فى الذكرى العشرين لوفاة الشيخ الشعراوى.. الدكتور أحمد عمر هاشم يكشف أسرار اتصال مبارك بشيخ الأزهر بعد مقالة لإمام الدعاة انتقد فيها مناهج الأزهر وتجديد الخطاب الدينى.. ويروى سر أكلة الكباب مع "طنطاوى"

يبعث الله على رأس كل مائة عام من يجدد لهذه الأمة أمر دينها، هكذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، تمر اليوم الذكرى العشرين على وفاة إمام الدعاة الشيخ محمد متولى الشعراوى. أحمد عمر هاشم يروى ذكرياته مع إمام الدعاة وفى تلك الذكرى أجرينا لقاءا مع عالم كان قريبًا من إمام الدعاة وله الكثير من الذكريات حدثنا ببعضها، الدكتور أحمد عمر هاشم، رئيس جامعة الأزهر السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف والذى بدء حديثه قائلا: "الإمام الشعراوى هو واحد من الأئمة القلائل الذين يظهرون فى التاريخ على فترات متباعدة وهو موهوب من الله بعلم يسمى علم الموهبة وعلم الموهبة لا يدرس فى كتب ولا يتعلم فى جامعة إنما هو علم يهبه الله لمن يشاء مصداقا لقوله تعالى "واتقوا الله ويعلمكم الله"، فمن هذا الطراز كان الإمام الشعراوى درة فى تاريخ الدعوة الإسلامية وفى تاريخ مصر والأجيال المتلاحقة من العلماء والذين عايشوه وحضروه يعتزون أنهم رأوا الشيخ الشعراوى وجالسوه رضى الله عنه فقد جمع بجانب العلم العمل فكان عالم علما وليا من أولياء الله الصالحين". هاشم: "دعانى لعقد قران حفيدته ورفض أن يصبح وكيلًا لها" وروى الدكتور أحمد عمر هاشم، عن مواقفه مع إمام الدعاة قائلا فى تصريحات خاصة لـ"انفراد": "الإمام الشعراوى دعانى لعقد قران حفيدته بنت الشيخ سامى نجله ويوم أن جئت رأيت نجله يقول العروسة تريد إن يكون جدها هو الوكيل وليس أباها فقال لا مادام الأب موجود أنت الوكيل فمال الشيخ سامى على يد والده يقبلها ومال على رجله يقبلها ليوافق أن يكون وكيلا للعروسة"، متابعًا: "فتدخلت فى هذا الموقف وقلت للإمام الشعراوى أن رغبة الشيخ سامى لتقبيل يدك ورجلك ذكرنى بموقف مماثل حدث بين الإمام مسلم والإمام البخارى فالإمام مسلم عندما جاء الإمام البخارى قبل يده وقبل بين عينيه وقال دعنى أقبل رجلك يا أستاذ الأستاذين ويا سيد المحدثين ويا طبيب الحديث فى علله، فتدخل الشيخ الشعراوى وقال هذا التواضع هو السر فى النجاح وسأذكر لك موقفا مع والدى لقد نصحنى نصيحتين الأولى فقال تواضع للعلم يمنحك الله أسرار العلم، وهنا عقب الدكتور عمر هاشم على نصيحة والد الشيخ الشعراوى لإمام الدعاة، قائلا: "وهذا هو موضع الشاهد أن ما ناله من أسرار العلم كان من أسباب تواضعه". وسأل عمر هاشم الشيخ الشعراوى: "قلت له وما النصيحة الثانية التى قالها لك والدك: قال الشعراوى: ضع ثقتك فى الله ولا يهمك من أى مخلوق على ظهر الأرض، ولكنه قالها بصيغة عامية قال إن والده قال له "أتشعبط فى ربنا وحط رجلك زى ما أنت عايز". هاشم: راجعت له نصوص الأحاديث الشريفة بأحد كتبه وتابع الدكتور أحمد عمر هاشم حديثه قائلا: "الموقف الثانى إنه لما أراد أن يطبع كتابه التفسير فى دار أخبار اليوم قال لهم إنى أقول الأحاديث أحيانا بالمعنى وباللغة الدارجة فأرجو أن تبحثوا عن شخص يخرج الأحاديث بنصها فلما جائنى نائب رئيس تحرير الأخبار وكان وقتها أحمد زين وعبد المنعم قنديل رئيس تحرير اللواء الإسلامى وقالا لى وقع الاختيار أنت الذى تخرج أحاديث تفسير الشيخ الشعراوى فلما حضرا عنده قالوا له اخترنا فرد عليهم قبل أن يتكلموا اخترتم الدكتور أحمد عمر هاشم، فقالها من عنده قبل أن يعلم أنهم قابلونى أو أنهم طلبوا منى ذلك فكان هذا نوعا من أنواع المكاشفة أيضا مع الشيخ الشعراوى. ماذا فعل الشعراوى مع الرئيس مبارك؟ وهناك مواقف كثيرة فكنا نسجل بعض الحلقات التلفزيونية فى استراحة السيدة نفيسة، وفى يوم من الأيام الشيخ الشعراوى كتب مقالة فى الصفحة الأخيرة فى الأخبار ينقد فيها مقررات الأزهر وبعض المراجع والكتب والدروس ويدعو إلى تنقيحها وإلى تجديد الخطاب الدينى الذى ننادى به اليوم نادى به قبل أن ننادى به بعشرات السنين فاتصل الرئيس مبارك بالشيخ محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر حينها وقال له الرئيس مبارك أذهب إلى الشيخ الشعراوى وخذ رأيه فى مقررات الأزهر وما يمليه عليك طبقه فى مقررات الأزهر، واتصل بى الشيخ طنطاوى وكنت حينها رئيس جامعة الأزهر واتصل بالدكتور محمود زقزوق وكان وزيرا للأوقاف وذهبنا لمقابلة الشيخ الشعراوى فى استراحته فى السيدة نفيسة وكان نجله آنذاك أمين مجمع البحوث الإسلامية كان موجودا معنا وأخذنا نتدارس معا المقررات وما يلزمها من تجديد الخطاب الدينى وما تحتاج إليه فقال نجل الشيخ الشعراوى الشيخ سامى لوالده نحن الآن فى ساعة متأخرة من الليل ومكثنا عدة ساعات وعندما نكون فى الأزهر فى مثل هذا العمل فى بعض اللجان تكون لنا مكافأة على هذا فما مكافأتنا فقال له يعنى بيدوكم كام؟، قال ثلاثين جنيه، فقال الإمام الشعراوى لنجله هات التليفون واتصل على بتاع الكباب وقال لشيخ الأزهر عندك كام ولد قال ثلاثة قال هات ثلاثة كيلو كباب والدكتور زقزوق وهكذا إلى أن جاء عندى قال هاتله عشرة كيلو كباب فضحكوا وقالوا اشمعنا هذه المحباه فقال لهم الشيخ الشعراوى لأنكم ستأكلون بمفردكم أما هو الساحة الهاشمية بتآكل الكثير من الناس، فتلك طرفة من الطرائف التى كان يميل إليها رحمة الله عليه". يروى ساعات الحزن عليه يوم وفاته وعن يوم وفاته قال الدكتور أحمد عمر هاشم: "أحسسنا أن جزءا كبيرا من الدعوة والإسلام غاب عن العالم كنا فى تأثر شديد ولازمنا الجثمان الطاهر منذ حضورنا تغسيله إلى أن ورى الثرى فى بلده والمسجد الذى كان قد بناه ورفض أن يوضع اسمه على المسجد وكان سنة حسنة فكان موته وغيابه فيه فجيعة للدعاة والدعوة والإسلام وقد نظمت قصيدة فى ذكراه كنت قد ألقيتها أقول فيها "سلام شيخنا الغالى سلاما وأنعم بالجنان لكم مقاما.. شرحت كتاب ربك فى يقين وحاربت العداوة والخصام.. وجاءتك المعانى مشرقات وعالجت الجهالى والسقام.. وجاء الشرح لم تسبق إليه ولم تلحق فكنت لنا إماما». وولد محمد متولى الشعراوى فى 15 إبريل عام 1911 بقرية دقادوس مركز ميت غمر الدقهلية وحفظ القرآن الكريم فى الحادية عشرة من عمره، فى عام 1922 التحق بمعهد الزقازيق الابتدائى الأزهرى، وأظهر نبوغاً منذ الصغر فى حفظه للشعر والمأثور من القول والحكم، ثم حصل على الشهادة الابتدائية الأزهرية سنة 1923، ودخل المعهد الثانوى الأزهرى. والتحق الشعراوى بكلية اللغة العربية سنة 1937، وانشغل بالحركة الوطنية والحركة الأزهرية، فحركة مقاومة المحتلين الإنجليز سنة 1919 اندلعت من الأزهر الشريف، ومن الأزهر خرجت المنشورات التى تعبر عن سخط المصريين ضد الإنجليز المحتلين. ولم يكن معهد الزقازيق بعيدًا عن قلعة الأزهر فى القاهرة، فكان يتوجه وزملائه إلى ساحات الأزهر وأروقته، ويلقى بالخطب مما عرضه للاعتقال أكثر من مرة، وكان وقتها رئيسًا لاتحاد الطلبة سنة 1934.








الاكثر مشاهده

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

;