بشير العدل يكتب : تصريحات ترامب تطارد جماعات ودول دعم الإرهاب

على عكس تصريحاته السابقة التى أعلن فيها اتجاه الولايات المتحدة الأمريكية للقضاء على الجماعات الإرهابية المسلحة ، جاءت كلمة الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب ، أمس وأثناء حفل تنصيبه رسميا رئيسا لأمريكا ، لتمثل جرس إنذار جديد لتلك الجماعات حينما تعهد فى كلمته بأن أمريكا سوف تقضى على وجودها.
والحقيقة أن كلمة ترامب تمثل تهديدا صريحا للتلك الجماعات من أكثر من زاوية قد تكون أبرزها الدول الداعمة لها سواء ماليا أو لوجستيا ، وبجانب ذلك زاوية أخرى تبدو على جانب كبير من الأهمية وهى الجماعات المتشددة التى تمارس العنف وأعمال الإرهاب باسم الدين الإسلامى الحنيف.
وبنظرة سريعة على ما يمكن أن تنصب عليه تصريحات ترامب نجد أنها يأتى فى المقدمة منها تنظيم الدولة الإسلامية فى سوريا والعراق المعروف إعلاميا باسم "داعش" وذلك لاعتبارات منها أنه يساهم فى تأجيج أعمال العنف فى أماكن متفرقة ليس فقط فى سوريا والعراق وبعض دول المنطقة العربية ، ولكن أيضا فى دول العالم الأوربى التى طالتها أعمال إرهابية تم نسبها لذلك التنظيم، وهو مايعنى أن ترامب يسعى للقضاء عليها مغازلة للدول الأوربية من ناحية ، والدول التى تربط الولايات المتحدة الأمريكية علاقات سواء كانت استراتيجية أو متعلقة بالأهداف الاقتصادية فى المنطقة.
تنصب أيضا كلمة ترامب على تنظيم جماعة الإخوان فى مصر ، والذى تبنت كتائب تابعة له أعمال العنف فى البلاد ، وكذلك استهداف أفراد القوات المسلحة والشرطة الباسلين ، وذلك بهدف تقويض جهود الدولة المصرية ، والحد من انطلاقتها نحو البناء وإعادة الاستقرار بعد سنوات أعقب أحداث يناير من العام 2011 والتى خلفت آثارا سلبية على الاقتصاد القومى المصرى ، يدفع ضريبته حتى الآن أبناء بلادى مصر.
ويعنى ذلك أن أمريكا سوف تلاحق هذا التنظيم وهو ما بدا واضحا فى بعض الإجراءات التى أتخذتها دوائر صنع القرار فى امريكا واتجاه بعضها نحو تصنيف جماعة الإخوان المسلمين على أنها جماعة إرهابية.
الطرف الثالث المقصود بالرسالة أيضا هو تلك الدول التى تدعم الإرهاب ، سواء بإيواء عناصره أو بتمويله ما ليا ولوجستيا ، وهى دول أصبحت فى موقف لا تحسد عليه خاصة ، وأن هناك مؤشرات على تورط بعضها ووفقا لتصريحات هنا وهناك فى دعم أعمال العنف الذى تمارسه جماعة الإخوان وكل ما على شاكلتها سواء كان ذلك فى مصر أو فى أى دولة أخرى ، خاصة تلك التى طالها ما يسمى بالربيع العربى.
تصريحات الرئيس الأمريكى ترامب تأتى اتساقا مع الجهود التى يتخذها الرئيس السيسى لمواجهة أعمال الإرهاب خاصة فى سيناء وغيرها من محافظات مصر، وهى الأزمة التى طالب بشأنها المجتمع الدولى بضرورة التكاتف والتعاون ، من أجل مواجهة الإرهاب ، الذى أكد أنه يطال الجميع ، ومن واجبه أن يهتم بأساليب مكافحته والقضاء عليه.
تصريحات ترامب تمثل ، اذن ، مرحلة جديدة للتعامل مع الجماعات الإرهابية ، التى تهدد الأمن والسلم العالميين ، وهو ما فطن إليه الرئيس الأمريكى الجديد وسبق وأن حذرت منه مصر، لتبقى تلك الجماعات والدول التى تساندها على المحك.




الاكثر مشاهده

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

;