محمود عبد الراضى يكتب: أحلام المصريين فى قوانين الشرطة.. البسطاء يتطلعون لمعاملة كريمة فى الكمائن وحفظ كرامتهم داخل الأقسام.. ويطالبون بإنهاء "دولة حاتم" والتخلص من لقب "باشا" ونشوة حمل السلاح الميرى

أثارت تجاوزت بعض أمناء وأفراد الشرطة مؤخراً خاصة بعد حادث "الدرب الأحمر" غضب المواطنين، الأمر الذى جعل الرئيس عبد الفتاح السيسى يكلف اللواء مجدى عبد الغفار وزير الداخلية بسن تشريعات جديدة وتعديل قوانين هيئة الشرطة لضبط الأداء الأمنى، مشدداً على ضرورة الانحياز للشعب واحترام كرامته.

وبدوره، كلف وزير الداخلية، قطاع الشئون القانونية بالوزارة بإجراء التعديلات اللازمة لضبط الأداء الأمنى، وعرضها على مجلس الوزراء عقب الانتهاء منها، ثم قسم التشريع بمجلس الدولة تمهيداً لعرضها على مجلس النواب.

التعديلات الجديدة، وإن كانت تحتوى على مواد وضوابط صارمة لرجال الشرطة، إلا أن الشعب مازالت تراوده أحلاماً معينة، وصفات يجب أن يتسم بها رجال الشرطة سواء فى المواقع الشرطية أو خارجها، أحلاماً قد لا تحتاج إلى قوانين وإنما تحتاج إلى عزيمة وكياسة وفطانة من رجال الشرطة فى هذه المرحلة الصعبة من عمر الوطن.

البسطاء من المواطنين يحلمون بأن يدخلوا أقسام الشرطة بكرامتهم ويخرجون بها دون أن تُهان أو يمسها أحد، يحلمون بالخروج من قسم الشرطة وعلى وجوههم ابتسامة عريضة لا صفعة يد مخبر أو شرطى، يحلمون ألا يناديهم أحدا بأسماء أمهاتهم ولا يقطنون بمنطقة يحكمها "حاتم"، يحلمون أن يتخلى صغار الضباط عن لقب "باشا"، ولا يتعاملون مع الناس وكأنهم نصف إله.

الموطنون الذين حملوا رجال الشرطة على أكتافهم بالميادين فى 30 يونيو، يحلمون ألا يقفوا ساعات طويلة فى طوابير ممتدة أثناء استخراج بطاقة رقم قومى أو جواز سفر، يحلمون أن لا يدفعوا "رشوة" فى وحدة مرور، وأن يمروا بسلام وأمان فى كمين شرطة طالما لم يخالفوا القانون، ويحلمون أيضا بأن يكون السلاح الميرى لحمايتهم وليس قتلهم.

البسطاء من الناس الذين انحازوا إلى معسكر "الشرطة" فى حربها على الإرهاب، يحلمون أن تعنف الوزارة بعض الأفراد والأمناء الذين يسيئون لجهاز الشرطة الوطنى، ويخصمون من الرصيد الكبير لتضحيات زملائهم، وتتعارض أفعالهم مع دماء الشهداء، الذين سقطوا وهم يؤدون الواجب.

المصريون يحلمون ألا تكون "العيون الساهرة فى سبيل الله" بينها متجاوز أو متدهور، يحلمون أن يكون شعار الداخلية الجديد "شرطة الشعب" قولاً وفعلاً، يحلمون أن يتعلم الأمناء والأفراد وصغار الضباط من قياداتهم قيمة التضحية والانحياز للمواطن والسهر من أجل راحته والعمل على خدمته، يداعب النوم جفون عيونهم فى ليل الشتاء البارد، وتحرقهم حرارة الشمس فى نهار صيف حارق وهم يخدمون الوطن.






الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;