لماذا يحاولون هز ثقة المجتمع فى ثوابته وقيمه؟

مؤكد أن هناك اختفاءً كبيرا لكثير من القيم والمبادئ وسط زيادة التفاهة والسطحية والخوض في قضايا جدلية دون الانتباه إلى أن هناك تحديات وتهديدات تواجه المجتمع الآن في ظل ما يتعرض له العالم من أزمات تكاد تعصف بالبشرية جمعاء، لكن ما يحدث الأن يؤكد السقوط فى فخ مستهدفات حروب الجيل الرابع، وهى ضرب منظومة القيم والأخلاق في مقتل باعتبارها الحارس الأمين لأى مجتمع يريد أن ينظر إلى الأمام، ولأنهم يعلمون جيدا أنه لا يمكن أن يعيش الإنسان سوياً إلاّ بامتلاكه غايات وأخلاق وقيم تنير حياته وتحفزه ليكون مواطنًا ناجحاً وفاعلاً وصالحا في مجتمعه وأسرته. فهل ينكر أحد أن هناك قيما بدأت تندثر، كاحترام الكبير وتوقير الصغير وإعلاء الحوار، وتعزيز الهوية الوطنية والأخلاقية، لذا يجب أن يدرك الجميع خاصة مؤسسات المجتمع المدني وعلى رأسها الأسرة التي تعمل على ترابط المجتمع ووحدته حجم الخطر الذى تتعرض إليه، وفى اعتقادى أن للإعلام دورا مهما وحيويا في تعزيز القيم والحفاظ عليها، لأنه ببساطة إن لم يقم بدوره فسيكون بمثابة سلاح فتاك للهدم من خلال التشجع على قطع صلة الرحم وعدم احترام الكبير من باب الحرية الشخصية، وإرباك المشاهدين في المعتقدات والموروثات السليمة وتشكيكهم في ثوابتهم وهويتهم وعاداتهم وأخلاقهم. فلك أن تتخيل أن بسبب هذا الانفلات الإعلامى والتوظيفى السيئ لوسائل الحداثة أصبحت القيم محل سخرية وانتقاد، حتى أصبح شباب يرون أنها من الماضي، ولا مكان لها الآن بداعى حرية الرأي وأن الزمن تغيّر، فنجد مثلا هناك من يحاول فرض رأيه وحقوقه دون مراعاة لأسلوبه في الحوار القائم على الفهم والمستمد من قيمنا وعاداتنا بداعى التحضر، وأصبحنا نجد من يتحدث في خصوصية العائلة والأسرة دون ضابط أو أخلاق بل وينشرها على وسائل التواصل الاجتماعى بداعى الفخر والتمدن والحرية. لذا، لابد أن يكون هناك وعى، ومسئولية مقدرة حق التقدير، بأن الهجوم على قيمنا جريمة بمعنى الكلمة، لأن هذا الفعل وتلك السلوك قطعا يستهدف هدم الوطن، لأن ببساطة مخططات هدم الأوطان تبدأ دائما بنشر الشائعات وتزييف الوعى وضرب منظومة القيم والثوابت المجتمعية، وبث الشكوك بغرض هز الثقة بين المواطن ومؤسساته الوطنية. وأخيرا.. فإن صناعة الوعى مسئولية حتمية يشترك فيها المواطن والحكومة وكافة المؤسسات المجتمعية، لأن الحفاظ على كيان الوطن ومؤسساته واجب على الجميع، ومواجهة حملات هز الثقة وإثارة البلبلة فرض أيضا على الجميع، وخاصة عندما يتعلق الأمر بمستقبل الوطن وأبنائه وقيمه وثوابته..



الاكثر مشاهده

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

الشيخ العيسى: يمكن للقيادات الدينية أن تكون مؤثرة وفاعلة فى قضيةٍ ذات جذورٍ دينية

;