كثير من أبناء النجوم وأقاربهم يواجهون عقبة كبيرة أثناء محاولاتهم دخول مجال التمثيل، فهم يقعون تحت اختبار صعب لا يتجاوزه إلا من يتمتع بالموهبة الحقيقية والحضور القوي. الفنان أحمد فهيم أو سيد فى مسلسل جعفر العمدة استطاع أن يستحضر روح الفنان الراحل خالد صالح بعد غياب طويل لم يستطع أحدا استحضارها من الوجوه الجديدة، وإن كنا تعشمنا فى أحمد خالد ابن الفنان خالد صالح أن يسد ذاك الفراغ الكبير الذى تركه والده الموهوب ذو الحضور الطاغي.
فى رأيى وأعتقد أن كثيرا سيوافقوننى فيه أن أداء أحمد فهيم قد أينع وحان قطافه واستغلال هذه الموهبة ليس لأنه يشبه الفنان الراحل أو أنه قريبه، لكنه استطاع أثناء تجسيده للدور أن يتسلسل لنا بشعور وإحساس بنكهة الراحل العظيم خالد صالح فى التعمق فى الدور لدرجة تصديق الشخصية والتعلق بها، بصرف النظر عن كونها شخصية طيبه أو شريرة.
له مشاهد قوية لفتت نظر المشاهدين وتأثروا بها منها مشهد هزيمته وانكساره من الجميع، خاصة من زوجته الخائنة وداد ونظرة عينيه المعبرة، وبحثه فى تردد عن حضن يبكى فيه ويشكو إليه ضعفه وقلة حيلته أمام بطش وداد به. فى حين أن الجميع يطالبه بإظهار التماسك والقوة، وينتهى المشهد بأن يرمى نفسه فى حضن أمه مختصرا كل هذا الوجع فى كلمة "زعلان ياما زعلاااان".
أعتقد أن احتكاك أحمد بالعظيم خالد صالح لمدة عشر سنوات، حيث إن أحمد كان يعمل مدير أعمال خالد صالح، كان لها الفضل فى اكتسابه لتلك الروح وتعلمه توظيف كافة الأدوات من صوت وأداء حركى وتقمص.
شارك الفنان أحمد فى عدة أدوار صغيره مع الفنان خالد صالح فى بعد الفراق، تاجر السعادة، وخاتم سليمان. بدأ مشواره بمفرده مع المخرجة شيرين عادل فى العار واشتهر بشخصية المعلم بسبوسة فى مسلسل ريح المدام، لكن أعتقد شخصية سيد فى مسلسل جعفر العمدة أصبحت الأشهر والأقوى له حتى الآن.
فى النهاية أشيد بالعمل ككل بأبطاله محمد رمضان وزينة والمتألق عصام السقا الذى أدى دور نعيم بحرفية ممثل مخضرم وبموهبة أثارت الجدل. العمل إنتاج محترم لشركة محمد السعدى وإيهاب جوهر، والمخرج الهمام محمد سامى صاحب الرؤية والاختيارات المثمرة، وإظهار أو إطلاق الوجوه الجديدة، وصاحب القصة التى أثارت وأثرت فى المشاهدين من كافة طبقات المجتمع المصرى.