الوعى القومى.. مرحلة الاصطفاف الوطنى

كما ذكرنا ونذكر دائما بدور المواطن التشاركى، يجب علينا جميعا أن نشارك في تلك المرحلة بشكل إيجابى، ونقوم بدورنا الطبيعى في جسد الدولة المصرية، وهو الإيمان بالتحديات، ومحاولة وضع حلول واقعية وعملية في كل مستوى نتواجد فيه، ونتابع أدوات الدولة التي تساعدنا في تخطى المرحلة، ونساعد الدولة في تفعيل أدواتها الرقابية حتى نواجه أصحاب النفوس الضعيفة، وفى كل ذلك يجب أن نكون أشخاص ذو مسئولية حقيقية على السوشيال ميديا، فلا يعقل أننا نقوم بـ"تشيير" كل الأخبار المشككة والسيئة، وحينما نجد الحلول في " بوستات" البعض نتركها، فكما نقوم بـ"تشيير" الجوانب التي تواجه صعوبات، علينا أن نشير أيضا الردود الرسمية أو شبه الرسمية، ونترك الأمر للمواطن هو الذى يحكم في النهاية بما لديه من صورة متوازنة، و بالتالى فلا نفرض عليه رؤية معينة أو مسارا معينا في التفكير، بل نساعده في تكوين عقل نقدى يعلم الظروف ويدرك وسائل الحل، ويؤمن أن الحق أحق أن يتبع. وفي ظل الأزمات التي تواجه الشعوب في أي من مراحل التاريخ، تبرز فكرة الاصطفاف الوطنى، وذلك الاصطفاف الوطنى دافعه الأساسى فكرة الخوف على مستقبل الأمة، وهنا نتحدث عن أي أمة في أي اتجاه، فغريزة البقاء هي التي تجعل الجميع يصطف بهدف الانتقال إلى مرحلة الاستقرار، وحتى يتم الاصطفاف الوطنى في شكله الصحيح، يجب أن يتكون لدى الجمهور ثقافة الوعى القومى الحقيقى بمفهومه الشامل، وذلك الوعى لا يكون مجرد حديثا عابرا في صالونات المثقفين والفاعلين في المشهد العام، لكن الوعى الحقيقى هو تحرك المواطن نفسه، تحرك المواطن نحو العمل أكثر وأكثر، فلا يعقل أننا إلى الآن نشتكى من الغلاء والأسعار، ولم نذهب إلى تغيير نمطنا الاستهلاكى. وعبارة النمط الاستهلاكى ليست عبارة مثقفين وفلاسفة، لكنها جملة معبرة للغاية، تعتمد على فكرة تغيير شكل حياتنا في الأكل والشرب و المصاريف، أي لو ضربنا مثلا حيا على ما نقوله، فلو أن أسرة دخلها السنوي هو 24 ألف جنيه، أي أن دخلها الشهرى ألفين جنيه، فهل يعقل أن تذهب تلك الأسرة بأبنائها للمدارس الخاصة بمصروفاتها التي تتجاوز دخل الأسرة السنوي بالكامل، فبأي حال من الأحوال نفعل ذلك، وبالتالي فالطبيعى أن نعرف جيدا دخلنا السنوي، ونقوم بتوزيعه توزيعا عادلا وفق متطلبات الأسرة بالكامل، وفي ظل مشروعية الأحلام أيضا، لكن تكون أحلاما على حدود الدخل السنوي. والمثال السابق هو مثال مباشر، لكن يجب أن نفكر في طريقته على كل مسارات حياتنا تقريبا، حتى يتكون لدى الشعب بأكمله مفهوم الوعى القومى، وبدلا من أن تعي الطبقات الفاعلة مفهوم الوعى القومى، أو حتى يصير مفهوم الوعى مفهوما شعبيا، فيجب أن تكون الإجراءات نفسها في حياتنا تعبر عن ذلك المفهوم، وتلك الإجراءات لازمة وضرورية في تلك المرحلة بكل ما فيها من تحديات وظروف متداخلة.



الاكثر مشاهده

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

;