إعادة "تشكيل القضاء" حيلة ترامب لتأمين قراراته المثيرة للجدل.. رغبة الرئيس الأمريكى فى إعادة تشكيل المنظومة القضائية يثير قلق الديمقراطيين.. وقاضية أمريكية: قراراته ستؤثر لعقود

لم تمر سوى أيام قليلة من قرار المحكمة العليا بتمرير قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، حول حظر دخول المهاجرين القادمين من 6 دول حول العالم، إلى الأراضى الأمريكية، بأغلبية بسيطة، حتى أعلن القاضى الأمريكى أنتونى كينيدى تقاعده، ليفتح الباب أمام ترامب بتعيين بديل ليحل محله فى الأيام المقبلة، خاصة وأن القاضى المتقاعد كان بمثابة أحد أكثر قضاة المحكمة العليا اعتدالا، وبالتالى فهناك مخاوف من اختيار بديل محافظ يمنح السيطرة لأصحاب التوجهات المتشددة على قرارات المحكمة. ولعل أكثر ما يزيد المخاوف بشأن اختيار الرئيس ترامب لخليفة كينيدى، هى حالة الحماسة الشديدة التى أبداها لقرار كينيدى بالتقاعد عن منصبه، فعلى الرغم من إشادته بأداء كينيدى خلال فترة وجود بالمحكمة، والتى بدأت منذ الثمانينات من القرن الماضى، عندما قام بتعيينه الرئيس الأمريكى الأسبق رونالد ريجان، إلا أنه أبدى حماسة شديدة لإعلان اختياره الجديد، حيث أكد أنه سيعلن اختياره فى 9 يوليو الجارى، وهو ما يعكس حالة من العجلة تهيمن على ترامب فى اختيار القاضى الجديد. عجلة ترامب لتعيين خليفة كينيدى تثير قلق الديمقراطيين العجلة التى أبداها ترامب فى تعيين خليفة كينيدى، حتى قبل تقاعده الرسمى والمقرر فى 31 يوليو، أثار قلق خصومه الديمقراطيين، والذين شددوا على ضرورة التأنى فى اختيار البديل، وإرجاء القرار حتى انتهاء انتخابات التجديد النصفى للكونجرس الأمريكى، والمقرر انعقادها فى نوفمبر المقبل، خاصة وأن اختيار الرئيس ينبغى تمريره أولا من قبل الكونجرس، والذى يحظى حاليا بأغلبية جمهورية، إلا أن هناك الكثير من التوقعات بسيطرة الديمقراطيين على أغلبية المقاعد فى نوفمبر فى ظل استطلاعات الرأى التى أجريت مؤخر والتى لا تصب فى صالح الرئيس أو حزبه. حالة القلق لدى الديمقراطيين بدت واضحة فى حديث أدلى به زعيم الأقلية الديمقراطية فى مجلس الشيوخ، تشاك شومر، والذى أكد، فى تصريحات نقلتها "رويترز"، على ضرورة تأجيل التصويت على القاضى الجديد الذى سيختاره ترامب إلى ما بعد الانتخابات، واصفا تصويت الكونجرس، بتشكيله الحالى، على مرشح ترامب لخلافة كينيدى بأنه قمة النفاق. إعادة تشكيل القضاء.. وسيلة ترامب لتأمين قراراته المثيرة للجدل يبدو أن إعادة تشكيل القضاء كان أحد القضايا التى حملها ترامب على عاتقه منذ بداية حملته الانتخابية، حيث أنه بدا حريصا على مهاجمة النظام القضائى الأمريكى منذ بزوغ نجمه على الساحة السياسية فى الولايات المتحدة، وهو الأمر الذى استمر بعد ذلك خلال رئاسته، حيث وصفه بـ"الجائر"، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر" فى يناير الماضى، عندما عرقل قاض تحركه لإنهاء برنامج يحمى المهاجرين صغار السن، الذين وصلوا إلى الولايات المتحدة بطريقة غير مشروعة مع آبائهم. قال الرئيس الأمريكى فى ذلك الوقت، إن "الحكم يظهر ببساطة للجميع إلى أي مدى نظامنا القضائي متصدع وجائر، عندما يسرع الطرف الآخر، مثلما حدث مع إحالة برنامج حماية المهاجرين الصغار، إلى الدائرة التاسعة، ودائمًا تقريبًا يكسب الحكم قبل أن تبطله محاكم أعلى درجة. من هنا، نجد أن موقف ترامب من القضاء مرهون بقبول الأخير لقراراته، والتى تثير فى كثير منها حالة من الجدل، خاصة فيما يتعلق بالهجرة، وكذلك الرعاية الصحية، بالإضافة إلى موقفه المؤيد لحيازة السلاح فى الداخل الأمريكى، وغيرها من القضايا، وبالتالى كانت السيطرة على المحاكم الأمريكية هى الوسيلة المثلى لتأمين قراراته وتطبيق رؤيته فى مختلف القضايا داخل الولايات المتحدة. ترشيحات ترامب القضائية.. الأيديولوجية أولا خليفة كينيدى، لن يكون القاضى الأول الذى يعينه ترامب، حيث سيكون القاضى الجديد هو الثانى الذى يصدر قرارا بتعيينه فى نفس المحكمة منذ تنصيب الرئيس قبل 17 شهرا، وذلك بعد تعيين نيل جورسوتش، فى هيئة المحكمة التى تضم فى عضويتها تسعة قضاة، وتصدر قراراتها بالتصويت، كما أن الرئيس الأمريكى قام بالعديد من التعيينات فى مختلف المناصب القضائية فى العديد من محاكم الاستئناف بمعظم الولايات الأمريكية، حيث اقتصرت ترشيحاته على شخصيات ذات توجهات محافظة، متوائمة مع توجهات الرئيس الأمريكى نفسه، وبالتالى تصبح أيديولوجية القاضى هى الأولوية القصوى عند الاختيار. فى مقال سابق لها بصحيفة "الجارديان" البريطانية، تقول القاضية الأمريكية المتقاعدة شيرا سكيندلين أن تعيينات ترامب القضائية لن تقتصر تداعياتها على الحقبة التى يتولى فيها رئاسة الولايات المتحدة، وإنما تمتد إلى ما هو أبعد من ذلك، خاصة وأن القاضى لا يجوز إحالته للتقاعد، حيث يبقى فى منصبه مدى الحياة، إلا إذا قرر الاستقالة طوعا، وبالتالى سيبقى القاضى ذو التوجهات المحافظة فى منصبه مع تغير الإدارات لعقود من الزمن. السيطرة على القضاء.. ترامب يسعى للحفاظ على إرثه لعقود رؤية الرئيس ترامب لإعادة تشكيل القضاء فى الولايات المتحدة، ربما تحمل فى طياتها أبعاد أخرى، ربما تبتعد عن مجرد تمرير قرار جدلى، وتحقيق انتصارات مؤقتة على خصومه، وإنما تمتد إلى الحفاظ على إرثه الرئاسى لعقود طويلة من الزمن، حيث أن سيطرة المحافظين على المنصات القضائية يضمن بقاء رؤية ترامب، حتى بعد خروجه من السلطة فى الولايات المتحدة. ولعل ترامب هو أكثر رؤساء أمريكا سعيا إلى تقويض إرث أسلافه، وعلى رأسهم باراك أوباما، عبر قرارات رئاسية، اتخذها لدحض قراراتهم، ولعل المثال الأبرز فى هذا الإطار، هو قراراته بإلغاء سلسلة من القرارات التى اتخذها سلفه لتقويض إرثه، منها الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ، وانسحابه من الاتفاق النووى الإيرانى، وغيرها، وبالتالى فربما يصبح القضاء هو وسيلة ترامب للحفاظ على إرثه فى الداخل الأمريكى لسنوات طويلة من الزمن.










الاكثر مشاهده

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

;