"أنت عملتلى إيه".. نكران الأبناء

في ظل عصر الحداثة والسوشيال ميديا وسيطرة الحياة المادية وغياب الثوابت الأخلاقية في تعامل البعض، هناك آفة مجتمعية آخذة في الاتساع ألا وهى آفة النكران والجحود وسط شباب هذا الزمان، والكلمة المكررة فى خلافات الأسرة "أنت عملتلى إيه"!! ومن المؤسف أننا نسينا أياما كانت السعادة فى رضا الوالدين، وتقبيل يد الكبير، وإلقاء السلام على القريب والغريب، فكانت الحياة هنيئة لا بغضاء ولا ضغينة، إنما ما نراه الآن من آفات العقوق والجحود والنكران، فها هو من يخاصم أبيه أسابيع طوال، وتلك من لا يصل رحمه شهور وسنوات، والأدهى أن هناك شبابا آبائهم يعملون ليل نهار لتربيتهم وتعليمهم وتوفير شقة لهم ثم تزويجهم وحال أي مشكلة أو عتاب تجدهم يتنكرون لهذا أشد النكران ولسان حالهم "أنت عملتلى إيه"!! والنماذج كثيرة لمن يصك الباب في وجه من رباه، ولمن يرفع صوته على من جعل منه رجلا، ولمن يبخل على من علًمه بكلمة حنان أو هدية محب أو حتى جنيه مساعدة، بل العجب تناسى القائل "أنت عملتلى إيه" بأن من ينكر خيره قد رباه ولم يتركه للشوارع وتعهد برعايته حتى وصل لأن يكون يافعا ومعه شهادة وزوجة وشقة، فليت الزمان يعود حيث كانت الأبناء استثمارا لأهاليهم، ومصدر عزّ وراحة ونزاهة، فكان الابن يزوّج أخواته البنات، والأخ الأكبر يترك التعليم مقابل أن يعلم أخوته الصغار، وكان الابن لا يحج ولا يعتمر قبل والديّه!!. وأخيرا.. فإن هذه النماذج من شباب هذا الزمان الذين يريدون أن تأتى لهم الحياة على طبق من ذهب، دون أدنى جهد أو عرق أو كفاح أو معاناة، وحتى عندما يفعل لهم الآباء ذلك يتمردون، ويطلبون المزيد ويتنكرون، فما أحوجنا إلى العودة إلى الزمن الجميل، حيث التهادى وجبر الخواطر، فما أجمل من أيام كان التبسم والبشاشة في وجه أناس نعرفهم أو لا نعرفهم، وما أروع من أيام كان التهادى والتحابى لأناس ضعفاء فتكون سببا لقوتهم ورد الحق لهم فيكونون مدينون لك بكرمك، وليس كما هو الحال اليوم حيث زيف التبسم وتعارف المصلحة.



الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;