أحزان أفريقيا.. الدم المهدور فى رواندا

فى سنة 1994 كنت أعيش فى قرية فى الصعيد، أسمع الناس يتحدثون عن الحرب الأهلية فى رواندا، يقولون أمامى "أنه من كثرة القتل هناك سنستيقظ ذات صباح على نهر النيل وقد صار لون مائه أحمر من الدم"، فكنت كل يوم أذهب إلى النهر أنظر إلى لونه وينتابنى الخوف أن يصبح دما، وكبرت وما حدث فى رواندا ظل مثالا عن الوحشية والخوف والإبادة. وحاليا أقرأ فى كتاب "الإصلاح كيف تنجو الأمم وتزدهر فى عالم يتداعى" تأليف جوناثان تييرمان، ترجمة أشرف سليمان، والكتاب صادر عن سلسلة عالم المعرفة التابعة للمجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب بالكويت، وقد استوقفنى الفصل المتعلق بروندا والذى جاء تحت عنوان "تعلم أن تتعايش مع الأمر: المصالحة الموجعة فى رواندا"، وعلى الرغم من كون المؤلف يتحدث عن تجربة إيجابية، هى كيف تجاوزت روندا الأزمة، وكيف حاولت أن تحل مشاكها المزمنة، استوقفتنى إشارة بسيطة فى الفصل لكنه مرعبة جدا. الإشارة تقول بأن هذه الحرب ما كان لها أن تنشأ لولا الاستعمار البغيض، فى البداية كانت بلجيكا، ومن بعدها كانت فرنسا، هما من نفخا فى النار بين القبائل هناك، هما من تسببا فى إبادة مليون إنسان أو أكثر، هما من دمرا اقتصاد بلد فقير يحاول أن يعيش حياته يوما بيوم. لقد شعرت بالغضب الشديد من دول الاستعمار التى استغلت ضعفنا وجهلنا وراحت تتنفخ النار فى أرواحنا تجعل منا سوقا لسلاحها وفئران تجارب لمعاملها، كما شعرت بالحزن على أنفسنا، نحن فقراء الأرض، الذين لا نملك من أمرنا شيئا، غير أن نسكب اللبن ثم نبكى عليه. لماذا لا تحاسب دول الاستعمار على ما ارتكبته فى حقنا، لماذا لا تدفع ثمن الموارث التي لا نزال نعاني منها، لماذا لا تعتذر بشكل رسمي عن الآلام التى سببتها لنا، لماذا لا تتوقف عن إحداث المزيد من الألم والكوارث، لماذا لا تتركنا فى شأننا؟



الاكثر مشاهده

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

;