شكرًا للخونة الأغبياء

هل اعتقدت تلك الشراذم المتناثرة في شتى بقاع الأرض ممن خانوا الوطن وارتزقوا على موائد الغدر والخيانة من أجل العبث بهذا البلد الطيب – هل اعتقدوا أن مخططهم يمكن أن يلقى أي استجابة من أي مصري شريف رجلا كان أو امرأة ! لقد اعتمد هولاء على ما مر على كل العالم من أزمة اقتصادية متوقعة بعد عامين عانت فيهم دول العالم من تبعات أزمة وباء كورونا ، ثم ما تلاها من حرب ماتزال تدور راحاها حتى الآن وتؤثر على الغذاء والطاقة وغيرها من مستلزمات المعيشة. لقد فات هؤلاء أن العالم كله أصبح قرية صغيرة بسبب وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام والتقنيات الحديثة التي تجعل أي شخص في أقصى قرى مصر يطلع على أحوال ما يجري في أي بلد في الدنيا ، ويرى كيف انعكست هذه الأزمات على الجميع ولم يترك بلدا دون متاعب ومعاناة ، وأن غلاء الأسعار وندرتها أصبح أمرا واقعا على الجميع ، بل إن هناك عشرات الآلاف يطردون من وظائفهم دون سبب غير أن كيانات كبيرة أصبحت لا تقدر على مرتبات فوق طاقتها . لكن الخونة الذين ابتلينا بهم اعتقدوا أنه يمكنهم إثارة الشعب واللعب على وتر الأزمات التي لا مفر منها ، بل على العكس فنحن لم نواجه ندرة في السلع أو نقص في الاحتياجات الأساسية كما تعاني الكثير من الدول . لكن الأهم من كل هذا أن هذه الدعوات الانتهازية التي استخدمها البعض ، أكدت روعة وعظمة الشعب المصري خاصة في الأزمات ، فقد أدرك على الفور أن المطلوب هو الفوضى وإعادة عقارب الساعة إلى الوراء وألا يهنأ المصريون بما تحقق طوال السنوات الثماني الماضية ، وبدلا من أن يستجيبوا لهؤلاء الخونة في الخروج لمظاهرات تثير الفوضى ، خروجوا مساء الحادي عشر من نوفمبر ليحتفلوا بوعيهم ووطنيتهم وتمسكهم بكل ما تحقق .

لم تصدر تنبيهات للشعب بالتزام البيوت ، لكنهم فعلوا دون أن يطلب منهم أحد ذلك ، ولم يطلب منهم أحد ألا يتجمعوا في تجمعات ما أو أماكن معينة ، لكنهم بذكاء فطري تركوا الساحة للأمن الذي سيطر على الشارع المصري باقتدار ، وخلت الشوارع إلا لمن اضطرته الظروف للخروج ، ولم يجد الخونة أحد ليندسوا وراءه ، فانكشف حجمهم الحقيقي انه لا شيء ، وهو بالفعل لا شيء ، فهم يجاهدون من الخارج عبر ڤيديوهاتهم القميئة التي تشبه وجوههم الكريهة، ولا يجرأون على الاقتراب من هذا البلد ، ليس فقط لما يمكن أن يلقوه من إجراءات تناسب أي عميل ، ولكن لأن أهل هذا البلد لن يتركوهم في سلام.

أما أهم ما حققه هؤلاء الخونة هو ذلك الاستفتاء الكبير الذي قام به المصريون دون أيضا أن يطلب منهم أحد ، ليؤيدوا رئيسهم ويلتفوا حوله ، مقدرين ما قدمه هذا الرجل من جهد وعمل وإنجازات ، وقد أدركوا خطورة التوقيت ، وأن المؤامرة تهدف لإفساد النجاح الكبير الذي تحقق في مؤتمر المناخ في شرم الشيخ! من هنا ولولا أن هؤلاء مجموعة من الخائنين والعملاء والمرتزقة لكنا وجهنا لهم شكرا كبيرا على توحيد الشعب المصري ، وبث روح الوطنية والعزة والمحبة في صفوفه ، ولا يعتقد أحد أن فشلهم يعني يأسهم ، فهذا لن يحدث فطالما مصر بخير ونجاح وتقدم ، فهم سيحاولون المرة تلو المرة ، ولكن لن تتغير النتيجة عن هذا المشهد الرائع للمصريين وهم يحتفلون بإفساد مخطط العملاء .



الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;