جمارك مطار القاهرة .. من يحاسبهم ؟

لا يمكن لأحد أن يلوم رجال الجمارك بمطار القاهرة على القيام بواجبهم، وضبط أي إنسان يخالف القانون أو يخرج عليه ، أيان كانت مكانته أو موقعه أو شهرته ، ولكن الواقعة التي حدثت منذ عدة أيام والخاصة بالفنانة منة شلبي ، تثير الكثير من علامات الاستفهام حول مدى تمسك السادة رجال الجمارك بالأصول وخضوعهم أيضا للقانون، وهو ما يجعلهم هم أنفسهم عرضة للمساءلة والتحقيق، فالقانون تطبيقه ليس قاصرا على المواطنين فقط ، لكنه يمتد للقائمين على تطبيقه ، بل ومن المفترض أن يكون أكثر حسما معهم ، فلو كان الأمر قد توقف عند الضبط وتحويل الأمر للنيابة ، حتى تصدر قرارها ، ثم بيان توضح فيه أركان الواقعة- كنا احترمنا موقفهم وما اتخذوه من إجراءات . لكن الموضوع تحول لاستعراض إعلامي ، بما يخل من تصرف غريب بقيامهم بالتحلق حول المضبوطات والتصوير معها ، ومن قبلها تسريب تفاصيل الواقعة وبيانات مواطنة مصرية وصورة جواز سفرها ، وقد استبقوا في ذلك بيان النيابة ، فمن المفترض أن هذه المواطنة لا تزال تحت حماية القانون حتى لو ارتكبت خطأ أو حتى جريمة ، فالقانون يكفل سرية تلك البيانات حتى تتم إدانتها ، فيا تُرى ما هي الأسباب التي دفعت رجال جمارك مطار القاهرة للخروج عن مقتضيات وظيفتهم والسعي لاستعراض إعلامي لم يسء لصورتهم فحسب بل طالت شظاياه أناس لا دخل لهم بالقضية ؟ حتى راح البعض ينسج القصص ويسرح بخياله أن وراء الحكاية حكاية أكبر ، ونحن في غنى عن كل هذا لو كانوا قد التزموا بقواعد عملهم . من المؤكد أن ما فعله هؤلاء من خروج عن متطلبات عملهم هو اغتيال معنوي لهذه الفنانة الكبيرة ، التي لو ثبت خطأها لاستوجب محاسبتها كغيرها من المواطنين ، فكان يكفيها ما تعرضت له إجراءات وهذا حق الدولة ، ولكن ما تبعه ليس من حق أحد ولا أعرف إن كان من ارتكب هذه المخالفة الكبيرة سيخضع للمحاسبة أيضا ، أم سيفلتون بفعلتهم ؟ لقد اعتقدوا أنهم انتصروا وحققوا نصرا مؤزرا بفضحهم منة شلبي ، لكنهم مع الأسف حين استعرضوا صورهم وأسمائهم في سابقة غريبة فقدوا كل الاحترام ، خاصة أن وقائعا كثيرة حدثت من قبل تشبه هذه الواقعة ، لكنهم لم يسلكوا نفس هذا السلوك. الحقيقة أيضا أننا في حاجة إلي أن نرفع أيدينا عن الفنانين والفنانات ، وألا نبالغ في تسليط الأضواء على حياتهم الخاصة وأن يتمتعوا بحقوقهم كأي مواطن في الخصوصية ، فمن المؤكد أن حياتهم مختلفة طالما لا تمس حياة آخرين ، ولكن أن تستباح حياة فنانينا لمجرد سبق إعلامي وصحفي ، بما يسيء لهم وللمجتمع المصري بأكمله فهذا غير مقبول . لا يمكن أن تلاحقنا وسائل الإعلام بتفاصيل حياة أناس مهنتهم الإبداع وإسعاد البشر ، ثم تتابع وتلح وتتبع ، ثم إذا ما تعرض أحدهم أو إحداهن لأزمة تتنوع ردود الأفعال بين الشماتة والشفقة والتشفي والرغبة في الانتقام ، ويصبح هؤلاء الفنانين وهم أجمل ما تملكه مصر من ثروات نهبا لأصحاب النفوس الضعيفة ، ومحدثي الحرفية والمهنية في عالم الصحافة والإعلام.



الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;