أول صحيفة مصرية على جبهة الحرب.. 30 يوما ترصد جرائم الحوثيين ومعاناة الأهالى.. "بيزنس" تجارة الجثث والمختطفين.. ميليشيات الحوثى يتاجرون بأجساد اليمنيين أحياء وأمواتاً.. الميليشيات تساوم على جثث المقتو

- عبدالله المملوك: طلبوا 150 ألف ريال مقابل حصولنا على جثة قريب لنا.. وبعض الأسر لا تستطيع دفع المطلوب - الحاجة عالية ناجى: استخدموا ابنى درعاً بشرياً فى مكان تخزين أسلحة ومات و«ما أخدتش جثته».. و«التانى دفعت له 70 ألف ريال علشان أنقذه بوساطات قبلية وخرجته بس عنده مشاكل فى الذاكرة وفى ساقه» - رابطة أمهات الأسرى والمختطفين:الميليشيات تختطف الناس من المنازل والمساجد وحكموا بإعدام 24 مختطفاً وعذبوا أكثر من 100 صحفى - أنس السرارى: عذبونى حتى أصبت بالشلل.. وأسست رابطة للمقعدين.. ومناهج تُعلى من شأن الخمينى وحسن نصرالله ويؤكد: الحوثيون يقتلون ويعتقلون أى معارض لهم -وزير الإعلام اليمنى: ميليشيا الحوثى ترتكب جرائم التعذيب والخطف والقتل ضد الصحفيين -معمر الإريانى: نسعى لكشف جرائمهم أمام العالم.. وإيران تساندهم بتمويل واختراق مؤسسات إعلامية دولية -وزير حقوق الإنسان: 2866 حالة اختفاء قسرى منذ الهجوم الحوثى فى 2015.. و13 ألفاً و938 حالة اعتقال تعسفى.. و16 ألفاً و804 حالات تعذيب فى سجون الميليشيا -أم منصور: اعتدوا علىّ بالضرب واحتجزونى بسبب مشاركتى فى مظاهرة نسائية سلمية.. و«الحاج على» ضربوه حتى الموت عندما ذهب يسأل عن ابنه المختطف -شيماء عبدالحميد: يخفون الجثث فى أماكن سرية وعمتى دفعت 400 ألف ريال غير عمولات السماسرة حتى تأخذ جثة ابنها - محمد السودى أحد المختطفين تم احتجازه فى سجن الأمن الوطنى بصنعاء وتم تعذيبه وفقء عينيه لا تتوقف جرائم الحوثيين عند نشر الموت فى أرجاء اليمن، لكن ميليشياتهم تتجاوز ذلك إلى التجارة بجثث الموتى والمقايضة بها، إما بأموال من ذوى الضحايا، أو المساومة بها لاستبدال جثامين أخرى بها أو بأسرى لدى المقاومة. «جثة للبيع.. جثة للمقايضة.. لدينا أفضل الأسعار».. شعار «بيزنس» الموت لدى الحوثيين الذين لا يكتفون باختطاف أبناء اليمن، وإخفائهم قسريا، وإحراق قلوب أمهاتهم وذويهم عليهم، بل يرتكبون جرائم مزدوجة بحقهم، بداية من تعذيبهم حتى الموت، أو الإعاقة داخل سجون الأمن السياسى، ووصولا إلى المتاجرة بجثث الموتى منهم، أو مساومة عائلات وأسر الأحياء منهم على الإفراج عنهم مقابل مبالغ مالية، تختلف قيمتها حسب أهمية المختطف ومكانته وثقل عائلته، وتصل لـ13 ألف دولار للمختطف الواحد فى بعض الحالات، طبقا لشهود عيان. يحكى حمود شمسان، عضو المقاومة الشعبية فى تعز، عن أن الأهالى فى المدينة عانوا من استغلال الحوثيين للجثث واحتجازها، وكان لأعضاء المقاومة ممن استشهدوا فى جبهات صبر وشقيب والوازعية ومديرية القبيطة نصيب كبير من هذه المتاجرة بجثامينهم، مشيرا إلى أن الجثث كانت تظل فى العراء تحت حراسة جنودهم، أو يخبئونها فى أماكن سرية، لحين أن تتم عمليات المقايضة بأسرى حوثيين أو مساومات مقابل أموال، وتتم معظمها عبر سماسرة من الجانب الحوثى متخصصين فى هذه المتاجرة التى أصبحت مصدر دخل لهم. كذلك يشير عبدالله المملوك، من أبناء تعز، إلى أن أحد أقاربه، ويدعى عمرو غانم، كان يشارك فى معارك حيس، واستشهد العام الماضى، وظل هو ووالده وكل المعارف يبحثون عن الجثمان حتى علموا أن جثته رهينة عند الحوثة، وتابع: «كان فيه سماسرة أو وسطاء أبلغونا أن المبلغ المطلوب للحصول على الجثمان 150 ألف ريال، والعيلة جمعت المبلغ ودفعته، وحصلنا على الجثمان»، مؤكدا أن حالة عمرو مثلها عشرات بل مئات الحالات لآخرين، وفى الغالب فإن ذويهم لا يملكون الدفع، ولا يستطيعون استعادة جثث مفقوديهم. ويستطرد عبدالله قائلا: من بين هذه الحالات محمد الحورانى، 19 سنة، و كان ضمن المقاومة الشعبية الباسلة فى تعز، واستشهد فى معارك ساخنة بجبهة التشريفات 2017، والحوثيون استولوا على الجثمان وطلبوا 200 ألف ريال، وأسرته لم تكن تملك شيئا، وحتى الآن لا تعرف أين جثته، ويؤكد عبدالله أن الحوثى لديه سماسرة يقومون بدور الوسيط فى كل عملية. الزيارة بثمن والمكالمة الهاتفية بثمن آخر تحدثنا سماح أحمد «أم إبراهيم»، رئيسة رابطة أمهات الأسرى والمختطفين، عن وقائع وتفاصيل أكثر للجريمة الحوثية، فتشير بداية إلى أنه تم تكوين الرابطة فى إبريل عام 2016 من 20 امرأة، بهدف أن تكون قوة كبيرة فى مواجهة بطش الحوثى، وتضيف: لدينا قضية 36 مختطفا تتم محاكمتهم دون أى تهمة، ودون حضور أهاليهم أو محامين عنهم، وهناك 24 مختطفا آخرين أصدروا بحقهم أحكام إعدام دون دليل يدينهم، كما أن الرابطة تتابع قضايا اعتقال وتعذيب أكثر من 100 صحفى فى اليمن لمجرد أنهم يعبرون عن آرائهم بحرية. وتتابع: على أبواب السجون تكونت الرابطة، حيث تلتقى أمهات وزوجات وبنات الأسرى والمختطفين للمطالبة بإطلاق سراح ذويهم من سجون جماعة الحوثى، والذين لم تجر لهم محاكمات قانونية، ولم يتم ضبطهم بشكل قانونى، ولكن كان يتم الهجوم المفاجئ عليهم فى منازلهم أو المساجد أو أماكن عملهم وجامعاتهم، تحت مرأى ومسمع الأهالى الذين يقفون عاجزين أمام هذه الميليشيا. وتستكمل سماح حديثها قائلة: «يوجد آلاف المختطفين فى اليمن منذ عام 2015 حتى اليوم، وبعض منهم اختفى قسريا، و لا أحد يعلم عنهم شيئا منذ تغيبهم، والأهالى يتكبدون مبالغ ضخمة تدفع للوساطات الحوثية من أجل أن يروا أبناءهم فى زيارة لا تستغرق عشر دقائق، وهناك أسعار أخرى حتى لمجرد مكالمة هاتفية، هذا إلى جانب ما يطلبونه لتسلّم الجثة، التى يجدها الأهالى فى وضع يرثى له من آثار تعذيب وتشويه، والبعض تُفقأ عينه وهذا الشائع»، مشيرة إلى أن سعر الجثة 70 ألف ريال يمنى للمواطن العادى، ويصل إلى 200 ألف ريال للناشط السياسى، ويزداد المبلغ حسب مستوى العائلة وصلة القرابة أيضا، فيما تكشف أن الأمهات اللاتى يذهبن للسؤال عن أبنائهن يتعرضن للاعتداءات الجسدية وأمام أبواب السجون، وتقول: نحن كرابطة نتواصل مع المنظمات الحقوقية الدولية، ونظمنا أكثر من وقفة احتجاجية ولاحقونا فيها بالهراوات وأدوات العنف الجسدى، ورغم هذا لم يُثبط هذا من عزيمة أى عضو من الرابطة، فلدينا أهداف نسعى لتحقيقها، أولها فضح ممارسات الحوثى أمام العالم، ونشر قصص أبنائنا وما يتعرضون له فى سجون الميليشيا، والمطالبة بالإفراج عن أبنائنا، ومعرفة مصائر المختفين قسريا، ونحن ننظم زيارات تفقدية لأسر المختطفين، كما أن لدينا فى الرابطة مركزا قانونيا مختصا بمتابعة الجهات القانونية فيما يتعرض له أبناؤنا من انتهاكات جسدية ونفسية، ونعرض هذا على مجلس حقوق الإنسان والأمم المتحدة ومجلس الأمن. وتشير سماح أحمد إلى أن لديها تجربة شخصية مع الاختطاف، حيث إن لديها ولدين تعرضا للاختطاف من قبل الحوثيين وأفرج عنهما مؤخرا، وتحكى قائلة: «نزلوا زى كل يوم لمدرستهم فى أمانة صنعاء، وكانوا فى مدارس خاصة، وسنهم وقتها كان 16 سنة و17 سنة، وفى منتصف اليوم الدراسى هجمت الميليشيا على عدد من المدارس فى صنعاء وخطفوا الأولاد، ولادى كانت مدة احتجازهم ثلاثة أسابيع منها أول 10 أيام كانوا مختفين قسريا، لا أعلم عنهم أى شىء مع أنى روحت مكاتب الأمن الوطنى والسياسى والمراكز وسألت عنهم، محدش رضى يعطينى أى معلومة تهدى النار اللى جوايا.. كنت ماشية فى كل مكان أدور عليهم زى المجنونة». وتستكمل: «لجأت لناس توسطت لنا عند الحوثة وبلغونا بالتليفون أنهم موجودين فى عمران داخل ملعب نادى عمران، ودفعنا مبالغ مالية عشان نقدر نزورهم، فدفعت للطفل الواحد 50 ألف ريال يمنى، وشفتهم على مسافة 60 مترا وبيننا قضبان حديدية وبالكاد رأيت شكلهم، وبعدها بأيام تم الإفراج عنهم ومعهم عدد آخر من المختطفين، بدعوى أن ذلك مكرمة من عبدالملك الحوثى بمناسبة عيد الأضحى». وتتابع: «أولادى خرجوا وهم فى حالة نفسية سيئة جدا، وقالوا لى إنهم كانوا 100 طفل فى غرفة صغيرة مظلمة، بالكاد يقفون متراصين فيها ولا مكان فيها للتهوية، ولا يسمح بدخول دورة المياه إلا مرة واحدة فقط، وكانوا يقدمون لهم طعاما فاسدا»، وتواصل: «الأولاد قالوا لى أيضا إن الحوثيين أحضروا لهم ملازم دينية وألزموهم أن يحفظوا ما بها، وأحضروا مدرسا يشرح لهم ما فيها، وبعدها بيوم يسألهم حفظوا أم لا واللى مش بيحفظ يتعاقب، وكانت تحتوى على تفاسير خاطئة لآيات من القرآن». عالية ناجى: «دفعت علشان أنقذ ابنى» من سماح إلى قصة الحاجة عالية ناجى، وهى سيدة مسنة، بالكاد تستطيع أن تتكلم، لكنها تقول إنها غالبت شيخوختها وذهبت لسجون الأمن السياسى والوطنى فى صنعاء، وشاركت فى عضوية رابطة أمهات المختطفين، حتى تدافع عن «ضناها» بكل ما أوتيت من قوة، وتواصل: «كان عندى ولدين، واحد 29 سنة والتانى 23 سنة، وكانوا بيشتغلوا فى صنعاء، وأخوهم الكبير كان مذيع فى قناة تابعة للشرعية، وحبوا ينتقموا منه فخطفوهم وأخفوهم، ودورت عليهم كتير فى سجون صنعاء و السجن المركزى، لكن مفيش حد دلنى ولا سمحوا لى بالزيارة، وبعدها جانا خبر واحد منهم وأنهم استخدموه درع بشرى فى مكان تخزين أسلحة، ومات ومخدتش جثته، والتانى دفعت له 70 ألف ريال عشان أنقذه بوساطات قبلية، وخرجته بس عنده مشاكل فى الذاكرة وفى ساقه اليمنى». وعن سبب انضمامها للرابطة، قالت: «مش عاوزة حد يتكوى على ضناه، ونفسى العيال ترجع لأهلها، ولازم أدافع عن حقوق اللى زى ابنى لآخر نفس فى حياتى». شيماء: «عمى عذبوه لمدة عامين» تحكى شيماء عبدالحميد، من عضوات الرابطة، قصة عمها سمير الضبيانى مع الخطف، وتقول: الميليشيا اختطفته من إحدى نقاط التفتيش، حيث وجدوا معه أوراق الإعداد لمؤتمر عن السلام فى اليمن، واتهموه بأنه يعمل لصالح الحكومة الشرعية، واحتجز لمدة عامين، وكان يتم تعذيبه يوميا، والتحقيقات معه تتم تحت الضرب بالهراوات، وأعطوه أيضا ملازم دينية لتغيير معتقداته بما يتوافق مع عقيدتهم، ثم وضعوه فى معسكر هيبال بمحافظة ذمار كدرع بشرى، لكن إرادة الله أنقذته ثم خرج فى صفقة تبادل أسرى، وكان ابن عمتى قد اختطف أيضا ووضع معه فى نفس المعسكر، لكنه استشهد وظلت أسرته تبحث عن الجثة ثلاثة أيام و لم يجدوها، وعلموا أن الحوثيين احتجزوها للمقايضة عليها بمبالغ مالية، ووافقت أسرة عمتى على دفع 400 ألف ريال مقابل جثة ابنهم الذى قتل فى المعسكر، وأخذتهم الميليشيا إلى مكان سرى مخصص لإخفاء الجرحى الذين يبقون دون رعاية طبية ينتظرون الموت، مشيرة إلى أن عمتها أخبرتها أن غرفة الجرحى تجاور غرفة الجثث. وأضافت شيماء: نحن أمام كل هذه الجرائم نسعى بكل جهدنا من أجل أن يعرف العالم قضية المختطفين والأسرى، ونتواصل مع منظمات حقوقية عربية ودولية، والحكومة الشرعية، ومجلس الأمن، والصليب الأحمر، ومن خلال تواصلنا مع كل هذه الجهات تم الإفراج عن حوالى 10 حالات من المختطفين، بالإضافة إلى أننا نهتم بأسر المختطفين، ونقدم لهم الدعم المادى، ونساعدهم فى أن يتوصلوا لمعلومات عن أبنائهم المختفين قسريا. «أم منصور»: تعرضت للاعتداء بالضرب والاحتجاز أما أم منصور، وهى عضوة بالرابطة أيضا، فكان لها نصيب من الاعتداء الحوثى، ففى ذات يوم خرجت للمشاركة فى مظاهرة نسائية أمام مقر إحدى المنظمات فى الحديدة، للمطالبة بالإفراج عن المختطفين وإعادتهم لأهاليهم، وتقول: هجموا علينا بالغازات المسيلة للدموع واعتدوا علينا بالضرب، واحتجزونا فى مبنى البحث الجنائى بالحديدة، وفتح معنا شخص يسمى «أبورعد» تحقيقات مطولة، ووجهوا لنا أسئلة من نوعية: «إنتوا بتعملوا لصالح مين، وهل تتبعون الشرعية، ومن يخطط لكم المظاهرات؟»، وهددونا لو خرجنا مرة ثانية فى مظاهرات سوف يقتلوننا، وبعدها أطلقوا سراحنا. تضيف أم منصور أن من أصعب الحالات الإنسانية التى مرت عليها كانت لأحد المختطفين، يدعى خالد حيدر، من محافظة ذمار، وتم تعذيبه بالعصى الكهربائية حتى الموت، وكان مواطنا عاديا، لم يشارك فى أى مظاهرات، ولم يكن له أى نشاط سياسى أو اجتماعى، وحاولنا التواصل مع أسرته لمعرفة مزيد من التفاصيل لكنهم خافوا من بطش الحوثيين ورفضوا يتكلموا. أما على محمد، 35 عاما، من محافظة أب، فقد أخفى قسريا لمدة ثلاثة أيام، بعدها أخرجوه لزوجته جثة هامدة، حيث تعرض لتعذيب ممنهج بخلع أسنانه وعينه اليسرى، وصعقه كهربائيا. الحاج على.. الموت ضرباً! لا تراعى ميليشيا الحوثى حرمات، ولا يعرفون أديانا أو قوانين ولا حتى قواعد للحرب، ولا يستثنون امرأة أو مسنا، وقصة الحاج على السودى خير شاهد على ذلك، فالرجل المسن خرج يبحث عن ابنه «محمد» المختطف منذ أشهر ولا يعلم أين هو، وذات يوم قرر أن يجلس أمام سجن الأمن السياسى بصنعاء عله يسمع عن ابنه خبرا يطمئنه، وعندما سأل المجندين عن ابنه انهالوا عليه ضربا حتى سقط مغشيا عليه، ونقل للمستشفى، لكنه كان قد فارق الحياة دون أن تتحقق أمنيته الوحيدة بلقاء ولده. تعذيب حتى الإعاقة قصص وحالات التعذيب على أيدى الحوثيين لا تنتهى، لكن قصة «أنس السرارى» تستوقفك كثيرا، فهو مدير رابطة الأمل للمقعدين، وأحد ضحايا التعذيب فى سجن الحوثيين، فهو مصاب بشلل نصفى أقعده تعذيب الحوثيين الممنهج للجلوس على كرسى متحرك، وحكى لنا تفاصيل ما تعرض له قائلا: «كنت طالبا فى السنة الرابعة بكلية الهندسة «مدنى»، وأطمح فى أن أكمل تعليمى ثم أؤسس عملا خاصا بى أو مشروعا، وفى الأول من سبتمبر 2015، وأنا ماشى فى أحد شوارع صنعاء سمعت صوت سيارة، وبعدها حد جه من خلفى وضربنى على الجزء خلف الرأس وفقدت الوعى، وحين أفقت وجدت نفسى معصوب العينين، وداخل سجن الأمن السياسى، وأفقت على الركل والضرب، وظللت بعدها شهرين أتعرض للتعذيب بشكل مكثف يوميا، ولتحقيق مفتوح معظم ساعات النهار، يكررون نفس الأسئلة عما كنت أكتبه على الفيس بوك منذ سنين، ولماذا أعارضهم، و لصالح من، وغيرها من الأسئلة، وقبل أن أفتح عينى بصمونى على أوراق». وتابع: منذ أن دخل الحوثيون صنعاء كان شغلهم الشاغل تكميم الأفواه، وقتل واعتقال أى واحد معارض لهم ولفكرهم، ذلك الفكر الذى لا يقبله عقل، والقائم على الطبقية وتغيير الثوابت الدينية والعقائدية، وقد وجهوا لى تهما، مثل عدم احترام آل البيت، والتحريض ضدهم، وغيرها من التهم، وطوال شهرين كنت أتعرض للضرب ليلا ونهارا بالعصى العادية والكهربائية، والتعليق على الحائط، أو الوقوف على أطراف الأصابع لمدة 23 ساعة، وواصل: «ذات يوم أثناء جلسات التعذيب تم ضربى بعصا بمؤخرة رأسى فأصبت بغيبوبة لمدة لا أعلمها، ولما أفقت لقيت نفسى ملقى على الأرض بأحد السجون، وحاولت أقف على قدمى لكن مقدرتش، وكنت مش عارف إيه اللى حصل، لكن ظللت كده 3 أشهر ثم أتى الطبيب الخاص بيهم ونقلنى على المستشفى، وبعدما تأكدوا أننى أصبت بالشلل أطلقوا سراحى وكنت أمضيت حوالى 9 أشهر». وأوضح أنهم وضعوه خلال أول 3 أشهر فى حبس انفرادى، والأكل إما أرز مخلوط بحشرات أو فاصوليا بماء المجارى، وتابع: «أحضروا لى كتبا وكلفوا شخصا اسمه أبوعقيل كى يدرس لى هذه المواد، التى تعتمد على الفكر والمذهب الشيعى، وتعظيم عبدالملك الحوثى، وتعظيم وتمييز آل البيت، ودفع الخمس من كل أموالك، ودفع الأطفال للتجنيد من أجل آل البيت، وجميع كتبهم تتضمن سبا فى السيدة عائشة والصحابة، وهم يعلون من شأن الخمينى وحسن نصرالله، ويقولون إن القرآن كان هينزل على على ابن أبى طالب ونزل على الرسول بالخطأ، وهى نفس الملازم التى يدرسونها للأطفال المجندين»، ويؤكد أنس السرارى أنه دفع لسماسرة الحوثى ألف دولار ليهربوا أخاه حتى لا يأخذوه فى التجنيد. ويشير إلى أنه كان معه فى السجن 15 شخصا غيره، منهم من كسرت يده، ومنهم من قلعت عينه، والبعض تعرض لاعتداءات جنسية بإدخال العصا البلاستيكية من الخلف، والمصاب يتم بعد ذلك تعليقه بدلا من الضرب، موضحا أن أخاه كان يحاول معرفة طريقه ويطمئن عليه، فقبضوا عليه، وتابع: هم دائما يفصلون الأخ عن أخيه إذا سجنوا فى نفس التوقيت، أو الأب وابنه، وأنا خرجت وأخى لا يزال عندهم، وهذا تكنيك يتبعه الحوثى، وقبل أن يفرج عن شخص يضمن سكوته بشخص آخر من أسرته أو أقاربه يظل فى محبسهم، وبالتالى من يطلق سراحه يظل مهددا. ويؤكد السرارى أن الحوثيين يتاجرون فى جثث الموتى، وبالأخص من الأسرى، و لكل أسير سعر حسب قيمة الشخص، فالقيادى 4 ملايين ريال، والشخص العادى من مليون إلى مليون ونصف، هذا غير عمولة السماسرة، مشيرا إلى أنه لا يوجد أدنى اهتمام من الأمم المتحدة باليمنيين، والمرة الوحيدة التى زارت الأمم المتحدة السجون كانت من أجل بريطانى ضمن من ألقى القبض عليهم فقط، مضيفا أن موقف المنظمات الدولية مخزٍ، وهى تدعم الحوثة بدلا من إدانتهم. وحول الأوضاع فى صنعاء، يقول: «الجميع يعيش أخرس وذليلا لا يمكنه الحديث أو حتى مجرد السؤال عن شىء، مثلا دبة الغاز منذ عام كانت بـ 1500 واليوم هى بـ 8000 والناس ساكتة، رغم أن وسائل المواصلات شبه متوقفة تماما، وأبناؤهم يموتون قدام عينيهم من قلة الأدوية وتوقف الرعاية الطبية للغلابة، ومازالوا يصمتون أيضا، وأى شخص من صنعاء ممنوع يسافر إلا بإذن كتابى من الحوثيين، ولابد أن يكون بسبب مهم يقنعهم به، ولكل حارة شيخ من الحوثة يبلغ القيادات الحوثية بأى معلومات عن تحركات أى شخص فى الحارة التى تقع تحت سيطرته، مضيفا: «هناك أيضا مشرفون فى الأشغال، وكل منهم يرفع تقارير عن كل شخص عنده، بمعنى أنه نظام متكامل لإحكام القبضة على الشعب فى صنعاء، أيضا محدش بيخرج بعد المغرب وإلا أنت وحظك، وقد يتم اعتقالك، أو الاعتداء عليك». ويشير إلى أن رابطة الأمل للمقعدين تستهدف دمج المقعدين فى المجتمع ورعايتهم نفسيا وصحيا واجتماعيا، وتشجيعهم على الانخراط فى سوق العمل، وأن يكونوا منتجين، بدلا من أن يكونوا عبئا على المجتمع، وأضاف: «نحن من خلال هذه الرابطة ننظم دورات مختلفة لتدريب المعاقين، ولدينا 300 عضو حتى الآن، كلهم ضحايا انتهاكات للحوثيين، ومنهم 50 من ضحايا الألغام من مأرب وشبوة والبيضاء، ومعنا ضحايا الكاتيوشا، وضحايا التفجيرات العشوائية بعد الحرب». وواصل: نحاول بالتعاون مع الحكومة الشرعية توفير مراكز تدريب لهؤلاء المعاقين لتأهيلهم لسوق العمل، وإيجاد فرص أو مشروعات صغيرة يعملون بها، فضلا عن دفع الحكومة لأن تصدر تشريعا لصالح هؤلاء المقعدين، مثل تخصيص 5% من وظائف الدولة لهم. وكيل وزارة الإعلام اليمنى يحكى تجربة شقيقه تحدث الدكتور عبدالباسط القاعدى، وكيل وزارة الإعلام اليمنية، عن تجربته الشخصية التى عاين خلالها استغلال الحوثيين للضحايا، وتحويلهم لمصدر جديد لـ«البيزنس»، قائلا: «أخى صلاح القاعدى كان يعمل فى قناة سهيل اليمنية، واعتقل فى 28 أغسطس 2015 من جوار منزله، وفى البداية أخذوه لقسم الجديرى ثم نقل إلى سجن هبرة ثم اختفى قسريا 3 أشهر، وعرفنا مكانه بعدها بالصدفة، وتعرض لأنواع تعذيب قاسية وفى سبتمبر 2015 اتصل بنا هاتفيا لمرة واحدة.. كان فى حالة صعبة يحكى عن حبسه انفراديا تحت التعذيب المشدد، لأنه رفض يردد الصرخة المعروفة لدى الحوثى «الله أكبر الله اكبر.. الموت لإسرائيل..الموت لأمريكا»، وقد ظل عاما فى سجن هبرة». ويستكمل الدكتور عبدالباسط حديثه، قائلا: «فى منتصف 2016 أضرب أخى عن الطعام فأخفوه، وتم اكتشاف مكانه فى سجن الأمن السياسى، وحرمنا من زيارته لمدد طويلة، وكنا ندفع مبالغ مالية عشان نزوره، فهم لا يتركون شيئا إلا ويستغلونه، والزيارة لها شروط قاسية، فهى لا تزيد على ربع ساعة، وتكون على مسافة تتخللها حواجز أسمنتية وشباك وليست منتظمة فيسمح بها مرة، وتمنع 3 أشهر، حتى أن والدى جاء من قريته ومكث ثلاثة أشهر فى صنعاء أملا فى أن يرى ابنه ولم يسمحوا له وهو مشلول، ويعانى من عدة أمراض جراء صدمته فى ابنه». وتابع: نظرا لحالة والدى الصحية المتدهورة بسبب أزمة صلاح، حاولنا اللجوء للتفاوض حول المبلغ المطلوب لإطلاق سراحه، رغم أن الصحفيين تحديدا يعتبرهم الحوثيون غنائم كبيرة، قد يقايض بهم فى صفقات سياسية، أو يطلب مبالغ كبيرة جدا، وبالفعل نحن دفعنا أكثر من مرة عبر وساطات قبلية وسماسرة حوثيين يتقاضون هم أيضا عمولات خاصة عن هذا الأمر، وفى كل مرة أكثر من مليون ريال يمنى دون جدوى، فهى عملية «بيزنس» وتصل للنصب والاحتيال أحيانا، وواصل: تلقيت رسالة تقطر ألما من أخى قال لنا فيها: «الرعب النفسى الذى يمارس علينا يوميا أصعب من الأذى الجسدى، فهم يقولون لنا لن تروا النور مرة أخرى، وحياتكم ستنتهى بين جدران سجوننا». من جانبه يقول الدكتور محمد عساكر، وزير حقوق الإنسان اليمنى، إن سلوك الحوثيين تجاه الجثث، واستغلالها فى الحرب الدائرة يخالف كل أعراف حقوق الإنسان، التى تشدد على التعامل مع جثامين القتلى بإنسانية، وطبقا لإحصائيات الوزارة فهناك 2866 حالة إخفاء قسرى فى اليمن خلال 3 سنوات، منذ الهجوم الحوثى فى 2015، و13 ألفا و 938 حالة اعتقال تعسفى، و16 ألفا و804 حالات تعذيب فى سجون الميليشيا، فيما يشير الدكتور عرفات حمران، رئيس منظمة رصد للحقوق والحريات، إلى أنه وطبقا لإحصائيات المنظمة فقد بلغ عدد حالات التعذيب 1393 منهم 7 أطفال بينما بلغ عدد المختطفين 17742 خلال ثلاث سنوات منذ 2015 حتى 2018، منهم 58 من النساء و268 طفلا، ومعظم الحالات التى يتم الإفراج فيها عن مختطفين تكون بمقابل مادى يتدرج من 100 ألف ريال حتى 2 مليون ريال، وكل مختطف له سعر حسب مركزه السياسى أو الاجتماعى أو عدد المتابعين له بصفحات التواصل الاجتماعى، أما الأسير فيدخل فى صفقات التبادل والمقايضات. وأضاف أن هذه الأفعال المشينة تتجاوز نصوص مسودات القانون الدولى، ومنها اتفاقية لاهاى الخاصة باحترام قوانين وأعراف الحرب البرية، فضلا عن قانون العقوبات اليمنى، الذى ينص على احترام الجثامين وعدم نبش القبور، وبحسب المادة 262 من قانون العقوبات يعاقب من اعتدى على حرمة الموتى بالحبس مدة لا تزيد على سنة أو بغرامة لا تتجاوز ألفى ريال.


























الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;