"إس – 300" تدخل عرين الأسد فى سوريا.. موسكو تسلم دمشق منظومات الدفاع الجوى الأحدث.. خبراء روس لـ"انفراد": بداية تحول جديد وتغيير بقواعد الاشتباك.. ويكشفون عن نظام دفاع جوى موحد يغطى جميع الأراضى السور

بدأت روسيا فى تغيير قواعد اللعبة على الأراضى السورية عبر تقديم أحدث منظومات الدفاع الجوى إلى الحكومة السورية، وأكد وزير الدفاع الروسى سيرجى شويجو، على أن موسكو أكملت عملية تسليم المنظومات الصاروخية للدفاع الجوي "إس 300" إلى سوريا. وقال ديميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، فى تصريحات للصحفيين، إن شويجو أبلغ الرئيس الروسى فلاديمير بوتين خلال اجتماع مع أعضاء مجلس الأمن القومى لبحث الوضع فى سوريا أنه تم استكمال عملية تسليم المنظومات الصاروخية إلى الجيش السورى. وأشار بيسكوف، إلى أن وزير الدفاع الروسى أبلغ الحاضرين أيضا خلال الاجتماع بتسليم منظومات إس - 300 وغيرها من المعدات العسكرية المخصصة إلى سوريا، تنفيذا لقرار بهذا الشأن اتخذ إثر إسقاط طائرة الاستطلاع الروسية إيل - 20 فى سوريا 17 سبتمبر الماضى. ويأتى قرار روسيا تسليم الجيش السورى منظومة إس - 300 بهدف حماية الأجواء السورية من أى تدخل مستقبلا وحماية العسكريين الروس من أى عدوان لاحق. وقررت روسيا تزويد سوريا بهذا النظام على الرغم من اعتراض إسرائيل عقب اتهام موسكو لإسرائيل بأنها تسببت بشكل غير مباشر فى إسقاط طائرة عسكرية روسية بسوريا فى سبتمبر. بدوره قال الخبير فى الشؤون الروسية، عماد الطفيلى، إن تسليم موسكو للمنظومات الصاروخية للدفاع الجوى "إس-300" إلى سوريا، يمثل بداية تحول جديد فى تغيير قواعد الاشتباك فى الصراع الراهن فى سوريا. وأكد "الطفيلى"، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد" من موسكو، اليوم الأربعاء، على أن روسيا لم يعد لديها خيارا آخر سوى تسليم الجيش السورى هذه المنظومات الدفاعية، التى تحتاجها سوريا للدفاع وحماية نفسها من الاعتداءات الإسرائيلية والغربية الممتكررة عليها. وأوضح الخبير فى الشؤون الروسية، أن روسيا كانت كانت تغض الطرف عن الضربات الإسرائيلية على المواقع السورية بحجج ضربها للقواعد العسكرية الإيرانية، ومنع نقل الأسلحة المتطورة إلى حزب الله فى لبنان، مشيرًا إلى أن موسكو وجدت نفسها مضطرة لنشر هذه المنظومات الدفاعية فى سوريا، بعد أن تيقنت تماما من النية الغربية عموما والإسرائيلية على وجه الخصوص من استهداف وجودها ودورها فى سوريا بعد إسقاط الإسرائيليين المتعمد لطائرتها إيل- 20 بطريقة غير مباشرة. وأكد الطفيلى، على أن شعار روسيا الحالى "نكون أو لا نكون فى سوريا"، مشيرا إلى أن موسكو بدأت بتغيير قواعد الاشتباك وقواعد اللعبة لصالحها بفرض واقع جديد لا يسمح للخصوم والأعداء بتهديد روسيا وحليفتها سوريا، مؤكدا أن روسيا لن تترك سوريا تتعرض لاعتداءات وتهديدات، وإنما ستكون قلعة محمية تتفرغ لإعادة الإعمار فى البلاد وإنجاز عملية التسوية السياسية. وشددالخبير فى الشؤون الروسية، على أن وجود المنظومة الدفاعية المتطورة ستمنع أى اعتداء خارجى على سوريا وستجعلها بمأمن من الضربات الإسرائيلية والغربية، موضحا أن الروس لن يسمحوا بتوجيه أى تهديد أو عدوان على سوريا بأى شكل من الأشكال. فيما قال فيتشسلاف ماتوزوف، رئيس جمعية الصداقة العربية الروسية، إن إسرائيل لن ترد على خطوة تسليم روسيا لمنظومة الدفاعات الجوية إس -300، موضحا أن موسكو تقوم بإنشاء نظام دفاع جوى موحد فى سوريا يغطى جميع الأراضى السورية. وأوضح "ماتوزوف"، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد" من موسكو، أن تسلم روسيا منظومة الدفاع الجوى إس -300 ليس فقط لخلق التوازن بين القوى فى المنطقة، بل منح الفرصة للقوات الروسية لصد أى ضربة عسكرية أمريكية على مواقع الجيش السورى. ومن جانبه، أوضح الخبير العسكرى السورى، العميد محمد عيسى، لـ"انفراد" من دمشق، الأربعاء، أن تسليم موسكو لمنظومة الدفاع الجوى إس- 300 يعنى إغلاق المجال الجوى السورى أمام الطيران المعاد، مشيرًا إلى أن الضباط السوريين يمكنهم قيادة منظومة الدفاع الجوى إس -300.