الذوق العام فى زمن السوشيال ميديا.. كيف نحافظ على هوية المجتمع؟

مشاهد مأسوية نراها جميعا على منصات التواصل الاجتماعي، تكشف حالة من التردى للذوق العام بشكل عام، فكم نعانى من تصرفات خادشة للحياء وصورا وفيديوهات بذيئة لعدد من الشباب والفتيات على منصات التواصل المختلفة من أجل تحقيق شهرة زائفة وجمع لايكات حرام، لنصبح أمام طاعون ينخر فى قيم المجتمع من خلال إفساد ذوقه العام. والمؤسف، أن الأمر لم يتوقف على منصات التواصل الاجتماعي بل انعكس هذا التردى وأصبح له وجودا فى الشارع دون حياء أو احترام، فنرى شبابا يافعا يتلفظ بألفاظ غير لائقة دون اعتبار لكبار السن أو احترام الآداب العامة، والعجيب، أنه يتشارك في هذه الظاهرة الكبير والصغير، فنجد أطفالا يسبون ويتلفظون بألفاظ صعبة للغاية وكأنها شيء عادى، ونجد أيضا كبار يتلفظون بأشياء لا تتناسب مع الوقار والاحترام، ومكمن الخطورة أن هذه الظاهرة طالت المجتمع الأنثوى فنجد بعض الفتيات تتلفظن بألفاظ وكأنها نسيت نفسها أنها أنثى. ومن المشاهد المؤسفة أيضا، إدمان رفع صوت الموسيقى وأغانى ما تسمى بالمهرجانات في الشارع وفى وسائل المواصلات، إضافة إلى تصرفات البعض بالقيام بالبصق وإلقاء المخلفات دون وعى أمام المنازل وعدم تكليف أنفسهم بإلقائها في الأماكن المخصصة، بل تتكرر هذه المشاهد في وسائل المواصلات عندما يلقون الركاب مخلفات فى الشارع وكأنهم لا يقترفون جريمة فى حق المجتمع. وبداعى الحرية والتحضر، هناك مشاهد تصيب هوية المجتمع فى مقتل، وهى ارتداء اللباس غير اللائق في أماكن العامة، ونموذجا "البنطلون المقطع" التي يحرص كثير من الشباب على ارتدائه بزعم إنه موضة، وكذلك الفتيات، بل أن الخطورة في أن البعض يرتدى ملابسا تحمل عبارات أو صور تخدش الذوق العام، ولا تتماشى مع قيم وأصول المجتمع، والغريب حالة تفاخر أصحابها بأنها برندات عالمية متناسين عادات وتقاليد المجتمع التى يعيشون فيه. وأخيرا.. نستطيع القول، إنه لا صلاح للمجتمع إلا بصلاح ذوقه العام، وكما قال نبينا الكريم: «حُسنُ الأدبِ زِينةُ العقلِ»، لذلك يجب أن نعلم أن الذوق العام هو مجموعة السلوكيات والآداب العامة التي تعبر عن قيم ومبادئ وأخلاقيات المجتمع وتكشف عن هويته، فيجب على الأفراد والمؤسسات الحفاظ على هوية هذا المجتمع من الطمس والضياع وذلك يتأتى من خلال الوعى والتوعية والقيام الجميع بمسؤولياته، لذا نطالب كافة المؤسسات التعليمية والإعلامية والدينية بضرورة مواجهة هذه الظاهرة التى أصبحت للأسف آخذة فى الاتساع لحماية أبنائنا والمجتمع من أخطارها، ولأن ترك الأمر بمثابة خطر كبير على المجتمع وهويته الأخلاقية ونصبح أمام حالة من الازدواجية وأمام مجتمع لا نعرفه ولا يعرفنا ونكون لقمة سائغة لأعداء الوطن والدين..



الاكثر مشاهده

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

الشيخ العيسى: يمكن للقيادات الدينية أن تكون مؤثرة وفاعلة فى قضيةٍ ذات جذورٍ دينية

;