حيرة منصات دعم الإرهاب.. وحياد الخبير «المخطط»

منذ بدأت الضربات والمطاردات فى شمال سيناء، لم تتوقف المنصات التركية والقطرية عن ذرف الدموع وشق الجيوب على الإرهابيين، مرة يقولون إنه إخلاء، وأخرى فشل السابق، وثالثة قوة غاشمة، ورابعة حديث باسم أهالى سيناء يحمل الكثير من الأكاذيب والادعاءات والمبالغات، ومرة صفقة القرن، التى بدت من كثرة ترديدها أقرب لإعلان ترويجى. وانشغلت جهات الغسيل الإخبارى بنشر هذيان عن مزاعم إسرائيلية بتنظيم طلعات وقصف للإرهابيين، وهى تقارير تسربت لبعض منصات الدعاية، ونسختها بى بى سى من الصحافة الإسرائيلية، المدهش أن نفس القنوات التى احتفت بإبراز مكافحة إسرائيل المزعومة للإرهاب، هى نفسها تنكر وجود إرهاب أساسا، وتذرف الدموع على الإرهابيين وتطالب بحقهم فى القتل والتفجير، وتطلق عليهم بعض هذه القنوات اسم مسلحين، ولا ينقص إلا أن تسميهم خبراء بناء وتعمير، وتطلب تكرار تجارب الإرهاب البناء فى سوريا والعراق وليبيا وغيرها من الدول. ومن اللافت أن حالة الهستيريا فى منصات الدعاية الداعشية هذه تتضاعف مع كل تقدم تحرزه الدولة، فيبدأون بالتحريض العلنى على مزيد من الإرهاب، وهناك عشرات البرامج يتحدث فيها إرهابيون يطالبون بمزيد من التفجيرات، ويبررون قتل المصلين فى المساجد والمدنيين والمختلفين فى الدين والمذهب. ومن قبيل السخرية أن تجد نفس منطق منصات داعش، على لسان بعض خبراء الحياد الاستراتيجى مع تركيا ومع الإرهاب، يمكن أن تجد لدى بعضهم تفسيرات عاطفية للإرهاب، ومنهم نشطاء أكاديميون، ترى الدكتور «فنكوش الفشحط» وهو يكتب بوستات لزجة، يلبس فيها رأس الخبير المخطط، يطالب فيه بالرد على الأكاذيب ونشر الخطط والتحركات. ومع أن أحدا لا يقترب من مثل هؤلاء المختلين، إلا أنهم طوال الوقت يشكون من مطاردات وهمية ومصادرات مزعومة لمجرد أن هناك من يرد على هبلهم الفكرى، ويحاول تفنيد الآراء والتحليلات العبيطة التى ينطقون بها، وتكشف أنهم ليسوا محايدين بل منحازين إلى الإرهاب أحيانا، يعجزون عن رؤية الحقيقة، ويخلطون بين الاختلاف فى الرأى، وبين تبنى وجهات نظر معادية. وحتى هؤلاء الذين يطالبون بالتفرقة بين المعارض الواضح ومؤيد الإرهاب والمحرض عليه، يجدون أنفسهم فى حيرة، وهم يشاهدون نشطاء يفترض أنهم عاقلون بالغون، يقعون فى فخ دعم الإرهاب، ويرددون خزعبلات عن التعتيم أو سرية الخطط والتحركات، وهو أمر لم يره أحد فى أى مكان وأى حرب. ثم إن الإرهاب ليس أمرا افتراضيا ولا فزاعة، لأن العالم كله رأى الإرهاب فى سوريا والعراق وفى كل الدول التى تتعرض لهجمات دواعش وتفجيرات، وتنظيمات مثل داعش والنصرة والقاعدة، تنفذ خططا موضوعة للتفتيت، ومن يتحدثون عن فزاعة، إما أنهم يجهلون، أو يتعمدون تجاهل الحقائق الموثقة. ومثلما رأينا قناة مختلة تعرض صورا تقول إنها لتلاميذ يهربون من المدرسة هربا من الضربات، ونسى الزاعمون أن العملية كانت يوم جمعة ولا تلاميذ فى المدارس، هناك عشرات التقارير والصور والفيديوهات المزيفة من سوريا والعراق تنسبها هذه القنوات لغيرها، وهو ما يكشف الحالة البائسة لهذه القنوات، لكن ماذا تفعل لو كنت مكانهم؟ مطلوب منهم أن يهاجموا حق دولة فى مواجهة إرهاب ممول ومتوحش، فكك دولا، وفشل فى مصر، ويحتاج مساندة من منصات اعتادت ترويج الكذب. وإذا كان هذا واجب القنوات الممولة، فمن الغريب أن نرى نشطاء يسقطون فى وحل الانحياز الأعمى للإرهاب، ويخلطون بين معارضة وبين عداء للشهداء والدولة، والخطوط واضحة بين اختلاف أو خلاف حول سياسات، وبين انحياز واضح للإرهاب، والأمر لا يتعلق بصكوك يمنحها أحد، بالمعارضة أو التأييد، لكن بمواجهة لتهديدات إرهابية مؤكدة، وربما يكون خبراء الحياد وهم يلبسون رأس الخبير المحايد المخطط بحاجة للاعتراف بأنها من المرات النادرة، التى تكون هناك قنوات تدعم الإرهاب علنا ومن دون أى التباس.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;