جون ماكين يرحل بعد معارك طويلة بين الحرب والسياسة.. السيناتور الأمريكى البارز بدأ حياته بالزى العسكرى وشارك فى حرب فيتنام.. تحول من أسير حرب 5 سنوات لعضو بارز بالكونجرس.. وحاول جاهدا دخول البيت الأبيض

من ثكنات الجيش ومآسى الحرب إلى عالم السياسة، كانت حياة السيناتور الأمريكى البارز جون ماكين الذى رحل عن عالمنا مساء أمس، السبت، عن عمر يناهز 81 عاما بعدما خاض آخر معاركه ضد مرض السرطان دون أن يحالفه الحظ هذه المرة. لم يكن ماكين مجرد عضوا مخضرما بالكونجرس الأمريكى، بل كان حالة فريدة فى الولايات المتحدة للسياسى القادم من خلفية عسكرية الذى استغل هذه الخبرة فى خدمة بلاده، ورغم انتمائه للحزب الجمهورى لكنه لم يكن دائما تلك الشخصية الملتزم بخطوط الحزب، بل كان معارضا له فى بعض الأحيان. ولد جون سيدنى ماكين فى التاسع والعشرين من أغسطس عام 1939، تأثر بالطابع العسكرى منذ بداية حياته فقد كان والده أدميرال كبير بالبحرية الأمريكية، والتحق جون بالأكاديمية البحرية الأمريكية عام 1958 ليعمل فيما بعدها طيار بالبحرية على مدار 22 عاما. خدم فى حرب فيتنام التى تركت تأثيرها عليه بشكل كبير طوال حياته، ففى عام 1967 نجا من الموت بعدما أصاب صاروخ خزان وقود طائرته بينما كان يستعد للإقلاع لتنفيذ مهمة قصف فى فيتنام. وأدى الحادث إلى مصرع 135 من القوات الأمريكية. ثم جاءت تجربته الأشد قسوة بعدما سقط أسيرا لدى الفيتناميين لمدة 5 سنوات حتى عام 1973، وتركت هذه التجربة أثرها عليه فظل يعانى من صعوبة فى حركة إحدى ذراعيه طوال حياته. وظل يعمل بالبحرية الأمريكية حتى تقاعد فى عام 1981. وبعد تقاعده ترشح لعضوية مجلس النواب عام 1982 لأربع سنوات ثم حصل على عضوية مجلس الشيوخ عن ولاية أريزونا لأكثر من 30 عاما كان خلالها صوتا مؤثرا فى الكونجرس وترأس لجنة القوات المسلحة فى عام 2015. أبرز مواقفه السياسية: كان ماكين من أشد مؤيدى حرب العراق، ودافع عن زيادة القوات الأمريكية فيها فيما بعد من أجل وقف العنف، لكن هذا لم يمنعه من وصف دونالد رامسفيلد، وزير الدفاع الأمريكى فى عهد جورج بوش، بأنه من أسوأ وزراء الدفاع فى التاريخ، كما انتقد الطريقة التى تعامل بها بوش مع حرب العراق. وعارض ماكين أيضا ترحيل المشتبه فى صلاتهم بالإرهاب إلى سجون سرية فى دول تستخدم أساليب تحقيق غير قانونية. واصطدم ماكين مع المحافظين مرارا بسبب ما رأوا أنه تهاونا من جانبه فى معالجة بعض القضايا مثل الهجرة والإجهاض وزواج المثليين. وكان ماكين يرى أن المهاجرين غير الموثقين لديهم الحق فى المواطنة. وكان الخلاف الأكبر لماكين مع بوش يتعلق بسياسة التغير المناخى، وهو ما دفعه إلى التعاون مع النواب الديمقراطيين فى الكونجرس لتحقيق أهدافه. لم يقتصر طموح ماكين على الكونجرس، بل تطلع للوصول إلى البيت الأبيض مرتين دون أن ينجح. كانت المرة الأولى فى عام 2000 عندما خاض السباق التمهيدى للفوز بترشيح الحزب الجمهورى لخوض السباق الرئاسى، ورغم النجاح الذى حققه فى البداية إلا أن جورج بوش تفوق فى النهاية وفاز بترشيح الحزب ثم بالرئاسة. أعاد ماكين التجربة مرة أخرى فى عام 2008، وحصل على ترشيح الحزب بالفعل، لكنه خسر أمام منافسه الديمقراطى باراك أوباما بـ53% مقابل 46%. وفى كل عام، كان ماكين مؤيدا للتدخل العسكرى الأمريكى فى الخارج لحل مشكلات الدول. فإلى جانب العراق، طالب واشنطن بالتدخل لصالح المعارضة، كما أيد التدخل الدولى فى ليبيا عام 2001.














الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;