بدأت يومي صباحا بمتابعة فاعليات يوم الشهيد، ذلك اليوم العظيم، حيث بدأت فعاليات الندوة التثقيفية بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأسر الشهداء بمركز المنارة بالتجمع الخامس.. حقيقة الأمر شعرت بألم كبير كمواساة لكل أسرة لديها فقيد لعزيز وغالي، ولكن جزاء كل شهيد منهم وهو الفوز بالجنة كفيل بأن يقلل من هذا الألم لدينا ولدى محبيه وأقاربه.
الفخر كل الفخر لعظيمات مصر اللاتى فقدن أزواجهن أو أبنائهن أو أحد أقاربهمن، وقادرات على تخطى الصعاب وتربية نشء من أجيال جديدة تعلم جيدا ما هو معنى الشهيد، وكيف يكون لديهم إيمان قوى بالقضية التي يدافعون عنها، وخاصة إن كان هذا الدفاع عن وطن وأرض وعرض.
جاءت الندوة التثقيفية اليوم كافية ووافية لما شملته من برنامج محدد الأهداف ليس فقط على المستوى العملى، وإنما أيضا شملت مرعاة الجانب الإنساني لدى أسر الشهداء وذويهم.
إنه يوم "الشهيد" الموافق 9 مارس من كل عام، وذلك كما أعلنته مصر منذ عام 1969 تخليداً لذكرى استشهاد رئيس أركان حرب الجيش المصري الفريق عبد المنعم رياض، فهو أول قائد عسكري مصري، شغل منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، ويعتبر واحدا من أشهر العسكريين العرب في النصف الثاني من القرن العشرين.
وشارك الشهيد عبد المنعم رياض في الحرب العالمية الثانية ضد الألمان والإيطاليين بين عامي 1941 و1942، وشارك في حرب فلسطين عام 1948، والعدوان الثلاثي عام 1956، وحرب 1967، كما أنه أشرف على الخطة المصرية لتدمير خط بارليف، خلال حرب الاستنزاف.
واستشهد رئيس أركان حرب يوم 8 مارس، عن عمر يناهز الخمسين عاما، حينها أراد أن يتواجد بنفسه بين أبنائه في الجبهة، ليراقب عن قرب نتائج المعركة، فتقدم لزيارة أكثر المواقع تقدما، ولكن فجأة انهالت نيرات القوات الإسرائيلية على الجبهة، وتحديدا المكان الذى كان يقف فيه وسط الجنود، وانفجرت إحدى دانات المدفعية بالقرب من الحفرة وتوفي متأثرا بجراحه نتيجة للشظايا القاتلة.
وقد نعاه الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ومنحه رتبة الفريق أول ونجمة الشرف العسكرية التي تعتبر أكبر وسام عسكري في مصر.
تحية إجلال وتقدير لكل من دافع عن هذا الوطن سواء بروحه أو بقلمه أو بفكره أو بمجهوده بشكل أو بآخر، لأن مصر وطننا الغالي تستحق ذلك.