طارق عبد الجابر يكتب: الغالى يرخص لهم "أين عمرى"

يبدو أن "الماضى يعود من جديد "فى أحدى القضايا التى باتت تقلق الفتيات، وتتسبب في تفكيك الكثير من الزيجات وهى "ظاهرة زواج الفتيات من رجال كبار فى السن".

وسبق للسينما المصرية فى الماضى وبالتحديد عام 1957 قد تنبأت من خطورة هذة الظاهرة وكأنها فى ذلك الوقت تجذر مما سوف يحدث فى المستقبل وكان ذلك من خلال فيلم "أين عمرى" وهو عن قصة إحسان عبدالقدوس، وسيناريو والحوار لعلى الزرقانى وإخراج أحمد ضياء الدين.وقامت بالبطولة زعيمة المراهقات فى ذلك الوقت الفنانة ماجدة مع زكى رستم وكان العرض الأول لفيلم يوم 6 فبراير عام 1957بسينما قصر النيل وروكسى بالقاهرة وكانت هناك جملة شهيرة فى هذا الفيلم كانت ترددها الفنانة "ماجدة " عمو عزيز .. عمو عزيز"و كانت تردد تلك الكلمات أمام الفنان الكبير زكي رستم واستطاعت من خلاله فيلم "أين عمري"تكوين قاعدة جماهيرية كبيرة وأن تحقق نجاحاً باهراً.

تدور قصة الفيلم حول التلميذة “علية” التي تسعي للاستقلال بحياتها والشعور بنضجها كإمرأة،ولم تجد سبيلا أمامها لذلك سوى قبول الزواج من صديق العائلة "عزيز" والذي هو في عمر والدها، لكنها تكتشف أنها ارتبطت برجل متسلط وغيور إلى حد المرض، لا يتعامل معها سوى بالقسوة والقوة لإطاعة أوامره. لكنها تقوى وتنضج فكريا وتصير أكثر دراية بحقائق الحياة وصدماتها، حتى تلتقي بطبيب شاب يقع في غرامها ويخرجها من سجن زوجها بعد حادثة مروعة، إلا أنها تفاجئه برغبتها في التحرّر بعد سنوات من الكبت والحرمان مع عزيز.

وتذكرت فى فيلم " أين عمري ؟ "مشهدين لهم علاقة بهذة المأساة التى تعيش فيها من تزوجن من رجال كبار فى السن حين توجهت الممثلة ماجدة بسؤالها الى أمها فى الفيلم الفنانة أمينة رزق عندما زرتها فى العزبة صائحة بغضب ومرارة " أين عمري؟ "تعالوا نشاهد هذا الحوار الذى دار بينهما.
الأم :كل سنة وأنتى طيبة ياعلية النهاردة عيد ميلادك !!
الأبنة :ياياماما أنتى لسة فاكرة أنا خلاص ياماما كبرت و"عنست "انا جيت هنا بنت صغيرة زى الوردة اللى كانت عاوزة مين يرعاها لكن عزيز الله يسمحة من يوم لما جيت هنا لم أرى السكة الا مرة مرة واحدة لقيت هنا أتنين عوانس بقينا ثلاتة عوانس !!!
الأم "بكرة تخلفي عيل وتفرحى بية ويملا عليكى الدنيا !!
البنت "بقولك بقينا ثلاث عوانس مش عاوزة تفهمى عزيز كان عيان بالقلب وكنتى عارفة وخبيتى علية ؟؟!!!
المشهد الثانى والأهم والذى يفضح خطورة المأساة عندما عادت الفتاة الى بيت الأسرة بعد موت زوجها ودار هذا الحوار
الأم للبنت العائدة "كنتى فين "؟؟
البنت ترد "كنت بتفسح وبشوف الدينا "!!!
الأم "كنتى بتفسحى وجوزك ميت مابقلوش أسبوع "؟؟؟
البنت "بتقولى اسبوع بس قولى مات من سنين "!!!
الأم "كلمنى عدل أنتى ازاى مش لبسة أسود ؟؟
البنت "على مين !!انا النهاردة هحتفل بعيد ميلادى والتورتة هتكون فيها 16 شمعة والسنين اللى فاتت من عمري مش محسوبين من عمرى ونستهم هضحك وهلعب وهيص وهعيش طول عمرى كدة ؟؟
الأم "أنتى مجنونة !!
البنت "لية عاوزنى ألبس طرحة سودة وأكون أرملة زيك ..وأطلع الترب، عاوزنى أقفل الباب وأضع أيدى على خدى زيك ؟؟
الأم "بنت "
البنت "بنت دة كان زمان لما كنت عيلة صغيرة لما جوزتنى رجل فى سن أبويا
الأم "أنتى وافقتى "؟؟؟
البنت "ايوة وافقت لأن مكنش لى أم تنصحنى وتنبهنى ..كان نفسى فى جزمة وفستان وأنتى كان نفسك فى أية الأرض والأطيان مش كدة ...بعتينى لرجل عجوز وكنت عارفة أنة عيان قلتى سنة ولا أثنين ويمون قعد سنين يموت فية محولتيش مرة من المرات تخلصينى من العذاب ومنة علشان الأراضى والأملاك الغالى يرخص لهم مش كدة أنا من الأن حرة فى نفسى والعمر اللى ضاع مش هرجعة تانى !!!
ماحدث فى الماضىهو مايجدث فى الحاضر الأن !!!

أنها ظاهرة اجتماعية خطيرة وأصبحت منتشرة داخل المجتمع، ألا وهي زواج الفتاة الصغيرة من رجل يكبرها بكثير من العمر، أو بالأحرى تزويج المراهقات من كبار السن.

فيتم جبر الكثير من الفتيات على الزواج من رجال يكبرونهن بسنوات كثيرة، وقد تكون الزوجة الثانية أو الثالثة وهذا ما يحدث كثيرا في الطبقة الغنية لقدرتهم على الشراء بأي سعر يفرض عليهم من قبل الأهل، وتتم عملية البيع والشراء داخل الأسر التي تسمح بزواج فتاة صغيرة العمر ا لرجل بعمر والدها! وقد يطلقها على حين غفلة ويسعى إلى الزواج بأخرى حسب السعر المفروض من قبل الأهل لإتمام عملية البيع!، والسبب الرئيس لهذه الظاهرة هو أن المرأة عندما تكبر في العمر ويكبرون أولادها تعتقد أن حاجة الزوج لها انتهت وبالتالي يلجأ زوجها إلى إرضاء غرائزه بالزواج من امرأة أخرى.

الأمر الآخر والمهم هو ان الفتاة عندما تبحث عن الزواج من رجل يكبرها سنّاً بسبب الحاجة المادية وقد تكون هناك حاجة أخرى كافتقادها للحنان؛ حنان الأب وبعدها تتفاجأ بأن ذلك الزوج لا يعيرها أي اهتمام بعد الزواج، فالأشخاص لا تظهر طباعهم وتحدد إلّا بعد العشرة، وكل يظهر على حقيقته هناك من يتواصل ومن ينفصل وهناك من يجبر نفسه على التواصل.
و هناك من يلقي باللائمة على أهل الفتاة، ويتهمهم ببيع بناتهم من أجل المال، وهناك من يعتبر الفتاة شريكة في (الصفقة) في حال قبولها المشروع تحت ضغط الإغراءات خصوصاً إذا كان الزوج الكبير في السن من ذوي المال والثروة.. لكن الأهم من كل ذلك هو أن هذه الظاهرة حقيقة واقعة، وموجودة في المجتمع، وبصورة واسعة وعلى كافة المستويات.. لكن حلولها ظلت غائبة أو مغيبة، والنظر إليها بموضوعية أيضاً من الأشياء الغير مطروحة، حالياً على الأقل، فأين يكمن الخلل يا ترى؟.. ومن الخاسر ومن الرابح بين هذه الأطراف؟ وكيف يمكن التقليل من مخاطر هذه الظاهرة؟ أو القضاء عليها نهائيا، وكيف ينظر الناس إليها؟

•الطمع وحب المال والرغبة في الثراء السريع والفاحش.

تعد أهم الأسباب التي تجعل الأب يوافق على زواج ابنته من شخص يكبرها سناً ويختلف معها من حيث الثقافة والأفكار وهذا كله لا يحدث توافق بين الطرفين.

زواج فتاة في بداية شبابها في الثامنة عشرة أو دون ذلك أو أكبر بقليل من رجل تجاوز الستين أو السبعين في بعض الحالات يعتبر جريمة بكل المقاييس.. لماذا لأن الفتاة إنسانة ومن حقها أن تبحث عن الحياة التي تسعدها، ويكفيها ما تعانيه من ضغوط، وما تتحمله من عناء تحت أي حجة كانت، ولا أظن أن فتاة في مقتبل العمر تقبل بمثل هذا الزواج إلا تحت ضغوط شديدة، وليس مجرد إغراءات كما يعتقد البعض، فالبنت ليست أقل من الشاب في رغبتها في أن تعيش حياة مليئة بالحب والسعادة والمشاعر والأحاسيس المتبادلة.

وهناك بعض الفتيات اللاتي بلغن سناً أصبح فيه فرص الزواج ضيقة، وتظل تضيق بصفة مستمرة، وتبدأ الفتاة في القلق ليس فقط على فرص الزواج بل على إمكانية الإنجاب في حال حصولها على زوج، فتضطر مكرهة على القبول بالزواج من رجل يكبرها سناً سواء كان متزوجاً أو أرملاً، أما صغيرات السن ففي الغالب الأعم يتم تزويجهن إما تحت ضغوط قاسية، أو في ظل إغراءات تجهل الفتاة عواقبها، وفي هذه الحالة يكون الذنب على أهلها الذي مارس عليها أي نوع من الإغراء او التهديد.
التوافق في كل شيء.

من وجهة نظري إن الفتاة لا ترضى بالزواج من الرجل الكبير في السن إلا لحب المال وخاصة إن كانت من عائلة فقيرة أو قد ترغب في أن يدللها، أو تعتقد واهمة أن لديه خبرة في الحياة الزوجية باعتباره رجلاً كبيراً في السن على عكس الشباب الطائش، ولكن النتيجة معروفة وهي الطلاق لا أقول الأغلبية لأن الكثير من الزيجات نجحت واستمرت.

ولكن بعضها ينتهي بالطلاق لعدم وجود التكافؤ بين الزوجين في الثقافة والأفكار.

بقى السؤال " لماذا يتصور البعض أن الفتاة خالية من المشاعر الإنسانية وأنها مجرد أداة أين ما توجه تتجه دون أن تكون لديها رغبات مسبقة، أو مواصفات لشريك الحياة، وإلى متى تظل هذه النظرة المغلوطة عند المجتمع دون أن تصحح؟ حتى لا تققف المراءة امام "المرايا "وتقول "أين عمرى".



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;