"الستر المفضوح".. 3 سوريات يروين قصص زواجهن بالشباب المصرى التى تنتهى بالفشل (فيديو)


لم تعلم وهي تهرب من الموت حرقا ببراميل الأسد المتفجرة، إنها مقدمة على موت وجحيم آخر يسبقه ذلا وانكسارا، هذا هو حال بعض السوريات اللاتي وقعن فريسة في أيدي سماسرة الزواج الذين استغلوا ظروفهن وفقدهن الزوج أو الأخ، للاتجار بهن في زيجات تدير على هؤلاء الفاسدين حفنة قليلة من الجنيهات، وتشبع رغبات جنسية لشباب مصري متعثر ماديا، بينما تزيد السوريات ألما وانكسارا.

بدأت القصة في 2012 بعد أشهر قليلة من تولي الرئيس السابق محمد مرسي الحكم، حيث عمدت إحدى الجمعيات الشرعية السلفية خلسة على تزويج السوريات من مصريين مقابل 500 جنيه، بحجة سترتهم وتوفيق رأسين في الحلال، وهو ما لاقى استحسان بعض الشباب المصري الذي لا يستطيع توفير التكاليف الباهظة من مسكن ومهر وشبكة ومقدم ومؤخر للزواج من فتاة مصرية، لتصبح السورية بالنسبة له حلالا.

3 قصص تختلف بطلاتهن ولكن السيناريو والمصير واحد، وإن بدت بدايات تلك القصص مغايرة، فتارة يلجأ (المشتري) لمثل هذه الجمعيات التي تتولى بيع الوهم للسوريات بفارس الأحلام الذي سيوفر عليهن عناء العمل في مصر للحصول على غنيمتهم من عملية البيع، وتارة أخرى تبدأ بنصب المشتري شباكه على فريسته السورية من خلال الكلمات الناعمة والوعود باستقرار وبدفء المنزل وبحياة جديدة، إلا أنها سريعا ما تتحطم كل هذه الوعود على صخرة زواج لا يدوم إلا أشهر قليلة يعقبها اختفائه، أو تطليقها ورميها بالشارع، أو ابتزاز أموالها مقابل الاستمرار معها، لأن الزواج لم يكن له أكثر من "نزوة" سأم منها وبات يبحث عن غيرها.

ليس لي ضهر يحميني

"ما كنا نعلم أنه هيطلع هيك بهذا الحال وللأسف ما عارفين نوصل معه لحل" هكذا بدأت سناء، 48 عاما، تروي قصة زواج ابنتها، 18 عاما، من شاب مصري.

أضافت: "تقدم لخطبة ابنتي في منزلنا بـ 6 أكتوبر من خلال جارة لنا كانت تشيد به وبأخلاقه، وعندما قابلته وجدته شابا خلوقا وخاصة إننا بنحيا هن بمصر أنا وابنتي بمفردنا بعدما مات زوجي بالحرب في سوريا، وارتاحت له ابنتي لما بدا عليه من طيبة، وتزوجت منه بمكتب المأذون الشرعي".

وتابعت: "نتيجة لظروفه المادية الصعبة، وافقناه على تأجير شقة بشكل مؤقت بنفس المنطقة، ولم نطلب منه أي مصاريف مهر أو مقدم ومؤخر زواج، بدا طيبا في أول شهرين كما اعتادنا عليه، لكنني لاحظت بعد ذلك شكوى ابنتي المتكررة من سلوكياته انه ما بيعود لمنزله سوى للنوم، وافتعاله المشاكل أن سأم أسئلتها عن سبب عدم رغبته في البقاء في المنزل أو الحديث مع شأن بقية المتزوجين".

وأضافت: "ذات مرة سألته عن سبب زواجه بها، فقال لها إنها ليست أكثر من نزوة بحياته، وبدأ يصب جام غضبه ولعناته عليها ويتعامل معها بقسوة وعنف، ويبرحها ضربا كاد أن يتسبب في مفارقتها الحياة عقب قضائها أسبوعا في المستشفى بين الحياة والموت".

وتابعت: "طالبته ابنتي بالطلاق بعد مرور 8 أشهر على هذا الكابوس، لكننا فوجئنا به يقول لنا انه لن يطلقها، وعندما حاولنا اللجوء إلى القضاء، اكتشفنا صعوبة الأمر لعدم توثيقنا الزواج في السفارة السورية في مصر أو في مصلحة زواج الأجانب، فأصبحنا نحتاج إلى اثبات هذا الزواج أولا ثم نرفع دعوى للطلاق، وكل هذا لأنه علم بإننا ما لنا حدا يحمينا، ما لنا ضهر أو سند".

مطاردات تليفونية

رن جرس هاتفها المحمول في الثانية بعد منتصف الليل، فهبت من نومها مذعورة، يجيبها صوتا من الطرف الآخر يقول: "مرحبا، رابطة سوريات؟ أنا عايز اتجوز واحدة سورية بمواصفات كذا وكذا"، لتكتم غضبها مجيبة: "أنت تذكرت تتجوز لتوك الساعة 2 بعد منتصف الليل!"

هكذا كشفت أروى صابوني، رئيس رابطة سوريات بمقر العاشر من رمضان، عن طرق بعض المصريين في الزواج من سوريات والتي اعتبرتها مهينة للمرأة السورية، مشيرة إلى ظن بعض الشباب المصري أن زواجهم من سوريات لن يكلفهم أكتر من 500 جنيه.

وأضافت صابوني: ليست هذه الطريقة الوحيدة التي يتبعها بعض المصريين، فذات مرة قابلني شخصا بالطريق وعندما علم أنني سورية، قال لي بطريقة غير مهذبة أنا عاوز اتجوز واحدة سورية، قلتله: ما بعرف حدا، بس ليش؟ أجابني: لأنكم هنا ببلد لجوء، وأنتم كتير صعبانين عليا، أنا عاوز اتجوز لأن بدي اصرف عليها وأطعمها!

تابعت: شعرت حينها بإهانة وجرح في الصميم وقلت له: إحنا ما محتاجين حد يصرف علينا، وما إحنا سلعة.

وأشارت صابوني إلى قصة إحدى عضوات الجمعية، رافضة ذكر اسمها، قائلة: كانت إحدى العضوات، آنسة لم يسبق لها الزواج في سوريا، 38عاما، تعمل خياطة، تعرفت على رجل مصري متزوج ولديه ولدان، أوهمها بانه يحبها ولا يستطيع العيش من دونها، "وعمل لها من البحر طحينة" كما تقولون بالمصري.

وأضافت صابوني: هذه الفتاة وجدته رجلا طيبا وهي وحيدة، فتزوجت به، ولكنني منذ أشهر قليلة فوجئت بها تقف في طابور توزيع المنتجات الغذائية، فسألتها عن السبب: ألم تتزوجي منذ فترة قريبة، ألا تعلمين أن بعض السوريات في حاجة لهذه المنتجات أكثر منكِ.

وتابعت: روت لي الفتاة أنها ما بيصرف عليها ولا ابنائها منذ تزوجها، وأنه على العكس بيأكل من أكل عيالها، وبيعيش في شقتها اللي بتدفع إيجارها من عملها بالخياطة، يعني طلع داخل على طمع فيها".

الزوجة الرابعة

أما نازك، 25 عاما، فقالت إنها جاءت إلى مصر مع عائلتها المكونة من أربعة أفراد عقب اندلاع الثورة السورية بشهرين، وسكنوا في مدينة 6 أكتوبر، وتم عرض الزواج عليها من شيخ بأحد المساجد القريبة من المنطقة التي تعيش بها، وحيث رآها في محل البقالة الذي كانت تعمل به، لمساعدة أسرتها، ثم تفاجأت به في بيتها في اليوم الثاني.

وأضافت، في البداية ترددت عن قبول هذه الزيجة لأنه يكبرني بـ 20 عاما، ولكن عائلتي ضغطت علي، نتيجة لظروفنا المادية المتدهورة، مشيرة إلى أنها اضطرت للزواج به للتخلص من إلحاح ذويها، وأنه دفع لأهلها مهرا لم يتجاوز 3 آلاف جنيه، وأحضر لها محبس.

وأشارت نازك إلى أنها منذ اليوم الأول لزواجها اكتشفت أنها الزوجة الرابعة، ولهذا ثارت وغضبت، وطلبت الطلاق، وبالفعل طلقت بعدما أجبرها على رد قيمة المهر.

زواج مع إيقاف التنفيذ

بينما روت سهام، 21 عاما، التي رفضت ذكر اسمها الحقيقي، قصة زواجها من مصري، قائلة: تعرفت عليه عندما جاء يسألني عن أحد السلع التي أبيعها بالمحل الذي اعمل به، ثم لاحظ من لهجتي أنني غير مصرية، فسألني هل أنتِ سورية، فأجبته: نعم، فأبدى حزنه على ما آلت له الأوضاع في بلادنا بسبب تشبث بشار بالحكم، وترحيبه بوجودنا في مصر.

وأضافت: كان يتردد على محل عملي كثيرا بحجة شراء بعض السلع حتى اعتدت رؤيته واحسست شيئا تجاهه، وفي المرة الخامسة قال لي إنه يريد مقابلتي بعد انتهاء العمل، فسألته عن السبب فأجاب أنه يحبني وما يقدر يعيش من غيري وعرض على الزواج، وتزوجنا ولم يمر على زواجنا سوى 3 أشهر حتى اختفى ولم أجده بعدما علم بأنني حامل وأنه خلال شهور قليلة سيصبح أبا، وعدت لوالدتي ولا اعلم كيف ساتدبر أموري وخاصة مع صعوبة عودتي للعمل بس الحمل".

من جانبه، نفى فراس يحيى، مدير قسم حقوق الإنسان باللجنة القومية لائتلاف السوري المعارض، وجود جمعيات شرعية أو مكاتب سماسرة لتزويج السوريات بمصريين، مشيرا إلى انهم أجروا تحقيقا، مضيفا بأن الظاهرة انتشرت خلال فترة ماضية ولكنها حالات فردية لا يمكن تعميمها، مضيفا أن تعامل الإعلام مع بعض الحالات على كونها ظاهرة عامة، ساهم في نشرها لدى البعض وهو ما سبب استياء السوريات في مصر.

واتهم يحيى نظام الرئيس السوري بشار الأسد بالوقوف وراء حملات تشويه اللاجئات السوريات بهدف معاقبتهم على مغادرة سوريا وعدم تأييد النظام، ودلل يحيى على صحة كلامه بالاستشهاد بانتشار ظاهرة استغلال السوريات في زيجات من عرب فاشلة بهدف السترة في عدد من الدول العربية وليس مصر فقط.



الاكثر مشاهده

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

الشيخ العيسى: يمكن للقيادات الدينية أن تكون مؤثرة وفاعلة فى قضيةٍ ذات جذورٍ دينية

رابطة العالم الإسلامي تُدشِّن برنامج مكافحة العمى في باكستان

;