سفير الفتنة فى مصر.. حاييم كورين مبعوث إسرائيل لإشعال الحرائق وهدم الدول.. وضابط مخابرات محترف.. أشرف على تقسيم السودان.. وتركمانستان اعتبرته جاسوسا.. ولقاء توفيق عكاشة بداية نشاطه لزرع الفتن بالقاهرة

نقلا عن العدد اليومى لم يكن لقاء حاييم كورين، سفير إسرائيل لدى مصر، مع توفيق عكاشة، الأسبوع الماضى، وما ترتبت عليه من تداعيات وضجة على مستوى العالم، سوى بداية النشاط الفعلى، لكورين، مبعوث إسرائيل وخبيرها الأول فى منطقة الشرق الأوسط، لإشعال الحرائق وهدم الدول، وسابقة أعماله فى تقسيم السودان تؤكد ذلك، لكن جمهورية تركمانستان، كشفت عن الغطاء، عندما رفضت فى يوليو 2011 قبول أوراق اعتماده سفيرا، مؤكدة فى ردها على الخارجية الإسرائيلية، إن كورين ليس دبلوماسيا، بل عميلا لجهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية الموساد، أما بالنسبة للقاهرة، فإن معظم سفراء إسرائيل هم فى الأساس أبناء لجهاز الموساد، ولكن تختلف شخصياتهم وملفاتهم وفقا للمهمة التى جاءوا من أجلها وفقا لمجريات الأحداث الراهنة والمستقبلية.

لا يختلف حاييم كورين، «الذى عينته تل أبيب فى 2014 سفيرا لها لدى القاهرة، عن سابقه يعقوب إميتاى، ابن جهاز «الموساد» أيضا، سوى فى أن الأول يمتلك العديد من الخبرات، التى ترتبط غالبا بـ«أهداف استراتيجية» ومسألة اختيار إسرائيل لسفير داخل مصر، تحظى بعناية شديدة، فهذا المنصب يتطلب مواصفات عالية من حيث الخبرات السياسية والأمنية، ليس ذلك فحسب بل يجب أن يكون خبيرا ملما بكل ما يتعلق بالشؤون المصرية والعربية والإقليمية، ويفضل أن يجيد اللغة العربية، ودائما يكون الفائز بهذا المنصب رجلا استخباراتيا ذا مقام رفيع، وهو ما انطبق على شخص «كورين».

صحيفة سوابق حاييم كورين، سفير إسرائيل لدى مصر، حافلة ومتنوعة، ولكن أبرز إنجاز له الإشراف الميدانى، على تقسم السودان شمالا وجنوبا، إذ تولى منصب أول سفير لبلاده فى جوبا عاصمة جنوب السودان، وسبق أن اتهمته الخرطوم، بأنه وراء كل الأزمات فى السودان.

كورين، الذى نجح مؤخرا فى زرع الفتنة داخل مجلس النواب، عقب لقائه مع توفيق عكاشة، تقلد من قبل مناصب مهمة فى وزارة الخارجية الإسرائيلية، من ضمنها رئيس قسم التخطيط الاستراتيجى بالوزارة، وهو القسم الذى يعد المسؤول الأول عن رسم خريطة الأمن الإسرائيلى فى الخارج، كما تولى منصب قنصل إسرائيل فى كل من الإسكندرية ونيبال، وشيكاغو، ثم انتدب سفيرا لإسرائيل فى جنوب السودان قبل أن يتم تعيينه فى مصر خلفا للسفير السابق له يعقوب إميتاى.

ويجمع حاييم كورين، بين خبرة العمل الميدانى والأكاديمى، إذ تولى منصب مدير دائرتى الشرق الأوسط والتخطيط بالخارجية، بالإضافة إلى كونه محاضرا فى جامعة «حيفا»، وأستاذا بجامعة «شيكاغو»، واللافت أن رسالة الدكتوراه الخاصة به كانت عن مدينة «دارفور» السودانية.

واللافت أيضا دولة جنوب السودان، اعتمدت «كورين» أول سفيرا لإسرائيل لديها عقب إعلان قيام دولتها رسميا، حيث أرسلته تل أبيب فى يوليو 2011 عقب اعترافها بجمهورية جنوب السودان، وقالت فى بيان بتوقيع رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو إن إسرائيل تتطلع للعمل مع جنوب السودان، وإنها تتعهد بدعم هذه الدولة، وأكد كورين عقب توليه سفيرا فى جوبا خلال لقائه رئيس جنوب السودان سلفا كير، أن تل أبيب ستعمل من أجل دعم وتطوير العلاقات الدبلوماسية مع البلاد، وأنها مستعدة لتقديم الدعم والمساعدة من أجل تنمية جنوب السودان وتطورها، وإلى جانب اللغة العربية، يتحدث حاييم كورين مجموعة من اللهجات السودانية، وكان ثمرة وجوده فى جوبا، تزويد تل أبيب جنوب السودان، بالعديد من صفقات السلاح، ووسائل التجسس، والمثير أن نشاط تل أبيب فى جنوب السودان ليس قاصرا على دعم الحكومة فقط وإنما المتمردين عليها.

المشكلة الأكبر التى صادفت حاييم كورين، طوال مسيرته المهنية، كانت فى صورة رفض جمهورية تركمانستان فى يوليو 2011، قبول اعتماده سفيرا لإسرائيل لديها، وعللت تركمانستان قرارها هذا بعد 10 أشهر من الصمت قائلة: «إن كورين ليس دبلوماسيا، بل عميل للاستخبارات الخارجية الإسرائيلية الموساد، ونقلت وسائل الإعلام عن وزير الخارجية التركمانستانى قوله: إنه لم يقبل أوراق اعتماد كورين الذى اختير فى أغسطس 2010 لشغل هذا المنصب لأن سيرته الذاتية تؤكد أنه أمضى ثلاث سنوات مدرسا فى كلية الأمن الوطنى فى «جيلوت» بما يثبت أنه كان عضوا فى «الموساد» أكثر من كونه دبلوماسيا.

ولم تنجح محاولات وزير الخارجية الإسرائيلى حينها أفيجادور ليبرمان، المتكررة فى إقناع الحكومة التركمانستانية بأن تلك الكلية ليست مؤسسة استخباراتية، وأصرت على أنها تريد سفيرا يهتم بالعلاقات الثنائية وليس جاسوسا، وكانت هذه هى المرة الثانية التى ترفض فيها تركمانستان سفيرا إسرائيليا معينا لديها.

واعتبرت السلطات التركمانية كورين جاسوسا وليس دبلوماسيا بعد ملاحظة سيرته الذاتية التى تتضمن عمله 3 أعوام فى كلية الأمن القومى فى «جيلوت»، وقال مسؤول تركمانى رفيع المستوى فى حينها لمسؤولين إسرائيليين: «نريد أن ترسلوا إلينا سفيرا يتعامل فى العلاقات الثنائية، وليس جاسوسا لجمع معلومات عن إيران».

وبناءً على خبراته السابقة فى توتر العلاقات داخل الدول، استغل السفير الإسرائيلى لقاءه بتوفيق عكاشة لإحداث فتنة كبيرة داخل الحياة البرلمانية فى مصر، ولم يكتفِ بذلك بل هاجم البرلمان بعد إسقاط عضوية عكاشة، قائلاً، فى مقابلته الأخيرة مع هيئة الإذاعة البريطانية فى القاهرة: «ردود الفعل داخل البرلمان المصرى بشأن لقائى بتوفيق عكاشة تثير أسئلة كثيرة فيما يخص العلاقة بين البلدين، فإذا كان لدينا سلام لسنوات عديدة ويخرج أعضاء فى البرلمان المصرى بقوة شديدة ضد هذا فمن المفترض أن يثر بعض الأسئلة عن ثقافة التعليم من أجل السلام فى مصر، لكن هذه القضية مصرية وليست قضيتنا».

وكشف حاييم كورن، أن لقاءه مع توفيق عكاشة بمنزل الأخير، تطرق لقضايا كثيرة تخص إسرائيل مثل المياه والاقتصاد والمدارس وأمور من هذا القبيل، مضيفا: «ركزنا على هذا فقط، ولم نتطرق للشأن الداخلى المصرى»، وزعم أن نظام التعليم فى مصر لا يشجع الانفتاح على الآخر وتقبل ثقافته، مشيراً إلى أن هناك هجوما على عملية «التطبيع» بين مصر وإسرائيل وهذا أمر لا يصب فى الصالح المصرى، حسب إدعائه.

والمثير فى الأمر أن وسائل الإعلام الإسرائيلية، قبل لقاء عكاشة مع كوريين، بأيام قليلة وتحديدا يوم 11 فبراير الماضى، نشرت أن حاييم كورين، تقدم باستقالته، وقالت صحيفة «هاآرتس»، أن وزارة الخارجية الإسرائيلية، رشحت الدبلوماسى الإسرائيلى المخضرم «دافيد جوفرين»، بدلا منه فى منصب السفير بمصر، وهو ما يطرح التساؤل هل كانت تحمل هذه الأنباء إشارة ما، لاسيما أن وسائل الإعلام شنت هجوما كبيرا على مصر، عقب إسقاط عضوية توفيق عكاشة من البرلمان.

وقال التليفزيون الإسرائيلى، على الرغم من توقيع معاهدة السلام بين إسرائيل ومصر ووجود علاقات سياسية بين البلدين، فإن الرأى العام فى مصر يعتبر إسرائيل حتى الآن من أكثر الدول المعادية لمصر، زاعما أنه على الرغم من وجود علاقات وثيقة بين القاهرة وتل أبيب فى العديد من المجالات على رأسها العلاقات الأمنية، إلا أن هناك شبكة معقدة للغاية من التفاعلات الشعبية فى الشارع المصرى ضد إسرائيل، مما يؤكد أن المصريين لا يرغبون فى أن تظل هذه العلاقات الجيدة على المستوى السياسى قائمة.

وقالت القناة الإسرائيلية، إن الهجوم المصرى الشرس على توفيق عكاشة، سواء إعلاميًا أو شعبيًا، وأخيرًا فى البرلمان الذى طرد منه بسبب لقائه سفير تل أبيب حاييم كورين، فى منزله لم يكن الخبر الوحيد المتصدر عناوين الصحف المصرية، بل كان الحدث الآخر البارز فى وسائل الإعلام المصرية هو الرفض التام جملة وتفصيلاً للمبادرة التى طرحتها إسرائيل لإقامة مباراة لكرة القدم بين المنتخبين المصرى والإسرائيلى، وذلك فى الوقت الذى كانت فيه وسائل الإعلام الإسرائيلية تحتفى بلقاء رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو بالسفير المصرى الجديد لدى تل أبيب حازم خيرت، إلا أن السؤال الذى لم تجب عنه وسائل الإعلام الإسرائيلية حتى الآن هل هناك فعلا اتجاه لسحب كورين من القاهرة واستبداله بسفير آخر.






الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;