لقاء الملك سالمان بالبابا تواضروس نقطة انطلاق لتجديد العلاقة بين الكنيسة والسعودية ..ويعكس تسامح المملكة مع كل الاديان


التقى مساء أمس العاهل السعودى الملك سلمان بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين مع قداسة البابا تواضروس الثانى بطريرك الكرازة المرقسية، وفضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الازهر، والمهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء، وذلك بمقر إقامته بأحد الفنادق الكبرى بالقاهرة، ضمن برنامج زيارة الملك التاريخية لمصر التى تستمر خمسة أيام.

كما شارك باللقاء عدد من رجال الدولة والشخصيات السياسية البارزة من الجانبين السعودى والمصرى، الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ، وزير الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالمملكة، والدكتور مساعد بن محمد العيبان، وزير الدولة عضو مجلس الوزراء السعودى، والدكتور إبراهيم بن عبد العزيز العساف وزير المالية، والدكتور توفيق بن فوزان الربيعة، وزير التجارة والصناعة، والدكتور عصام بن سعد بن سعيد، وزير الدولة عضو مجلس الوزراء السعودى، والدكتور عادل بن زيد الطريفى، وزير الثقافة والإعلام، وعادل الجبير وزير الخارجية، وأحمد بن عبد العزيز قطان سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مصر.

يمثل لقاء خادم الحرمين الشريفين بقداسة البابا تواضروس علامة فارقة فى مسار العلاقات بين الكنيسة والسعودية، وهو ما أكده القس أندريه ذكى رئيس الطائفة الإنجيلية، مضيفاً أن قلب الكنيسة مفتوح للجميع ونحب الكل وهذه وصية الله لنا.

تناول اللقاء الأول الذى جمع ملك السعودية و بطريرك الكنيسة القبطية، أهمية قيم التسامح والسماحة بين الأديان وأن الدين بالأساس هو علاقة بين الإنسان والله، وهو اللقاء الذى يمثل ردا واضحا من المملكة على من يشوهون صورة العلاقة بين السعودية والديانات الأخرى.

ومن جانبه أعرب قداسة البابا تواضروس الثاني عن ترحيب الكنيسة القبطية المصرية بزيارة العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز آل سعود للقاهرة، مشيرا إلى أن هذه الزيارة تأتي تأكيدا لعلاقات الأخوة والمحبة التي تربط بين مصر والسعودية، كما قدم قداسته الشكر للملك سلمان على رعاية بلاده للمصريين العاملين بالمملكة، ومن جانبه تحدث العاهل السعودى عن ذكرياته الشخصية عن مصر خلال زياراته السابقة لها مؤكدا تأثره بمجلة الهلال المصرية.

وأشار قداسة البابا إلى أن المصريين جميعا يعيشون في محبة وانسجام عبر القرون الطويلة، مؤكدا على أن للكنيسة القبطية علاقات طيبة مع الجميع.

وأكد الأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة، أن اللقاء يؤكد روح المحبة وهذا اتضح فى المبادرة الجيدة التى سبق واتخذتها السعودية ممثلة فى سفيرها السعودى أحمد عبد العزيز القطان الذى قام بزيارة للبابا تواضروس فى عام 2013 لتهنئته بالجلوس على الكرسى الباباوى، وعرض السفير وقتها على البابا المشاركة في الحوار بين الأديان الذي دعا إليه الملك عبد الله بن عبد العزيز.

ومن جانبه أكد الأب رفيق جريش المتحدث الرسمى للكنيسة الكاثوليكية والمنسق الإعلامى لبيت العيلة، أن اللقاء يدشن مرحلة جديدة من العلاقات بين الكنيسة والمملكة، ويرد على الأقاويل ومن يحاولون الوقيعة بين السعودية ومصر والتى تصور السعودية مضطهدة للديانات الأخرى، وهذا التسامح الذى أبداه الملك سيرسخ مبدأ جديد بالنسبة لكثير من المتشددين حول قيمة التسامح، لأن الملك سلمان قيمة وقامة وقدوة لكثيرين فى العالم العربى، ننتظر أن يؤتى هذا اللقاء بالكثير من الإيجابيات ويخرس الالسنة التى تحاول الوقيعة بين المسيحيين والمسلمين.

وقال كريم كمال، الكاتب والباحث في الشأن القبطى، مؤسس الاتحاد العام لأقباط من أجل الوطن: إن قوة العلاقات بين المملكة العربية والسعودية تمثل عاملا هاما في حل مشاكل الأمة العربية وتمنع محاولات الغرب للتدخل في المنطقة.
وأضاف كمال، أن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود إلى مصر ولقاءه مع البابا تواضروس تمثل مرحلة جديدة من العلاقات المصرية السعودية قائمة على التعاون المشترك على جميع الأصعدة.

وكان اللقاء الأول فى التاريخ بين الملك السعودى الراحل عبد الله بن عبد العزيز ورئيس الكنيسة الكاثوليكية البابا الراحل بنديكتوس السادس عشر فى عام 2007 فى الفاتيكان، وكان ذلك فى إطار جولة الملك السعودى فى أوروبا، و تمحورت المباحثات آنذاك حول "الدفاع عن القيم الدينية والأخلاقية والنزاع في الشرق الأوسط والوضع السياسي والديني في السعودية وأهميَّة الحوار بين الثقافات والأديان ومساهمة أتباع مختلف الديانات في النهوض بالتفاهم بين البشر والشعوب".

كما سبق وأن التقى البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، فى فبراير 2013 مع السفير السعودى بالقاهرة أحمد القطان، بالمقر الباباوي بالعباسية، فى أول زيارة للسفير السعودى للبابا لتهنئته بالجلوس على الكرسى الباباوى، وعرض السفير على البابا المشاركة في الحوار بين الأديان الذي دعا إليه الملك عبدلله بن عبد العزيز، ملك السعودية فى فيينا، والذى انطلق فى 2012 الماضى، وترك اللقاء انطباعا جيدا لدى الطرفين اللذين أكدا على قوة العلاقات بين مصر والسعودية، مشددًا على أن مصر تمثل عمقا إستراتيجيا للمملكة، بالتزامن مع زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز التاريخية لمصر.

وكان من أهم تصريحات قداسة البابا تواضروس عن الملك السعودى الراحل "أن الملك عبد الله كان إنسانا ممتلئا بالحكمة والرؤية الثاقبة، ونحن في زمن نحتاج فيه إلى الحكماء، وفقدانه خسارة كبيرة للعروبة وللمملكة العربية السعودية، وصديقا عزيزا ونبيلا للمصريين"، وأكد البابا أنه "لا ينسى أبدا موقف خادم الحرمين الشريفين بالوقوف جانب مصر خلال ثورة 30 يونيو والدعم والمساندة التي قدمتها المملكة".
ومن ناحية أخرى شارك قداسة البابا عقب اللقاء في مأدبة العشاء التي أقيمت بمقر السفارة السعودية بحضور العاهل السعودى وكبار المسؤولين المصريين والوفد السعودى المرافق للملك سلمان.



الاكثر مشاهده

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

;