مقام "سيدى شيميل"

عسكري نابليون المسلم الذى تجاهل التاريخ قصته وأحياها اهالى شبراخيت.

المكان "نيل مصر فرع رشيد، مدينة شبراخيت، محافظة البحيرة"، الزمان "١٣ يوليو ١٧٩٨م"، الحدث "الاحتلال الفرنسي لمصر".

ليس فجر هذا اليوم هباقى الأيام، إضيقت أرض الكنانة على أهلها، استطاع نابليون بونابارت ان يعبر بجيشه النيل بإتجاه رشيد الأبية، بعد أن إجتاح جنوده مدينة الإسكندر، الخطر يزداد والأنباء المتواترة الى المحروسة لا تنم عن خير، وكانت هى المواجهة الأولى بين جيش المماليك وما تبقى من جنود العثمانيين والجيش الفرنسي، لكنها لم تكن كما تمناها أهل المدينة "شبراخيت"، منى مراد بك وجيشه بهزيمة نكراء.

ليلة بكى فيها النيل واتشح سوادا تلك التى انسحب فيها المماليك وظل نابليون بجيشه يحضرون لمعركة جديدة ستكون هذه المرة تجاه رشيد، مرت ليلتى مكوث القائد الفرنسي وجنوده كألفى ليله على اهالى المدينة اليتيمة "شبراخيت" وبدأ الجميع فى التحرك نحو المدينة الباسلة "رشيد" لكن الجندي "شيميل" لم يكمل الرحلة كباقي الجنود، وظل بالمدينة وسط ذهول اَهلها ومخاوفهم لماذا ظل هذا الجندي هنا؟ ، هل هى حيلة نابليونية أراد بها زرع عين له هنا حتى يخبره اذا تحرك بعضا من المماليك من خلفه، ام انه عائد الى هنا مرة اخرى وترك جنديه لتأمين الأوضاع بشكل عام، وفى جميع الأحوال لن يستطيع الأهالى الاقتراب منه طالما ان أنباء الأمة لا تأتى الا بهزائم متتالية.

هنا تواترت الحكاوى عن بطولات رشيد الأبية التى لقن اَهلها جيش نابليون درسا للتاريخ، لكن المخاوف زادت بين الاهالى وتسائلوا ما مصيرنا عندما يعود نابليون الى هنا حيث ينتظره جنديه "ميشيل"، افعال الرجل لا تؤدى الى سيناريو دموى ولا تعبر عن انه ينتظر وصول احد، فلقد ذاب بين الناس، ودهم وودوه، وجمعهم طعام "الطبلية" الواحدة، واختفى سلاحه الذى لم يظهر منذ ان رحل قائده،وتعلم لغة القوم لا هم من علموه، ولا احد يغفل عن رؤياه المستمرة فى جلوسه بجانب المسجد الذى طالما تعمد ان يستمع الى صوت الاذان الصادر منه.

وهنا أتى النبأ "أسلم شيميل الفرنسي" " أسلم شيميل الفرنسي" هل هذا يعقل؟ ولما لا وهو الرجل الذى تأثر بالأذان وترنن بالدعوات وبكت عينه بسماع القران، فبعد عام من العيش هنا سأل فيها اكثر مما سؤل من ربكم وما هو القرآن ومن محمد نبيكم وما الآخرة وكيف ارى الله؟ والآن هو خير من يجيبنا فالله هنا وفى الآفاق، لم يكن الناس يوما يتخيلون ان من بين جيش نابليون من سيسجد لله هنا فى غرفته الغربية، على نيل مصر، وهنا يدفن بعد موته.

مات الشيخ "شيميل" لكن بقيت قصته فى اذهان وقلوب من عاشوه ومن منهم ينسى الرجل الذى رق قلبه للحق، فى وقت لم يرق أهل الحق له، فكثيرا من رؤوا كراماته وكثيرا من شاهدوا صلاته، دفنه أحباءه فى غرفته المطله على النيل وجعلوا من قبره مقاما يتزاورونه بين الحين والآخر ربما هذا ليس بالمقام لكنه تشييد لرواية لا تكتب كل يوم ولا تروى الا مرة واحدة فى التاريخ.

مات الشيخ شيميل وظل اهالى شبراخيت يتداولون قصته حتى وقتنا هذا فمازال المقام فى مكانه على النيل وما زال الزوار يأتون فى وقت ما من كل عام لاحياء ذكرى سيدى "شيميل".

عزيزي القارىء بعيدا عن واقعية القصة من عدمها، حتى الان مازال مقام "شيميل" موجود بشبراخيت حتى ان اسمه الذى لا ينم عن انه مسلم مازال نفس الاسم لم يتغير ولم يذكر احدا سبب هذا، وما زال اهالى المدينة يتداولون حكاية الشيخ شيميل حتى الان جيل بعد جيل، بعيدا عن انه لا يجوز ان يكون لكل عابد صالح مقام وحقيقة من دفن بمقام الشيخ، الا ان قصة تداولها الاهالى وعاشوا بها لم تبحث الدولة عن حقيقتها فكثيرا من القصص التى حدثت لم تشير اليها كتب التاريخ وإنما اكتفت بذكر القليل منها والقليل جدا فمن منا كان يعلم بقصة شيخ العرب همام قبل ان تنتج بعمل فنى فلقد كانت مجرد صفحة فى كتاب للجبرتى، وكعادتنا نحن لم نبحث فى تاريخ اجدادنا "الفراعنة" واكتشفه لنا العالم فكيف بِنَا ان نبحث عن قصة مولد "سيدى شيميل".



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;