ما بين 6 أكتوبر و11 فبراير

تَحُل اليوم ذكرى غالية على شعب مصركله،ذكرى الحادي عشر من فبرايرتلك الذكرى التي إختلطت فيها دموع الفرح والألم ؛ألم فراق مهندس حرب أكتوبر الفريق سعد الدين الشاذلي وفرحة الفرج القريب الذي بات قريباً وإنتهى بإطلالة الراحل عمر سليمان في تمام السادسة مساءً بتوقيت ميادين التحرير على إمتداد المحروسة ليُعلن تنحي مبارك بعد حكم قبع على قلوب المصريين لما يزيد عن الثلاثين عاماً .

كان للقدر دورُ أن تختلط روح أكتوبر بثورة25 يناير وشبابها في سيمفونية عظيمة تعزف بحب الوطن ،لم يكن لأحد أن يتصور أن يقوم هذا الجيل الذي طالما أُتهم بالسطحية وحياة اللامعنى ليصنع تاريخه ويُعيد كتابة تاريخ أجداده ويطهره من كم التشوهات التي قبعت في كتبه مع سبق الإصرار والترصد من نظام الفرد الواحد الذي وُلد في يوليو وتكرث بعدها ليتصور أن التاريخ يكتبه المُنتصِر.

جنازة تخرج من أحد أزقة القاهرة أو شوارعها الجانبية في جو بالغ التكتم وإعلام مُتحسبٍ يهلل للقائد المُلهِم ،وشرطة تراقب الجنازة عن كثب لتكتب تقريرها وتُسدِل الستار عن آخر رموز تاريخ مصر الحديث ،ومابين كل هؤلاء قيادة عسكرية تخجل من نفسها أمام أبنائها لإهدارها حق وتاريخ قادتها وأساتذتها مغلوبةُ في ذلك على أمرها .هذا ماكان مُعداً لليوم الذي تصعد فيه جنازة الفريق الشاذلي إلى بارئها لولا المبادرة والمبادأة التي قام بها جيل الإنترنت من الشباب الذي لايعرف عن أكتوبر سوى ماكتبه في إمتحان التاريخ أو سمعه من خلال القناة الأولى ،ولكن أبى هذا الجيل إلا أن يسطر تاريخه ويُعيد كتابة ماضيه ليجهض هذا السيناريو المرسوم وينتهي به ليوم الوفاء وإحقاق الحق بجنازة شعبية عسكرية مهيبة لروح الفريق الشاذلي ترد لأكتوبر وأهله جزءً من حقهم .

نخرج من تاريخ الحادي عشر من فبراير بنتيجة واحدة تسطرها التجربة المصرية بأحرف من نور أنه قد يكتب المنتصر التاريخ ولكنها مهما طالت فهي باهتة مكتوبة بالقلم الرصاص ستنتفي بفعل عوامل تعرية العقول مماكانت عليه ونضوجها بالحق الذي لابُد أن تكون له،فالتاريخ الذي كتب أن أحمد عُرابي كان مُتمرداً وبوابة شرعية للإحتلال الإنجليزي هو نفسه مّن كتب فيما بعد عن زعامة عُرابي وكلماته الشهيرة التي يتغنى بها الأحرار حتى الآن ،وثورة التصحيح التي تغنى بها النظام الساداتي ودسترها في قوانينه ذهبت أدراج الرياح ولم يبقى منها سوى ماهو مكتوب في نسخ دستور1971 القديمة التي بالطبع لن تكون لها طريق إلا للباحثين والمؤرخين،وبالمثل بقي الشاذلي مُتربِعاً على عرش التاريخ الحديث وذهب مبارك ولاشك أنه سيأتي اليوم الذي يحكم فيه التاريخ على ثورة25يناير التي أعادت لأكتوبر روحه ولجيله حقه في التاريخ وسعت للعيش والحرية والعدالة الإجتماعية ويذهب منّ عاداها لحيث ذهب أسلافه.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;