سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 14 أغسطس 1938.. أحمد حسين زعيم «مصر الفتاة» يعود من أوروبا أكثر نشاطا فى الدعوة للفاشية والنازية فى مصر

سافر أحمد حسين، زعيم «مصر الفتاة»، إلى أوروبا فى صيف 1938 لدراسة أنظمة الحكم المختلفة، فازداد إعجابا بالنازية فى ألمانيا وزعيمها هتلر، وبالفاشية فى إيطاليا وزعيمها «موسولينى». كانت «مصر الفتاة» تؤمن بمبدأ القوة منذ أن ظهرت كحركة فى المجتمع المصرى فى الثلاثينيات من القرن الماضى، وفقا لكتاب «مصر الفتاة ودورها فى السياسة المصرية 1933-1938 للدكتور على شلبى»، مضيفا: «كان ظهورها معاصرا لتيارات فكرية معينة وفدت من أوروبا بعد أن انتشرت بها فى تلك الفترة وما سبقها، وكان لها صداها المسموع فى مصر، فتألفت «جمعية مصر الفتاة» فى خريف عام 1944 محاولة الأخذ بهذا التيار الفكرى وباستخدام أساليبه التى اتخذها فى مجال تطبيق أفكاره»، ويشير شلبى إلى أن هذه التيارات اعتمدت على الشباب بحماسته المتدفقة، وكانت الفاشية فى إيطاليا والنازية فى ألمانيا هما الأكثر تأثيرا بين هذه التيارات، وتأثرت بهما «مصر الفتاة» إلى درجة أنها قامت بتشكيل «القمصان الخضراء»، وكانت حسب شلبى «مستوحاة من موجة القمصان الملونة التى انشترت فى بعض أجزاء العالم، وخاصة من التجربة الإيطالية والألمانية». بلغ إعجاب مصر الفتاة بالتجربتين الفاشية والنازية، حد أن أحمد حسين سافر إلى أوروبا فى صيف عام 1938 وعاد يوم 14 أغسطس مثل هذا اليوم عام 1938، حسب على شلبى، وفى خلال هذه الزيارة التى قاربت الشهرين كان يرسل مقالاته إلى جريدة «مصر الفتاة» التى تمدح النظم الفاشية والنازية، غير أنه، وحسب شلبى، فإن هذا الأمر كان قبل زيارة أوروبا: «فى أوائل عام 1938 بذلت مصر الفتاة جهودا كبيرة فى شرح وتوضيح نظم الحكم الفاشية والنازية، فأبرزت أحاديث وخطب كل من موسولينى وهتلر، وكما أن عبدالرحمن بدوى رئيس مكتب الشؤون الخارجية بالحزب، بدأ فى كتابة تقارير عن السياسة الخارجية لكل من إيطاليا وألمانيا، ونشرتها جريدة مصر الفتاة، وتطورت الأوضاع خطوات أبعد من ذلك، فقد أصبحت أكثر رغبة فى أن توحد بين نضالها وبين نضال هذه الحركات الأوروبية وخاصة ألمانيا، فاعترفت بأن برنامجها مستمد من تلك الحركات الأوروبية.. وعندما أعلنت مصر الفتاة عن إقامة معسكر الصيف للشباب فى عام 1938 ذكرت أن للفاشية الفضل فى هذه الفكرة، وأن فكرة المعيشة فى هذه المعسكرات قد استخدمت من جانب إيطاليا وألمانيا من قبل». يؤكد «شلبى» أن حديث الإعجاب بالفاشية والنازية بلغ ذروته خلال رحلة أحمد حسين إلى أوروبا عام 1938، وكان هدفه من تلك الرحلة دراسة مختلف الأنظمة السياسية والاجتماعية لبلاد أوروبا التى سوف يزورها، وكان مهيئا سلفا، فقال قبل أن يسافر «فى إيطاليا وألمانيا سوف أشاهد المعجزات الرائعة التى نهضت بهذين البلدين من العدم والموت إلى الحياة.. ويذكر شلبى أن «حسين» كان أكثر تأثرا بما شاهده فى ألمانيا، فأرسل من هناك عدة مقالات كلها تتسم بالإعجاب بالنظام النازى، فكانت أول هذه المقالات عن زيارته لمعسكرات العمل الصيفية التى أقامها الحزب النازى للشباب، والتى يعمل فيها الناس من كل الطبقات جنبا إلى جنب لايهتمون بمركز أو تمييز طبقى، وطالب حسين بأن يطبق هذا النظام داخل مصر بأن تقيم معسكرات عمل مماثلة. كان آخر مقال لأحمد حسين من ألمانيا فى شكل خطاب وجهه إلى هتلر، وصور فيه الحياة على أنها صراع، وأنه يجب على الشعوب أن تكون قوية منظمة حتى تستطيع أن تسترد مكانتها وتزدهر من جديد، وذلك باستخدام الديكتاتورية كما فى ألمانيا، وبدأ الخطب بالحديث عن منجزات هتلر الروحية فقال: «كم أنجزت أيها القائد فى إعادة الروح إلى هذا الشعب العظيم، وأضعهم تحت قيادة واحدة وراية واحدة وخطة واحدة، خضت معهم المعارك، معارك الحياة ككتلة واحدة، قويا قادرا على أن ترفع رأسها عالية، مليئة بالشرف والوقار، لم تقبل أى خطأ أو إهانة لنفسها، فأنت سيدها أولا وأخيرا، ودون أن تكون لأية قوة خارجية سلطة عليها».. استعرض حسين منجزات هتلر فقال، إنه قضى على البطالة ومنح العمال الأمن فى عملهم، وقضى على روح الحزبية والتناحر الحزبى، وفوق كل هذا أنهى الصراع الطبقى، وجعل الأمة كلها ذات مشاعر واحدة». أما عن موسولينى والفاشية فى إيطاليا، فقال إن لموسولينى رصيدا فى الإنجازات لا تقل أهمية عما أنجزه هتلر فى المجال الصناعى، وقال: «المسافر لإيطاليا أو ألمانيا اليوم يرى المصانع تعمل ليل نهار.. إن العامل والفلاح فى إيطاليا قد أصبحا يتبوآن المكانة الأولى فى الاحترام والوقار فى الدولة».. يعلق شلبى: «من المؤكد أن رحلة أحمد حسين إلى أوروبا كانت ذات أثر كبير عليه، لدرجة أنه عندما وصل إلى إيطاليا قادما من ألمانيا، وقبل أن يدرس النظم الإيطالية، كان راغبا فى إصدار تصريح يعبر عن قبوله للفاشية الأوروبية كمثال مناسب وضرورى لمصر ولحزبه لكى يتبعه ويقلده فى المستقبل، فذكر أن مبادئ حزبه لا تتعارض مع كل من مبادئ روما وبرلين، لأنه لايعتبر كلا من موسولينى وهتلر «دكاترة»، بل هما انعكاس لشعوبهما، فهما العنصر الأساسى لحياتهم وعظمتهم، وأن كلا من ألمانيا وإيطاليا دولتان ديمقراطيتان فى أوروبا، وأن الدول الأخرى ما هى إلا منظمات برلمانية رأسمالية».



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;