هنا موسى تكتب: هل اصبح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي خاص بالكومبارس

من أنتم؟ على طريقة القذافي أول سؤال ورد لذهني فور حضوري افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ38.
من هؤلاء؟ وما علاقتهم بالسينما ليحضروا المهرجان ويسيروا على السجادة الحمراء؟! حيث لم ألبث أن أبدي اندهاشي من رؤية سما المصري التي لا اعرف تصنيفا لها، هل هي راقصة أم مغنية أم ممثلة، والتي علمت أن الدعوة وصلتها من وزارة الثقافة، لأجد أخرى لا أعلم عنها شيئا، وعندما تساءلت عنها علمت أنها تدعى منى ممدوح! من هي وماذا قدمت للفن، وما هي الأعمال التي ظهرت فيها؟ لا أعلم ولا من اتحفني باسمها يعلم أيضا!
لكن الحقيقة إن السجادة الحمراء لم تكتف بهؤلاء فقط، حيث امتلأت بأشخاص -مع احترامي لهم جميعا- لا أعلم علاقتهم بالسينما، ومن بينهم الفنانين طارق دسوقي وأحمد شاكر عبد اللطيف وهاني مهنى ومحمد كريم ووائل عبد العزيز ووائل منصور وغيرهم . اضافة الى عدد لافت من " الكومبارس" التي لا أحد يعلم حتى اسمهم، بينما شاهدوهم في مشهد أو أكثر ببعض الأعمال الفنية، وهو ما يفسر حقيقة توجيه 70 دعوة لكومبارسات من قبل وزارة الثقافة.

إضافة إلى اصطدامي بأشخاص لا أعرفهم من الأساس لا أنا ولا غيري أيضا، لدرجة أن المواقع الاخبارية التي نشرت صورهم لم تستطع التعليق على صورهم وكتابة الاسم، وعلقوا عليها بجملة: "جانب من الحضور"!
فكيف لمهرجان بحجم مهرجان القاهرة السينمائي الذي يعد أكبر حدث فني في الوطن العربي، وهذا ليس تحيزا لمهرجان بلدنا، ولكن هذه هي الحقيقة، لأنه المهرجان الوحيد في الوطن العربي الذي يحمل صفة الدولية فئة (أ) حسب تصنيف اتحاد المنتجين الدولي FIAPF، فكيف له أن يتحول من مهرجان نجوم وأفلام مهمة، لمهرجان "كومبارسات"؟! كيف تتم دعوة كل من يقبل الحضور؟ وكيف يسير على السجادة الحمراء التي خصصت لها إدارة المهرجان دعوة "vip" أشخاص لا علاقة لهم بالسينما ولا بالفن من الأساس، سواء متطفلين على الفن أو كومبارسات أو منظمين" إيفنتات" مرأة أو غيرهم؟ وهل يقع اللوم هنا على إدارة المهرجان التي وجهت الدعوة لأي من كان، أم على النجوم الذين لم يحضروا، ودائما يفضلون مهرجانات غير مصرية على مهرجان بلدهم؟
وأين النجوم غير المصريين سواء عرب أو أجانب؟ وإذا كانت قلة الإمكانيات والميزانية هي السبب في ذلك، ألم تكن هناك حلول لهذه المشكلة، سواء بالاتفاق مع رجال أعمال لرعاية المهرجان أو تخصيص جزء من الميزانية المقدرة بـ٩ مليون جنيه -كما قالت رئيسة المهرجان ماجدة واصف- لاستضافة نجم أجنبي واحد، أو حتى الاكتفاء بالنجوم المكرمين أو الذين يعرض لهم أفلام بالمهرجان أو رؤساء الدورة مثل محمود حميدة وأحمد حلمي وإلهام شاهين ونيللي كريم وفاروق الفيشاوي وناهد السباعي؟! ألم يكن من الأفضل أن يبقى عدد النجوم قليل، لكن يكون كله من نجوم الصف الأول، بدلا من أن تمتليء شاشات التليفزيون وصفحات المواقع الإخبارية بصور وأخبار وتصريحات الكومبارسات ونجوم الصف الثاني والثالث؟!
وأكرر مجددا، هذا ليس تقليلا من شأن أحد، لكنه غيرة على قيمة مهرجان كان -في السابق- أهم مهرجان بالوطن العربي، لكن حاليا هو مجرد اسم فقط، ويعيش على ذاكرة الماضي.