يمشون على النار ويزرعون السكاكين بأجسادهم والسبب مرض نادر

تستعد الطبيبة الألمانية إنغو كورث لإجراء مجموعة من الفحصوات على دم طالب جامعي يبلغ من العمر 21 عاما، ويعاني من اضطراب وراثي نادر وهو عدم الإحساس بالألم، المرض الذى يعانى منه بضع مئات فقط حول العالم، ومن المقرر أن تجرى الأبحاث على عينات الدم في معهد علم الوراثة البشرية بمدينة آخن الألمانية. الطالب هو ستيفان بيتس، ويعانى من عدم الإحساس بالألم، وهذا يعني أن بإمكانه وضع يده في الماء المغلي أو الخضوع لعملية جراحية دون مخدر دون أن يشعر بأي انزعاج على الإطلاق، لكن فى جميع الأمور الأخرى، فإن إدراكه الحسي طبيعي، فهو يتعرق عندما تكون الغرفة دافئة ويرتجف في البرد القارس. لكن كجميع الذين يعانون من عدم الإحساس الخلقي تقريبا، يعتبر بيتس حالته نقمة وليس نعمة. يقول بيتس وفقا لصحيفة بى بى سى العربية "يعتقد الناس أن عدم الشعور بالألم هو أمر جيد وأنه يجعلك إنسانا خارقا. لكن بالنسبة للذين يعانون من عدم الإحساس الخلقي بالألم فالوضع هو العكس تماما. نريد أن نعرف ما يعنيه الألم وكيفية الشعور به. وبدون ذلك، تكون حياتك مليئة بالتحديات". عندما كان بيتس طفلا، اعتقد والداه في البداية أنه متخلف عقليا، ويتذكر والده دومينيك قائلا "لم نكن ندرك لماذا كان أخرقا. كان دائما يصطدم بالأشياء ويعاني من عدد كبير من الكدمات والجروح". لا يعاني والدا بيتس ولا أشقاؤه من هذه الحالة، ولكن شُخصت إصابته في نهاية المطاف بعدم الإحساس الخلقي بالألم عندما كان في الخامسة من عمره، إذ عض طرف لسانه دون أي استجابة واضحة للألم. وبعد ذلك بفترة وجيزة كسر مشط قدمه اليمنى بعد القفز من أعلى سلالم. وتقول الطبيبة وفقا للتقرير أن الكثيرون ممن يعانون عدم الإحساس بالألم يعرضون أنفسهم لسلوك مدمر ذاتيا في مرحلتي الطفولة والشباب، وتروي كورث قصة صبي باكستاني جذب اهتمام العلماء من خلال سمعته في مجتمعه كمؤد في الشارع يمشي على الفحم الحار ويغرز السكاكين في ذراعيه دون إظهار أي علامات على الألم. وقد توفي في وقت لاحق وهو في سن المراهقة بعد قفزه من سطح أحد المنازل. ويقول جيف وودز، الذي يجري أبحاثا عن الألم في معهد كامبريدج للأبحاث الطبية في بريطانيا "من بين مرضى عدم الإحساس الخلقي بالألم الذين عملت معهم في المملكة المتحدة، قتل العديد من الذكور أنفسهم في أواخر العشرينات من العمر من خلال قيامهم بأمور خطيرة للغاية لعدم شعورهم بالألم، أو أصابوا مفاصلهم بأضرار بالغة أو انتهى بهم الأمر بالانتحار". وقد تم الإبلاغ عن أول حالة من عدم الإحساس الخلقي بالألم عام 1932 من قبل طبيب من نيويورك يدعى جورج ديربورن، كان قد وضع توصيفا لحالة بائع تذاكر في الرابعة والخمسين من العمر ادعى أنه لا يذكر أي شعور بالألم رغم تجارب عديدة مثل ركضه إلى منزله بعد التعرض للطعن وهو طفل. وعلى مدى السنوات السبعين التالية، لم يعر العلماء اهتماما كبيرا لهذه الحالة الغامضة التي كانت تبرز في بعض الأحيان في السجلات الطبية حول العالم. ولكن مع تقدم وسائل التواصل الاجتماعي التي جعلت العثور على مجموعات من الناس تعاني من عدم الإحساس الخلقي بالألم أسهل، بدأ العلماء يدركون أن دراسة هذا الاضطراب النادر قد يوفر فهما جديدا للألم بحد ذاته وكيفية إيقافه للكثيرين الذين يعانون من حالات ألم مزمنة.



الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;