كامل تركيزه من أجل تحقيق الفوز وإعادة البسمة على وجوه المصريين. لم يكن الفوز فحسب هو ما أبهج المصريين فقد ظهرت ملامح رائعة من وحدة الصف والتماسك بين لاعبى المنتخب، ويا لروعة المشهد الذى جمع بين الشناوى وأبو جبل بعد المباراة وتأكيدهما على أن الأثنين واحد.. اذ خرج الشناوى للإصابة بعد تألق كبير ومنعه أكثر من هدف محقق نال عليه الإشادة الكبيرة وكان لادائه أكبر الأثر فى نتيجة اللقاء .. ومن بعده شارك أبوجبل الواثق فى نفسه وإمكانياته وأجاد وأبدع خلال المباراة وتصديه لركلة ترجيح كانت حاسمة فى التأهل.. ولم يسعى أى طرف إلى إغفال دور الآخر أو إدعاء البطولة فى روح هى المطلوبة لتحقيق البطولات التى فى ماهيتها لا تتوقف على لاعب بعينه وإنما تكون بالتعاون والتفانى من أجل أسم مصر.. ويبدو من المشهد دور كبير للأسطورة عصام الحضرى فى الوصول بالثنائى - الشناوى وجبل - لهذه الروح، بعدما قدم نموذجا وخبرة فى التعامل مع مثل هذه المواقف عندما ذهب للشناوى عقب المباراة ومواساته وتقبيل رأسه بدلا من الاحتفال مع باقى اللاعبين للتأكيد على دوره فى هذا الانتصار العظيم. من الأشياء أيضا التى تدعو إلى الفخر مولد نجم جديد فى سماء الكرة المصرية هو المدافع الواعد محمد عبد المنعم الذى أصبح يمثل مستقبل دفاع منتخب مصر، رغم قلة خبراته فى اللعب الدولى، إلا أنه أثبت جدراته بتمثيل المنتخب الوطنى فى هذه السن الصغيرة، وجمع ما بين التركيز، هدوء، ثقة، وقوة الشخصية التى ظهرت بشكل واضح عند تسديدة ركلة الترجيح. وعن محمد صلاح النجم العالمى حدث ولا حرج.. اذ لم يقتصر دوره على الأداء داخل الملعب وتسجيله ركلة الترجيح الأخيرة فحسب، وإنما أدى دور القائد بصورته الصحيحة وسعيه الدائم إلى تحفيز اللاعبين وتوجيههم المتواصل ودفعهم دفعا إلى استدعاء كل طاقاتهم من أجل تحقيق النصر. ولا يفوتنى هنا الثناء على كيروش الذى قدم مباراة جيدة للغاية بخطة واضحة المعالم تثبت أنه درس كوت يدفوار وأدرك نقاط الضعف والقوة بين صفوفه ولعب عليها ما مكنه من السيطرة على المنافس كليا داخل الملعب وفرض نفوذنا عليه رغم قوة الأسماء التى يضمها من لاعبين محترفين فى أكبر وأشهر أندية أوروبا. وإذا ما أسهبنا فى الإشادة بالمنتخب واللاعبين والجهاز الفنى، وجب علينا لفت النظر إلى بعض الأمور الفنية التى تحتاج نظرة مختلفة من كيروش تواكب المرحلة المقبلة وقبل مباراة المغرب الأحد المقبل ما يضمن استمرار الانتصارات والزحف خطوة جديدة نحو إحراز اللقب، يأتى فى مقدمتها ضرورة استغلال أنصاف الفرص لتسجيل الأهداف، خاصة وأن مباراة كوت ديفوار شهدت إهدار أهداف بالجملة لو سجلت لكانت كفيلة بفوز عريض للمنتخب، وأيضا لابد من الاهتمام بكيفية الاستفادة من الكرات الثابتة واستغلالها أحسن استغلال مثلما يفعل منافسنا فى ربع النهائى أسود الأطلسي ومنها أحرز نجم باريس سان جيرمان هدفين فى غاية الروعة، ما يجعلنا كذلك إلى توخى الحذر فى ارتكاب أخطاء قريبة من منطقة الجزاء.. وكذلك من الضرورى ملء الفراغ الذى يظهر على حدود منطقة الجزاء خلف عمرو السولية وهى ظاهرة متكررة، ومن هذه نقطة الضعف سجل نيجيريا فى مرمانا وكاد كيسي يفعلها لصالح كوت ديفوار.. إضافة إلى حتمية إجادة التعامل مع "الكرة الثانية" -Second-Bal- التى تسبب خطورة كبيرة على المرمى.



الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;