أول صحيفة مصرية على جبهة الحرب " الحلقة9".. 30 يوما ترصد جرائم الحوثيين.. أطفال اليمن مجندون بالإكراه فى معسكرات الحوثيين.. الميليشيات تخطف الأطفال من المنازل والمدارس وتغتصبهم وتجبرهم على حمل السلاح

- وزارة حقوق الإنسان: جندوا 10 آلاف طفل فى 3 سنوات -حكايات مروعة من داخل مركز إعادة تأهيل الأطفال المجندين تكشف جرائم الحوثى بحق أطفال اليمن -سيف: كنت فى السوق وأخدونى "الحوثة" بالعافية وكلبشونى لحد الجبهة -محمد: كانوا بيقولوا لنا عبدالملك الحوثى هياخد بأيديكم للجنة ويدونا دروس فى سب الصحابة والسيدة عائشة الأطفال هم من يدفعون ثمن الحروب غاليًا من حاضرهم ومستقبلهم، إذا تبقى لهم من بين دخان الحروب مستقبل، وفى اليمن تتعدد انتهاكات الحوثيين بحق الأطفال ما بين التشريد والتهجير والاختطاف وصولا إلى القتل، أو التجنيد عنوة فى صفوف الميليشيا فى خرق واضح لكل مواثيق ومعاهدات وقوانين حماية الطفل وحقوق الإنسان. ميليشيا الحوثى وحينما ضاق الخناق عليها، بعد قتل عدد كبير من عناصرها على جبهات القتال من ناحية ورفض اليمنيين الانصياع لتهديداتهم والانضمام لصفوفهم من ناحية أخرى، لجأت إلى أحط الأساليب بخطف الأطفال عنوة من الشوارع والمدارس والمنازل وإجبارهم على حمل السلاح والانضمام لصفوف الميليشيا، ما دفع آلاف الأسر إلى اختيار النزوح طواعية حماية لأبنائهم من المصير المجهول على جبهات القتال. طبقًا لإحصائيات وزارة حقوق الإنسان اليمنية، فإن عدد الأطفال الذين تم تجنيدهم فى صفوف الحوثيين يبلغ 10 آلاف طفل خلال الفترة من 2015 حتى 2018، وفى مركز إعادة تأهيل الأطفال المجندين التابع لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لدى جبهات الحوثى بمأرب، وجدنا عددًا كبيرًا من هؤلاء الأطفال العائدين من جبهات المعارك المختلفة بمحافظات اليمن.. تختلف المناطق التى أتوا منها.. لكن يجمع بينهم مأساة أن تكون طفلا وبدلا من أن ترتدى الزى المدرسى فإنك ترتدى عنوة لبس الجندية، وبدلا من أن تحمل القلم وحقيبة الدراسة فإنك تحمل سلاحًا هو فى الغالب أثقل من جسد نحيل منهك من سوء التغذية حينًا ومن غيابها أحيانًا.. بعض هؤلاء الأطفال تم تسليمهم من قبل قوات التحالف لإيداعهم بالمركز، الذى التقينا فيها أيضًا مع المسؤولين عن التدريب وإعادة التأهيل لنتعرف على الصعوبات التى يواجهونها فى إعادة ترميم ما دمره الحوثيون داخل عقول وأذهان هؤلاء الأطفال فهم لم يكتفوا فقط باستغلالهم على الجبهات، بل سعوا لتعبئة رؤسهم بالفكر الطائفى ونشر المذهب الشيعى وتلقينهم تفاسير مغلوطة للآيات القرآنية، وكل هذا بخلاف الآثار النفسية المترتبة على حملهم السلاح فى هذه المرحلة المبكرة من العمر. الطفل سيف: أخدونى بالعافية من السوق وسط العشرات من زملائه الذين جمعهم مصير واحد، وجدناه جالسًا هادئًا، يملأ عينيه الخوف لمجرد أن يتحدث، لعل هذا ما تركه الحوثى بداخله، بالكاد يجيب عن السؤال.. روى الطفل سيف عبدالله «10 سنوات» قصته قائلا: «أنا من محافظة عمران كنت أحارب على الجبهة مع الحوثيين»، وعن كيفية انضمامه لصفوف الحوثيين قال بلهجته البدوية: «أنا كنت فى يوم بشترى حاجة من السوق وجم الحوثه بزونى «أخذونى»، ولما مرضتش حملونى وكلبشونى بالعافية، بعدها صرت أقاتل معهم». صقر: قعدونا على الجبهة شهرين استكمل معنا الحديث طفل آخر هو صقر متعب «11 سنة»، حكى قائلا: قالوا لنا هنجيب لكم أسلحة وتبقوا معنا، وخدونا طلعونا على الجبهات وبقينا نديهم الماء والكدم «الخبز»، وقعدونا هناك شهرين ما نشوفش حد غيرهم وحاربت معهم فى معركة العديسات، بعدها روحنا فى مكان تبعهم فى صنعاء جالسين بس نقرأ ونتعلم الكتب اللى هم جابوها وييجى المدرس يشرح وتانى يوم يشوف مين حافظ ومين لا ويبلغ المشرف، واللى مش حافظ ياخدوه من غرفتنا للحبس الانفرادى». وعن مشاهداته خلال تلك الفترة قال: «كنا نشوف صور الخومينى جنب صور عبدالملك الحوثى على حيطان الغرف هناك، ولازم كل يوم يعملوا جلسة استماع لمحاضرة من محاضرات عبدالملك الحوثى، كانوا يتجمعوا كلهم فى غرفة اسمها غرفة استماع ويجلسوا عشان يسمعوا». وعن الطعام الذى كان يأكلونه خلال فترة وجودهم لدى الحوثيين قال: «كانوا يدونا قدوم وإيدام مر محدش يقدر ياكله، ووجبة واحدة فى اليوم». ناصر: كانوا يعطونا برشام كل يوم يكشف لنا الطفل ناصر محمد «13 عامًا» مزيدًا من أسرار معسكرات الحوثيين قائلا: «خدونى من المدرسة أنا و7 من زمايلى قالوا لنا هنوديكم دورة تدريب، طلعونا نركب على سيارات الطواقم، ووصلنا مكان مظلم لا عدنا نعرف فيه الليل من النهار زى بدروم صغير تحت الأرض فى صنعاء، وأمرونا بالتعظيم فى عبدالملك الحوثى.. كنا لازم نقول سيدى ومولاى عبدالملك الحوثى وإلا يضربونا». وعن الدروس الدينية التى تلقوها هناك قال: «دايما يعلمونا السب فى الصحابة ونساء المؤمنين ومنهم السيدة عائشة، بينما نعظم الحسن والحسين بس وعلى، ويقولوا لنا إن الوحى نزل على «على كرم لله وجهه» وليس على الرسول محمد والرسول هو الأخ الأكبر لعلى وأن عمر بن الخطاب وعمرو بن العاص وعثمان سرقوا الخلافة من «على»، وأحضروا لنا أحاديث نبوية، وطلبوا أننا نحفظها وتانى يوم نسمعها، واللى يرفض يروح حبس انفرادى ويعذبونه، مثل ابن خالى اللى لسه محبوس لحد دلوقت لأنه رفض حفظ الآيات». يواصل «ناصر»: كانوا يدربوننا على حمل السلاح فى الشمس الحارقة، فى الجبل، والبعض تعرض للاغتصاب ومنهم صاحبى ولسه عندهم وكانوا يعطونا حبوب بيضا كل يوم ويقولوا لنا اشربوها عشان تتقووا وكنت أشوف اللى ياخدوها من باقى زمايلى، وبعدها عرفنا أنها برشام منع الحمل عشان لما ننجرح ما ننزفش دم.. أنا كنت أخبيها وأقولهم أنى شربتها»، مضيفا: «شاركنا فى معركة المخا فى الساحل الغربى، زمايلى ماتوا قدامى وأنا طلعت أجرى بس الجنود مسكونى وجيت هنا». أحمد محمد: قتلوا أخويا أحمد محمد «11 سنة» قال لنا: أخويا أسامة قتل على الجبهة وإحنا استخدمونا الحوثيون بدلا من الدواب لحمل الكدم «الخبز» والمؤن لأعلى الجبهات، مش بيفرق معهم إحنا بنتعب ولا المدة التى سنقطعها، لكن لازم تنفذ الأوامر بدقة، وفى يوم رحت أجيب لهم أكل من السوق، هربت، مضيفا: كانوا يعطونا مفاتيح نعلقها فى أيدينا عشان لما نموت على الجبهة ندخل بها الجنة. أما الطفل ناجى ناصر «14 سنة» فيقول: «كنا من النازحين أنا وأسرتى من صنعاء إلى المخا وفى يوم بعد ما خرجت من المدرسة أنا وصاحبى كنا ماشيين على الطريق جاءوا الحوثة وشالونى فوق سيارة عليها طاقم مسلح ومحدش من الأهالى قدر يعمل أى حاجة لإنقاذى، خوفًا من الحوثة، مضيفا: كانوا يعطونا حبوب تخلى الواحد يدوخ بعدها، وماكناش نقدر نقول لا، وإلا نتعاقب. الطفل يحيى: أكلونا القات المآسى داخل مركز إعادة تأهيل الأطفال العائدين من صفوف تجنيد الحوثيين متعددة، وبينها ما يحكيه الطفل يحيى صالح «12 سنة» يقول: أخدونا من بيوتنا وكنا نتدرب طول اليوم على حمل السلاح وأجبرونا على أكل القات وبرشام صغير ما نعرفش أيه هو، بس بيدوخنا، ونبقى مش حاسين بحاجة وبعدها يجبرونا نقلع هدومنا». واستطرد يحيى: واحد زميلى فى العنبر قالهم: أنا عاوز أطمن أبويا عليا وأقوله أنا فين، خدوه صعقوه بالكهربا وجلدوه قدامنا كلنا وبعدها بيومين مات، وقالوا لنا: «علشان محدش يفكر يعمل كده أو يجيب سيرة أهله تانى، أنتم مجندين يعنى فى مهمة مقدسة، ومفيش حاجة اسمها أبويا أو أمى، محدش هيتصل بأهله تانى، أنسوهم، أنتم هنا للجهاد عشان فى الآخر تفوزوا وتاخدوا مفتاح الجنة من مولاكم عبدالملك الحوثى». عبدالحميد: تعرضنا للاغتصاب عبدالحميد السيد «14 سنة» يحكى تفاصيل ما تعرض له: «أخذونى من بيتى وسط أهلى، وأبويا حاول يمنعهم فضربوه ووقع على الأرض، وأنا أكبر إخواتى، رحت معهم على منطقة المخدرة، وبالليل جابوا لى سلاح عشان الصبح أطلع الجبهة فى معركة صرواح، وكنا نشوف زملاءنا مرميين على الأرض مجروحين ومحدش بيحاول ينقذهم، وبالعافية نعرف إذا كان مصاب أو لا لأنه مفيش دماء، كان ممنوع نقرب من أى جثة، لكن نستمر فى عملنا وبس. ومن المشاهد التى رآها هناك قال: أيوه تعرضنا للاغتصاب ومحدش يقدر يفتح خشمه، وكانوا يحرقونا فى «محامى» ونجلس فى الصحرا ساعات طويلة عشان نتدرب على حمل واستخدام السلاح، وسط حرارة الصحرا الحارقة وبدون ما نشرب نقطة ماء واحدة». وتابع: «هم يقولوا عن عبدالملك الحوثى أنه نبى وأن القرآن نزل على عليه وليس الرسول محمد، وكانوا يقولوا على الحكومة الشرعية أنهم «دواعش»، مشيرًا إلى أنه أمضى لدى الحوثيين عامًا ونصف العام، وهرب ليلا هو وزميل له. محمد «14 سنة» يقول: أنا كنت فى السوق وجه اتنين شدونى من دراعى وأخدونى، من وقتها ما شفتش أبويا وأمى، ووضعونى فى غرفة فيها عيال غيرى كتير ومنهم اللى بيعيط لأنهم صغيرين يمكن 8 سنين و7 سنين، ومن وقت ما دخلت أعطونى لبس قالولى ده لبس الجندية، أنت هتقاتل وهتربح الجنة، وعبدالملك الحوثى هو من يأخذ بأيديكم للجنة بالجهاد، بعدها أعطونى كتب وقالولى اقرأها كويس وفيه مدرس هيشرح لى اللى أنا مش فاهمة، بس أنا ما قريتش لكن كانوا كل يوم يسألونى وهددونى بالضرب والتعذيب لو ما قرتش الكتب فبديت أقرأ». ويواصل: بعدها كان ييجى المدرس كل يوم يشرح وكلها حاجات غريبة أول مرة أسمعها، كانت المناهج تركز على سب السيدة عائشة وأمهات المؤمنين، وتحرض على كره أبى بكر الصديق وعمر بن الخطاب. صعوبات ناظرة العمرى، المشرفة التربوية على إعادة تأهيل الأطفال فى المركز بدأت بتوضيح أن المشروع بدأ منذ أربعة أشهر، ويشمل أربع مراحل، وكانت نتيجة المرحلتين الأولى والثانية تخريج 4 دفعات تم تأهيلها نفسيًا وتربويًا بإجمالى 81 طفلا تتراوح أعمارهم بين 8 إلى 14 عامًا، وتضيف ناظرة، أنه تم استقبال هؤلاء الأطفال من محافظات مأرب والجوف وتعز وعمران، مبينة أن المرحلتين الثالثة والرابعة تستهدفان 81 طفلا من كل المحافظات، وتم الانتهاء من 27 طفلا منهم، ليكون إجمالى من تم تأهيلهم 107 أطفال وتم إلحاقهم بالمدرسة، وواصلت: نظل نتابع مع الأسرة والمدرسة مدة 3 أشهر حتى نطمئن على الطفل، لكن المشكلة أن مدة التدريب غير كافية، لأن بعضهم لديه تشبث بأفكاره وإصلاحه يحتاج وقتا أكبر. وتقول ناظرة العمرى: اكتشفنا تعرض بعض هؤلاء الأطفال للاغتصاب وتعاطى البعض الآخر للمخدرات، مبينة أن إعادة التأهيل تتم على عدة محاور تشمل الجوانب النفسية والتربوية والاجتماعية والثقافية، كما تشمل الجوانب الدينية أيضًا لأن هؤلاء الأطفال تم تلقينهم بأفكار الحوثيين والمذهب الشيعى وإقناعهم بأن القتال جهاد سيدخلهم الجنة، فضلا عن تعليمهم طقوسًا مخالفة للسنة فى الصلاة، وبينها أن يقوم الطفل بما يسمى بالسربلة ومنعه من أن يردد «آمين» فى نهاية سورة الفاتحة، وتابعت: وجدنا معهم مفاتيح ولما سألناهم قالوا «دى مفاتيح الجنة». وواصلت أنه تم تلقين هؤلاء الأطفال تفاسير مغلوطة للآيات القرآنية، ولمعالجة ذلك نستعين بخبراء تربويين ورجال دين، وأحيانًا نجد صعوبة كبيرة فى تغيير أفكار بعض الأطفال وهم يتشبثون بما تلقونه عند الحوثيين، وحالات قليلة تحاول الهرب والعودة إلى الحوثيين مرة أخرى لأن «معمول لهم غسل مخ». بدوره أكد لنا سليمان الوفى، منسق مشروع إعادة التأهيل للمجندين، أن المركز يستعين بمتخصصين لتصحيح المعلومات لدى الأطفال، وخاصة فيما يتعلق بالنواحى الدينية، مضيفا أنهم يتلقون العديد من الدورات التأهيلية والنفسية، فضلا عن الحرص على إدماجهم فى الأنشطة المختلفة والألعاب الجماعية لتحسين السلوك العدوانى لديهم، إلى جانب ممارسة الرياضة والاستعانة بالرسم، ولعب الأدوار والمحاكاة وتنظيم رحلات ترفيهية ورحلات للأماكن الثقافية والأثرية فى مأرب وهى غنية بهذه الأماكن. وواصل: أيضًا نحرص على عمل توعية للأسر بخطورة التجنيد والمسؤولية القانونية المترتبة عليه، وكيفية التعامل مع الطفل فى مرحلة إعادة التأهيل حتى لا تحدث له انتكاسة، ونحن نتابعهم بشكل دورى. المنظمات الدولية تدعم ممارسات الحوثى يقول الدكتور عرفات الحمير، رئيس منظمة رصد لانتهاكات حقوق الإنسان: أطفال اليمن أصبحوا وقودًا لحرب الحوثى، وهم يستغلونهم أداة رخيصة فى الحروب وقد قتل منهم المئات وأصيب آخرون بإعاقات دائمة، مبينا أن أساليب الحوثى للحصول على مجنديه من أبناء اليمن متعددة، ومنها تنظيم حملات إجبارية للتجنيد واختطاف الأطفال أو الشباب عنوة وإرسالهم للجبهات ويظلون مقيمين بها، والبعض يتم إغراؤهم بالمال، كما يستخدم الحوثى المساجد لاستقطابهم من خلال الترويج لفكرة أن القتال سيدخلهم الجنة، ويستخدمون أيضًا شيوخ القبائل فى جمع المقاتلين من الأطفال، وكثير من أسر هؤلاء الأطفال يخشون التحدث والإفصاح عن أن لديهم أطفالا مجندين خشية الانتقام منهم. أضاف حمران، الغريب أن اليونيسف بادرت بتقديم دعم مادى للمدارس الخاضعة لسيطرة الحوثيين للصفين الثالث والرابع، وكانت النتيجة أنهم غيروا المناهج وجعلوها تحث على الفكر الشيعى والاقتتال والعداوة بين أبناء اليمن والطائفية، مبينا أن «اليونيسيف» اعتذرت بعد ذلك عن هذا الأمر، ولكن بعد أن كانت المناهج الحوثية وصلت إلى كل طالب وبات التحكم فى الأمر صعبًا، معتبرا أن المنظمات الأممية تعمل بشكل مهادن كثيرا مع الحوثيين وتمثل لهم غطاء «وهذا موقف غير مفهوم». أما سماح حديد بالمكتب الإقليمى لمنظمة العفو الدولية فتشير إلى أن اختطاف الأطفال من ذويهم وإجبارهم على حمل السلاح فى هذه السن ووضعهم على خطوط النار أمر يثير الفزع، مضيفة أن الأطفال يفقدون البراءة ويفقدون حقوقهم التى هى حقوق أصيلة بكل بلدان العالم. حبوب منع الحمل تعرض الأطفال للموت الدكتور عيدروس الميسرى رئيس دائرة شئون الجرحى والإخلاء الطبى بعدن، أكد أن الحوثيين لجأوا لاستخدام الأدوية بشكل يخدم مصالحهم ويعرض حياة الأطفال المجندين للخطر فقد تم العثور على عدة أنواع من الأدوية بحوزة المجندين سواء فى المنازل أو مواقع الجبهات أو فى الكهوف وأيضا فى ملابسهم وحقائبهم المصاحبة لهم اثناء القتال، كاستخدام الأدوية والعقاقير النفسية وهرمونات النمو والهرمونات الجنسية وحبوب منع الحمل الذى يعلم عنه الجميع أنه مثبط ومانع للحمل ولكن الحوثيون يستخدمه لإيقاف النزيف أثناء المواجهات فى المعركة رغم أن له مضاعفات خطيرة قد تؤدى إلى الوفاة. وأيضا تزوديهم لمقاتليهم بأنواع مختلفة من الفيتامينات التى تجعل من يشربها لا يشعر بالجوع لعدة أيام وهذا له تأثير سلبى وخطير على صحتهم. وأيضا تم العثور على أصناف مختلفة من الأدوية المؤثرة على الجهاز العصبى والتى تجعل متعاطيها شخص هائجا وتشعره بالشجاعة المجنونة ويكون فاقدا لوعيه وفى حالة من الجنون الهستيرى تحت تأثير مفعول هذه الحبوب. وشاهدنا ذلك واقعا بعد أسر المقاتيلن الحوثة وكانت حالتهم مختلفة جدا بعد انتهاء تأثير الدواء عليهم واعترافهم أنهم كانوا تحت تأثير الأدوية التى شربوها بأمر من قادتهم ومن الأطباء المرافقين لهم. واستخدامهم الهرمونات والعقاقير التى تعمل على غسيل المخ والتى تؤثر على قرارتهم الشخصية وعلى أدائهم القتالى فيستبدل الجندى العادى إلى ما يشبه الشخص الميت الذى بعث إلى الحياة يمشى ولا يعى ما يحصل حوله، وقد يصل لمرحلة عدم التمييز ما بين الصديق أو العدو. ولخطورة هذا الأمر فقد أولى فخامة رئيس عبدربه منصور هادى الاهتمام الكبير بتوجيهه للجهات الصحية بالعمل على رعاية الأسرى نفسيا وجسديا خاصة الأطفال منهم وإعادة تأهيلهم. تأهيل نفسى حالات الأطفال الذين يعاد تأهيلهم داخل إعادة تأهيل الأطفال المجندين لدى جبهات الحوثى بمأرب لا تقتصر فقط على العائدين من التجنيد ولكن تمتد أيضًا إلى الأطفال المتأثرين نفسيًا جراء الحروب، وقصص هؤلاء تكشف كم الألم والفزع، الذى يعيشه أطفال اليمن جراء الجرائم الحوثية.. من بين هؤلاء عبد الإله «12 عامًا»، عندما اقتربنا منه وجدناه يحاول أن يخبى إعاقة فى يده اليمنى، التى بترت من الرسغ، بسبب انفجار عبوة على شكل لعبة أطفال وضعتها أيادى الشر بحوش منزله، لكننا علمنا أنه ورغم خجله من انكشاف إعاقته يتغلب عليها بمحاولته الدائمة وبصعوبة على الكتابة بيده اليسرى التى لم يعتد عليها حتى الآن.. يقول عبدالإله: ظننت أن بداخل الكرتون لعبة جميلة وأنا كان نفسى فى لعبة، لكنها انفجرت فى، مضيفا: «أتعلم على الكتابة والأكل بيدى اليسرى ولكنى لم أتعود حتى الآن». تحدث إلينا عبدالواسع، والد الطفل، بتفاصيل أكثر عما حدث: «كنت نائمًا فى غرفتى فى الدور الثانى، بينما الأطفال يلعبون فى حوش المنزل، وأفزعنى صوت انفجار شديد وصراخ الأطفال فى ساحة المنزل ونزلت لتفقد الأطفال، فوجدت عبدالإله مصابا وحملته إلى المستشفى الوحيد فى المدينة، لكن الحادث ترك الكثير فى نفسيته ولذلك بحثت عن مركز تأهيل للأطفال المتأثرين من الحرب فى المنطقة، حتى وجدت مركز الملك سلمان الذى ينفذ برنامجًا جيدًا لإعادة تأهيل أطفال التجنيد والمتأثرين من الحرب. وزير التربية والتعليم اليمنى: الحوثيون يسعون لنشر الفكر الشيعى بتحريف المناهج حكايات الأطفال العائدين من التجنيد فى صفوف ميليشيا الحوثيين تكشف خطة الحوثى التى يعمل من خلالها على نشر الفكر الشيعى، وذلك من خلال دورات تدريبية على أيدى متخصصين يبثون سموم هذا الفكر بشكل يومى، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، وإنما يسعى الحوثى إلى إدخال مناهج تعليمية توافق معتقداته، وتسعى إلى تشكيل عقلية الأجيال الجديدة فى اليمن بالشكل الذى يريده، حملنا هذا الملف إلى وزير التربية والتعليم اليمنى الدكتور عبدالله لملس، الذى تحدث معنا عن أبعاد المشروع الحوثى لتغيير المناهج وخطة الوزارة لمواجهة هذه الكارثة التى تهدد أجيالا بأكملها، فضلا عن تأثير حرب الحوثى على العملية التعليمية. وإلى نص الحوار: يسعى الحوثيون لتغيير المناهج الدراسية بما يخدم نشر الفكر الشيعى.. ما أبعاد هذا المخطط؟ يسعى الحوثى لتنفيذ خطة شاملة لتغيير المناهج، بحيث يتم نشر الفكر الطائفى والتركيز على الدولة الفاطمية وأركان الفكر الشيعى، وذلك بطريقتين، الأولى طباعة كتب ومناهج جديدة، والطريقة الثانية التعديل على الصفحة وهذا أسلوب أخطر، وخطة الحوثى ترتكز على التعليم الأساسى وشملت تعديلات فى ثلاث مواد، اللغة العربية والتربية الوطنية والتربية الإسلامية، وبثوا من خلالها الفكر المتطرف. وكيف تواجه الحكومة الشرعية هذا المخطط؟ قمنا بتشكيل لجان لدراسة وفحص المناهج، وأصدرنا قرارا وزاريا بعدم استقبال الكتب من صنعاء، وتخلصنا من الكميات التى وصلت لنا، فـ60% من الكتب تطبع فى صنعاء، لأن بها المطبعة الرئيسية، وتمت معالجة هذا الوضع بحيث تتم تغطية احتياجات المدن المحررة من خلال مطابع عدن والمكلا. نريد أن نعرف منكم كيف ألقت حرب الحوثى بظلالها على العملية التعليمية فى اليمن؟ بالتأكيد كان التعليم من أكثر المناحى التى تأثرت فى اليمن جراء الانقلاب الحوثى، وخلال الفترة من ديسمبر 2014 حتى ديسمبر 2017، تم الاعتداء على 1406 مؤسسات تعليمية تعرضت للتدمير، سواء كليا أو جزئيا، طبقا لتقرير تحالف رصد لانتهاكات حقوق الإنسان، منها 238 حالة تدمير كلى، وأخذ الاعتداء أشكالا عدة منها ضرب المدارس بالمدفعية أو الصواريخ، وتحويل بعضها مخازن للأسلحة أو ثكنات عسكرية، والبعض تم تخصيصه لإيواء النازحين فى تعز والبيضا ومأرب وعدن. هذا بالنسبة للأثر على المؤسسات التعليمية، لكن العملية التعليمية تأثرت أيضا بسبب نزوح الكادر التعليمى ونزوح الطلاب منذ الانقلاب، ونحن عملنا بكامل طاقتنا على ألا يخسر الطالب اليمنى عاما دراسيا، وبعد التحرير فتحت المدارس وعملنا فترة تعويضية للطلاب وعملنا اختبارات وزارية بدلا من تلك التى كانت تأتى من صنعاء، وعملنا مطبعة سرية فى عدن. وكيف تغلبتم على النقص فى عدد المدارس جراء التدمير؟ أولا ضاعفنا الفترات الدراسية فى اليوم، وأصبحت فترتين صباحية ومسائية، ونفذنا برامج تدريبية لمعالجة الآثار النفسية السلبية المترتبة على الحرب وعلاج الحالات النفسية المتأثرة بين المعلمين والطلاب، خاصة بعد الفترة العصيبة التى مرت بها البلاد، فأنا كنت بمنطقة «إنما» التى تحولت لمنطقة نزوح للقادمين من كريتر وخور مكسرة التواهى، وكانت ابنتى تقف 3 ساعات للحصول على 5 أرغفة عيش، بالإضافة للحصار. وإلى أين وصلت أوضاع العملية التعليمية فى اليمن حاليا؟ العملية التعليمية مستقرة لحد كبير فى المحافظات الجنوبية المحررة ومأرب والجوف وأجزاء من تعز والبيضا، لكن المشكلة فى المناطق التى يسيطر عليها الحوثيون، ونحن لدينا 112 ألف طالب نازح بدون وثائق رسمية من الحديدة وصنعاء وحيس وغيرها من المناطق التى لم تحرر، وتم استيعابهم فى أماكن خصصت لهم بالبريقة وأبين، وتم دمجهم فى العملية التعليمية، كما تمت إعادة ترميم 670 مدرسة فى مختلف المحافظات. وما أهم المشكلات التى مازالت تواجه العملية التعليمية؟ عقدنا لقاء مؤخرا بلبنان مع المانحين الدوليين «البنك الدولى والشراكة العالمية للتعليم، واليونيسيف واليونسكو» وناقشنا خطة لدعم العملية التعليمية فى اليمن ووقعنا اتفاقية لتطوير منهج اللغة الإنجليزية، لكن هناك صعوبات تواجهنا، منها على سبيل المثال طباعة الكتاب المدرسى، فلدينا مطابع توقفت فى عدن والمكلا بسبب نقص الورق، والحكومة دعمتنا بـ400 مليون ريال لعمل مناقصة لشراء الورق اللازم لكن لم تتم وتحتاج وقتا طويلا، ولذلك قضى الطلاب النصف الثانى من العام الدراسى الحالى بدون كتب، والمشكلة ستحل فى سبتمبر المقبل، وأيضا هناك مفاوضات مع مجلس التعاون الخليجى لتأمين وصول وتوفير الكتاب المدرسى فى بقية المحافظات التى سيتم تحريرها. وهناك أيضا أزمة التكدس بالفصول، فبلغ عدد الطلاب من 90 إلى 120 طالبا بدلا من 45 إلى 50 قبل الحرب، وأيضا التجهيزات المدرسية ينقصها الكثير، وحوالى ثلثى الطلاب يجلسون على الأرض لعدم كفاية المقاعد، وهناك أيضا مشكلة التوظيف فى المجال التعليمى وهو متوقف منذ 2011 لنقص التمويل. وماذا عن العملية التعليمية فى صنعاء والأماكن غير المحررة؟ للأسف علاقتنا قطعت بالمؤسسات التعليمية فى صنعاء، لكن بشكل عام العملية التعليمية فى المناطق التى لا تزال تحت سيطرة الحوثى تمر بحالة شلل وتعتمد على مجهود الأهالى، فالحوثى فرض على الطلاب من الصف الأول إلى الصف السادس 600 ريال شهريا ومن الصف السابع إلى التاسع 800 ريال و1500 ريال للمرحلة الثانوية وهناك 70 ألف مدرس لا يتقاضون رواتب. وكيف تقيم دور المنظمات الدولية فى دعم العملية التعليمية فى ظل وجود مقراتها الرئيسية بصنعاء؟ هناك إشكالية كبيرة، فوجود مقرات تلك المنظمات فى صنعاء يجعل قراراتها متأثرة بضغوط يمارسها الحوثى، ونحن طالبنا تلك المنظمات بفتح مكاتب رئيسية لها فى عدن، لأن الموجود حاليا مكاتب فرعية ليس لها سلطة اتخاذ القرار. محمد: كانوا بيقولوا لنا عبدالملك .. الحوثى هياخد بأيديكم للجنة ويدونا . . دروس فى سب الصحابة والسيدة عائشة الدكتور عبدالله لملس: حولوا المدارس إلى مخازن للأسلحة وثكنات عسكرية وقمنا بإعادة ترميم 670 مدرسة فى مختلف المحافظات محمد: كانوا بيقولوا لنا عبدالملك .. الحوثى هياخد بأيديكم للجنة ويدونا . . دروس فى سب الصحابة والسيدة عائشة الدكتور عبدالله لملس: حولوا المدارس إلى مخازن للأسلحة وثكنات عسكرية وقمنا بإعادة ترميم 670 مدرسة فى مختلف المحافظات فى الحلقة التالية انفراد أول صحيفة عربية على جبهة نهم فى صنعاء الكر والفر على مدار الساعة وصوت المدفعيات لا يهدأ والجيش الوطنى متقدم.. وقائد المنطقة السابعة: مسيطرون على 90% و لم يتبق إلا القليل






























الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;