"ترامب" يتحدى "احتكار البترول".. ويطالب أوبك بـ"ثمن الحماية".. الرئيس الأمريكى يجدد هجومه على المنظمة ويطالبها بخفض أسعار النفط.. خبراء يتوقعون تراجع الأسعار.. ويؤكدون: الرياض قادرة على تعويض النقص ال

ضغوط متصلة وتصعيد لا يعرف سطراً للنهاية تشهده العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية ومنظمة أوبك، فى معركة يهدف الرئيس الأمريكى دونالد ترامب من خلالها خفض أسعار النفط العالمية، وهو ما يعود يكبد الدول المنتجة تراجعاً فى أرباحها من جهة، ويحقق فوائد لا يمكن إنكارها بحسب خبراء للدول المستوردة لبعض المشتقات البترولية ومن بينها مصر. وفى كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، جدد ترامب أمس الثلاثاء هجومه على أوبك، الأمر الذى أدى إلى ارتفاع جديد فى أسعار النفط العالمية يوم الأربعاء، وسط توقعات بتراجع تلك الأسعار خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وصعد خام برنت لأعلى مستوى خلال 4 سنوات عند 82.55 دولار للبرميل، يوم الثلاثاء قبل أن يتراجع إلى 81.80 دولار للبرميل فى تعاملات اليوم الأربعاء. ودعا ترامب أوبك إلى ضخ المزيد من النفط والتوقف عن رفع الأسعار، وذلك بعد أن قال فى تغريدة له على "تويتر": "نحمى دول الشرق الأوسط، ومن غيرنا لن يكونوا آمنين، ومع ذلك يواصلون دفع أسعار النفط لأعلى! سنتذكر ذلك، على منظمة "أوبك" المحتكرة للسوق دفع الأسعار للانخفاض الآن!" ويتجه خام برنت صوب تحقيق خامس زيادة فصلية له على التوالى وهى أطول فترة صعود منذ 2007 عندما سجل ارتفاعا قياسيا لستة أرباع متتالية ووصل إلى 147.50 دولار للبرميل، حيث وصل إلى 81.87 دولار للبرميل بعدما صعد نحو 1% فى الجلسة السابقة، وتراجعت عقود الخام الأمريكى 4 سنتات إلى 72.24 دولار للبرميل بعدما زادت 0.3% يوم الثلاثاء ليسجل عند الإغلاق أعلى مستوى منذ 11 يوليو. هل تنخفض أسعار النفط ؟ وأمام هذا الهجوم المستمر هل تنخفض الأسعار؟ .. بعيدا عن العرض والطلب فى أسواق النفط فإن العوامل الجيوسياسية تعتبر المحرك الأبرز لأسعار النفط، بحسب ما قاله المهندس مدحت يوسف نائب رئيس هيئة البترول الأسبق، مضيفا أن تغريدات ترامب السابقة كانت واحدة من أسباب ارتفاع أسعار الخام فى الوقت الحالى، لكن هذا الارتفاع لن يستمر طويلاً فى كل الأحوال. وتابع يوسف أنه كان من المتوقع أن تصل الأسعار لهذا المستوى منذ إعلان الرئيس الامريكى نيته فرض عقوبات على إيران ومنع صادراتها النفطية تماما، وهو ما يقلل من المعروض النفطى من الخام وسط طلب عالى بحسب بيانات المنظمات المتخصصة التى تقدر الطلب على النفط بنحو 1.4 مليون برميل يوميا خلال الربع الأول من العام المقبل. من 300 إلى800ألف برميل انخفاض فى صادرات إيران وتعد إيران ثالث أكبر منتج للنفط فى "أوبك"، حيث تنتج نحو 3.8 مليون برميل يوميا، لكن "أوبك" تقدر إنتاج إيران الحالى عند 3.58 ملايين برميل يوميا، بانخفاض نحو 300 ألف برميل يوميا عن بداية العام، فى حين أن معهد التمويل الدولى قدر أن صادرات إيران النفطية قد تراجعت بمقدار 800 ألف برميل يوميا من إبريل إلى سبتمبر 2018، وأشار إلى أن صادرات النفط الخام والمكثفات بلغت 2.8 مليون برميل يوميا فى إبريل وتقدر الآن بنحو مليونى برميل يوميا فى سبتمبر. والعقوبات الأمريكية على إيران ليست وحدها السبب فى انخفاض المعروض من النفط، ولكن الانخفاض الهائل الذى يشهده الإنتاج النفطى فى فنزويلا وعدم استقرار مستوى الإنتاج فى ليبيا ونيجيريا يؤثر أيضا على الأسعار بحسب "يوسف". ورد الأمين العام لمنظمة أوبك محمد باركيندو، على تصريحات الرئيس الأمريكى بقوله إن "أوبك ليست منظمة احتكار، وليست كارتل، بل أرضية شاملة مسئولة تعمل من أجل الأسواق للمنتجين والمستهلكين"، وأضاف باركيندو أن "معطيات "أوبك" أصبحت مرجعاً للسياسيين والاقتصاديين ونحن نعمل فى شفافية، نحن منظمة شفافة". ويعول الرئيس الأمريكى على رفع دول أوبك سقف إنتاجها لتعويض توقف الصادرات الإيرانية لكن ذلك اصطدم بانتهاء اجتماع فى الجزائر لوزراء طاقة دول "أوبك" وبعض المنتجين المستقلين، الذى عقد يوم الاحد الماضى بالجزائر من دون توصية رسمية بأى زيادة إضافية فى الإمدادات. السعودية مستعدة لزيادة الإنتاج وأمام الانخفاض الإيرانى، يظل إعلان المملكة العربية السعودية استعدادها رفع الإنتاج أحد العوامل التى ترجح كفة تراجع أسعار النفط. وبرغم تصريح وزير النفط السعودى خالد الفالح الذى قال "إن المملكة لديها طاقة فائضة لزيادة الإنتاج، لكن ليس هناك حاجة لمثل هذه الخطوة فى الوقت الراهن، مضيفا: "معلوماتى أن الأسواق تحظى بإمدادات كافية، ليس لدى علم بأن هناك أى شركة تكرير فى العالم تبحث عن نفط ولا تستطيع الحصول عليه"، إلا أن أى تحرك مستقبلى فى المملكة لزيادة الإنتاج سيحقق قدرا من التراجع فى الأسعار العالمية للنفط. وأشار الفالح إلى أن السعودية مستعدة لزيادة الإمدادات إذا انخفض الإنتاج الإيراني، قائلا: "ستتم مواجهة أى تغيرات تطرأ على المعروض من الآن وحتى نهاية العام". وأشار إلى أن التحدى الكبير فى عام 2019 يتمثل فى زيادة الإنتاج من غير الأعضاء فى "أوبك"، وهو ما قد يغير دينامكيات السوق وعملية صنع القرار. روسيا: لا ضرورة لزيادة الإنتاج بشكل فورى وعلى الرغم من أنه يرى أن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، والعقوبات الأميركية على إيران، توجدان تحديات جديدة لأسوق النفط، لكن وزير الطاقة الروسى ألكسندر نوفاك يرى أنه لا ضرورة لزيادة الإنتاج على الفور، وأضاف أن "الطلب على النفط سينخفض فى الربع الأخير من العام الحالى وفى الربع الأول من العام القادم، حتى الآن، قررنا الالتزام باتفاقاتنا فى يونيو". وسعيا لتغيير اتجاه أسعار النفط النزولى الذى بدأ فى 2014 ودفعها للصعود، قررت "أوبك" وروسيا وحلفاء آخرون فى أواخر 2016 خفض الإمدادات بواقع نحو 1.8 مليون برميل يوميا، لكن فى يونيو من العام الجارى، وبعد أشهر تجاوزت فيها التخفيضات المستوى المتفق عليه لأسباب على رأسها تراجع إنتاج فنزويلا ومنتجين آخرين لعوامل خارجة عن إرادتهم، اتفقت "أوبك" وحلفاؤها على العودة لنسبة الامتثال 100%. وتعادل هذا زيادة نحو مليون برميل يوميا، لكن أحدث الأرقام تبين أن "أوبك" والحلفاء خفضوا الإنتاج بأكثر من المتفق عليه بمقدار 600 ألف برميل يوميا، وهو ما يرجع فى الأساس إلى انخفاض إنتاج إيران نتيجة تقليص عملاء فى أوروبا وآسيا لمشترياتهم قبل سريان العقوبات الأميركية. الإمارات: أسعار النفط تحددها السوق قال أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتى للشؤون الخارجية إن أسعار النفط تحددها السوق، وقال إن الجميع فى نهاية المطاف سيعرفون أن أسعار النفط تحددها السوق والعرض والطلب.










الاكثر مشاهده

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

;