أجلوا العمرة سنة.. اللى يحتاجه البيت يحرم ع الجامع

لا أدرى فى أى ظرف وتحت أى إغراء سادت ثقافة السياحة الدينية السنوية بين المصريين، وأصبحت رحلات العمرة للمرة الخامسة والعاشرة وسيلة للتباهى والتفاخر أو طقسا ترفيهيا لقضاء الإجازة، وبدلا من قضاء أسبوع الصيف فى الساحل أو الغردقة أو على عادة الأكثرية فى الإسكندرية ومطروح، أصبحت فئات عديدة تقضى أسبوعا من الإجازة فى العمرة السياحية المتكررة، دون أن تدرى أنها أصبحت أسيرة لثقافة ترويجية تستهدف تحقيق أقصى ربح ممكن من المصريين. اختراق قطاع السياحة من خلال إنشاء عشرات الشركات بتمويل عربى مصرى مشترك وتخصيصها للسياحة الدينية لم يكن عشوائيا أو لمجرد البيزنس، وكذا تخصيص جانب كبير من إعلانات الشركات السعودية العاملة فى مصر لجوائز العمرة بدلا من الجوائز المادية والعينية، كان لغرض فى نفس يعقوب، ألا وهو خلق مناخ ثقافى يقوم على تكريس السياحة الدينية «عمال على بطال» لضخ الأموال فى جيوب الشركات ورجال الأعمال السعوديين. وتدريجيا وجدنا الشركات المصرية تخصص جوائز للعمرة بدلا من إنقاذ سكان العشوائيات، ورجال الأعمال يخصصون جزءا من وعائهم الضريبى لجوائز العمرة والحج بدلا من إعادة تأهيل القرى الأكثر احتياجا، أو حتى ترك وعائهم الضريبى كاملا حتى تستطيع الدولة تخصيصه للبنود الأكثر أولوية، مثل الرعاية الصحية والتعليم والإسكان الاجتماعى، ولكنهم جمعوا المجد من طرفيه بأن وجهوا أموالهم للخارج عبر شركات السياحة، وأضروا بالحصيلة الضريبية للدولة. متى يفهم المصريون أن مساندة بلدهم اقتصاديا وإعلاء حس التكافل الاجتماعى أهم وأبرك من الفشخرة بتكرار العمرة والحج السياحى فى المجالس؟ ومتى يعى المصريون وهم من اخترعوا المثل القائل «اللى يحتاجه البيت يحرم ع الجامع»، أن بيتهم الآن فى حاجة إلى التفاتهم الكامل ورعايتهم، بدلا من المن والأذى من البدو الحفاة المتطاولين فى البنيان الذين يتداعون الآن علينا كما لو أننا سليمان وقد أكل النمل منسأته! المصريون الآن يحتاجون أكثر من أى وقت إلى نوبة صحيان، إلى امتلاك الرشد وإلى خوض معركة الكرامة والنهوض والاستقلال، فهل يفعلون؟



الاكثر مشاهده

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

;