الوطن خيارنا الوحيد للبقاء أحياء فى سطور التاريخ.. لهذا فالأمن قبل الرزق

لن يعرف قيمة الأمن والأمان إلا من اكتوى بنار فقدهما، لذلك قدمت نعمة الأمن على نعمة الرزق فى قرآننا الكريم، "وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ"، وكما يقولون فى الأمثال الشعبية القديمة ( اللى ميشفش من الغربال أعمى )، فالناظر إلى حال بلدان شقيقة كانت مصدر رخاء وعمار يدور الصراع فيها منذ ٢٠١١ وحتى الآن وشعوبها قد شردت، وأطفالها قد يتمت، وأصبحت المخيمات مسكنا، والثروات منهوبة ومسلوبة، فلا كرامة لوطن ولا للمواطن حيث تكاثرت على خيراتها ومقدراتها قوى الشر والضلال، فلا عدالة اجتماعية تحققت، ولا ديمقراطية سادت، إنما فوضى انتشرت، وفساد استشرى، وحاضر أليم ومستقبل مجهول. نعم ، فإن نعمة الأمن ما بعدها نعمة، فقَدْ قَرَن اللهُ تَعَالَى الأمن بِالعِبادة "وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ"، ويقول رسولنا المصطفى، (صلى الله عليه وسلم)، "مَنْ أصْبَحَ مِنْكُمْ آمِناً فى سربِهِ، مُعَافَىً فى جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا". وكما أن العبادة مقترنة بالأمن والأمان فبناء الأوطان لا يتم إلا من خلال الأمن والاستقرار، لذا علينا أن نعى مخططات أهل الشر الذين يحسنون الكلام والشعارات واللعب على أوتار الضعفاء والبسطاء لبيع الوهم لهم، فماذا فعلوا هؤلاء المضللون أصحاب المعايير المزدوجة مع حقوق الفلسطينيين فى العيش فى أمان طيلة سبعين عاما، وماذا فعلوا هؤلاء المزيفون أصحاب الكيل بمكيالين فى نصرة الأشقاء الفلسطينيين، وماذا قدموا لأهالينا فى سوريا وليبيا واليمن ولبنان والسودان والعراق وأطفالهم يسكنون الخيام والجوع يهدد الحياة، والقتل والدمار لم ينتهى بعد، والمرتزقة يعبثون ليل نهار فى بلاد كانت مليئة بالخيرات والمسرات. فالوطن يا سادة، هو خيارنا الوحيد للبقاء أحياء فى سطور التاريخ، فهو الماضى بقصص الأجداد وتاريخهم، وبعظمة وقوة الحضارة وشرفها، وهو الحاضر بإنجازاته واستقراره، وهو المستقبل بآماله وتطلعاته وبدونه نصبح تائهين فى صحراء دنيا بلا ماضٍ، ونضحى عرايا أمام أمم لا تعرف للأخلاق سبيلا، وألعوبة فى أيدى حاقدين إرهابين يتملكوننا تملك البهائم فى زريبة فلاح عدو لماشيته. وأخيرا صدق القائل "وطني وإن جار عليّ عزيزٌ... وأهلي إن ضنوا عليَ كرامُ"..



الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;