ناصر أبوطاحون يكتب عن : تحرير أسرى العالم الإفتراضى

هل نلجأ يوماً لما لجأت إليه دولة مثل الصين لتحرير أبناءنا من الأسر لدى عالم الكومبيوتر والانترنت ؟

الأمر بالفعل يحتاج لتسليط الضوء عليه فى ضوء تنامى ظاهرة استعباد الانترنت لأعداد كبيرة من الشباب والصبية فى مختلف دول العالم.

لقد تنامت الظاهرة إلى حد مخيف ، بلغ أشده فى دولة مثل الصين بها ما يزيد عن 700 مليون مستخدم للإنترنت
وفى ظل انشغال الأسر عن ابناءها و انهماكهم فى العمل بشكل مبالغ فيه تسبب فى تحول أبناءهم للعيش فى عالم افتراضى داخل الانترنت.

وعندما افاقت الأسر فى الصين على حقيقة الكارثة التى يعيش فيها أبناءهم ، كان الأمر قد خرج عن نطاق سيطرتهم و قدرتهم على التعامل معه او تغييره.

فالأسر اكتشفت أن أبناءهم مستعبدون لدى العالم الافتراضى ولا يستطيعون من قيده فكاكاً عشرات من القصص المأساوية والحكايات التى لا يصدقها عقل عن هؤلاء الأسرى .

فبعض هؤلاء الصبية والشباب كان ينشغل داخل العاب الانترنت بالساعات لدرجة انه لا يستطيع أن يترك اللعب ليقضى حاجته بالذهاب إلى دورة المياه ، فكان يقضى حاجته فى مكانه، وتطور الأمر إلى أن الشباب والصبية كانوا يلبسون حفاضات لتسهيل عملية قضاء حاجاتهم وهم منغمسون فى العابهم !.

ومعظم هؤلاء الأطفال كانوا لا يتناولون طعامهم إلا وجبة واحدة فقط فى اليوم وبعضهم كان ينسى الطعام بالأيام
و اتفقت شكوى أولياء أمورهم على أن الجميع قد هجر المدرسة بإعتبار أنها عائق أمامهم ، يمنعهم عن الغوص فى عالم افتراضى كانوا يجدون فيه أنفسهم بعيدأ عن الحياة الطبيعية و مشاكلها.

كما اصيب بعض هؤلاء الأسرى من الشباب و الصبية بأمراض عضوية من جراء انكفاءهم على اجهزة الكومبيوتر بالساعات و حبس انفسهم فى غرفهم لمدد تجاوزت نصف العام
أمام هذه الحقائق المفزعة كان لزاماً أن يتصدى المجتمع فى الصين لهذه المأساة من خلال إنشاء معسكرات تأهيل هؤلاء الشباب المرضى بالإنسحاق فى عالم الانترنت والعابه
هذه المعسكرات ذات الصبغة العسكرية اعتمدت على وضع المصابين بداء الانترنت فى قوالب شبه عسكرية تعتمد على تدريبهم و تأهيلهم فى معسكر يجمع بين سمات السجن والمدرسة والمستشفى
فمن يدخل هذا المعسكر يتم جلبه غالباً للمكان عبر الإحتيال عليه من قبل أسرته ، او استدراجه بزعم أنه متهم بجناية الكترونية ،حتى يجد نفسه محبوساً فى مكان لا يوجد به كومبيوتر أو انترنت!
ويقضى الشخص المعالج وقتاً قد يتجاوز الشهر فى حالة إضراب عن الطعام ومحاولة الهرب التى لا تنجح غالباً
وبعد شهر يبدأ فى التعاطى بإيجابية مع وضعه الجديد، فيتناول ما يقدم إليه من طعام جيد لم يكن يتناوله من قبل ، يقوم على الخضروات والفاكهة و الوجبات المطبوخة مما كان يُعرض عنه من قبل، ولا يتم إعطاء النزيل أى أدوية ، بل تغذية جيدة وتدريبات بدنية وطوابير تعليم اولى عسكرية، ومن يخرج عن القواعد يتم حبسه فى غرفة انفرادية ليس بها سوى اوراق واقلام لكى يكتب ملاحظاته وخواطره
النزلاء يتم تعويدهم الاعتماد على الذات لتنظيف غرفهم واماكن نومهم
بعد فترة يبدأ النزلاء فى إعادة اكتشاف أنفسهم من جديد بعد تعافيهم من أسر الانترنت و ألعابه ليعودوا إلى أسرهم
يقول المشرف على إحدى هذه المعسكرات أن دأب الصبية على الهروب لم يكن يتوقف ، وبعض عمليات الهرب كانت تنجح، ويضيف أن النزلاء ظلوا لستة اشهر يسكبون مياه بالملح على قوائم الشبابيك الحديدية حتى تأكلت ، ثم ربطوا الملايات واستخدموها للفرار من الشباك !
فترات العلاج فى تلك المعسكرات تكلف الأسر ما يزيد عن الف دولار شهرياً، لكن الأمر بالنسبة لتلك الأسر يستحق التضحية ، فالدولة تلزم الأسر بإنجاب طفل واحد فقط
الصين بدأت تتعاطى مع كارثة أسرى العالم الافتراضى والأمر يحتاج لتوعية الأسر فى مصر والبلاد العربية لكى تدرك حقيقة استعباد الانترنت لقطاعات من الشباب والصبية بشكل مرضى
على كل منا أن ينظر حوله ويفتش فى داخل بيته قبل ان تقع الكارثة




الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;