ترامب من سياسى بلا خبرة إلى نموذج ملهم للساسة حول العالم.. كيف استلهم المرشح اليمينى للرئاسة البرازيلية خطاب الرئيس الأمريكى للفوز بثقة الناخبين؟ العنصرية السمة الغالبة والانقلاب على الأسلاف نهجه السي

يبدو أن حديث السياسية الأمريكية هيلارى كلينتون عن عنصرية ترامب سواء تجاه المرأة أو غيرها من الفئات الاجتماعية أو الدينية الأخرى داخل المجتمع الأمريكى أو عداءه للمؤسسات، خلال حملتها الانتخابية، لم يكن كافيا لتشويه صورته أمام المواطنين الأمريكيين، الذين صوتوا له على حسابها ليفوز برئاسة الولايات المتحدة، إلا أنها ربما لم تكن تتخيل يوما ما أن رجل الأعمال الأمريكى، الذى لا يملك خلفية سياسية أو دبلوماسية، سيتحول إلى نموذج سياسى ربما يلهم الساسة فى العديد من دول العالم، وهو الأمر الذى يبدو واضحا فى الانتخابات التى تشهدها البرازيل، اليوم الأحد، مع الصعود الكبير الذى يحققه المرشح الرئاسى فى الانتخابات البرازيلية جير مسياس بولسونارو. ولعل المرشح البرازيلى، والذى يبقى الأوفر حظا فى الانتخابات الرئاسية الحالية، لم ينتظر حتى يتحدث منافسوه عما يعتبروه ، بينما اتجه نحو استلهام نموذج "ترامب"، فكان الخط العنصرى الذى يتبناه واضحا فى خطابه الانتخابى، فقال فى حديث إلى محامية أنه لن يغتصبها لأنها لا تستحق ذلك، بينما أفصح بوضوح عن عداءه للمؤسسات الحاكمة فى بلاده، فى حين كان المثليون جنسيا أحد أهم الفئات التى أعلن استهدافه لها فى حال فوزه بالرئاسة، بل والأكثر من ذلك أنه كرر أحد التصريحات المثيرة للجدل التى سبقه فيها الرئيس الأمريكى إبان حملته الانتخابية، وهى أنه لن يعترف بنتائج الانتخابات فى حالة عدم فوزه بالرئاسة. الاستعداء الصريح.. نموذج سياسى أرساه ترامب وعلى الرغم من أن تصريحات المرشح الرئاسى البرازيلى تبدو مثيرة للجدل والانقسام داخل المجتمع، إلا أنها على ما يبدو ساهمت بصورة كبيرة فى وضعه على قمة استطلاعات الرأى فى الانتخابات البرازيلية، وهو ما يطرح تساؤلات حول ما إذا كان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قد نجح فى إرساء نموذج سياسى جديد يعتمد سياسة "الاستعداء الصريح" سواء تجاه فئات بعينها فى المجتمع بالداخل، وهو ما يمتد كذلك فى العلاقات الدبلوماسية مع دول العالم الخارجى، التى ينظر لها أنصار النموذج السياسى الجديد باعتبارهم خصوم. ربما كانت التوجهات اليمينية معروفة بمواقفها العدائية تجاه الخصوم الدوليين، حيث أن الساسة دائما ما يستخدمون هؤلاء الخصوم، كفزاعة لتخويف شعوبهم، مع تقديم الوعود الرنانة فى خطاباتهم باتخاذ مواقف حاسمة تجاه التهديدات التى يمثلونها، إلا أن سياسة الاستعداء الصريح لفئات فى الداخل ربما تبدو جديدة تماما، خاصة وأن غالبية المرشحين دائما ما يرفعون شعارات الانفتاح على الجميع، والرغبة فى احتواء كافة التيارات السياسية فى بوتقة واحدة لتحقيق مصالح الأمة، بعيدا عن سياسات الاستقطاب، والتى كانت عادة ما تثير قلق الناخبين فى مختلف دول العالم. مخاوف المستقبل.. الاقتصاد على رأس أولويات النموذج الجديد ولكن تبقى القضايا الاقتصادية على الجانب الأخر، هى الدافع الأكبر وراء النجاح الذى أصبح يحققه النموذج السياسى الجديد، حيث تبقى المخاوف البرازيلية من المستقبل الاقتصادى المظلم سببا رئيسيا فى التوقعات التى تدور فى معظمها حول فوز بولسونارو، بالانتخابات الرئاسية الحالية، حيث أصبحت البلاد على أعتاب أزمة مالية طاحنة، فى الوقت الذى تواجه فيه الحكومة البرازيلية اتهامات بالفساد، بالإضافة إلى رغبة قطاع كبير من المواطنين فى التخلص من هيمنة حزب العمال على السلطة لمدة تزيد عن 14 عاما كاملة. وهنا تبدو مفارقة أخرى، حيث كان صعود الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى البيت الأبيض مدفوعا إلى حد كبير بحالة الغضب الشعبى جراء السياسات الاقتصادية الأمريكية، والتى كانت سببا رئيسيا فى تردى الأوضاع، وهو الأمر الذى دفع ترامب إلى تبنى القضايا الاقتصادية الشائكة كأولوية قصوى فى أجندته الانتخابية، بحيث لا يصبح الاقتصاد محركا للسياسات فى الداخل الأمريكى فقط، ولكن أيضا كان سببا فى توجيه السياسة الخارجية، وربما تغيير بوصلتها إلى حد كبير. الانقلاب على الأسلاف.. إزالة إرث الأنظمة السابقة أولوية بينما تبقى الرغبة فى التجديد أحد أهم التغير الكبير فى توجهات الناخبين، نحو التيار الجديد، حيث تبقى الخطابات التى يتبناها مرشحوه جديدة وغير مستهلكة، وربما تبتعد إلى حد كبير عن الأفكار التقليدية، والتى قامت فى الأساس على الاحتفاظ بإرث الأنظمة السابقة، بل على العكس فإنهم غالبا ما يتجهون نحو الإنقلاب ما تركوه ومحاولة القضاء عليهم وهو الأمر الذى بدا واضحا فى البرنامج الانتخابى للمرشح البرازيلى، الذى أعرب عن نيته فى القضاء على إرث الرئيس الحالى. الخطاب العدوانى للمرشح الأقوى فى البرازيل يعيد للأذهان خطاب ترامب، والذى كرس جزء كبير منه للهجوم على الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما، بينما اتجه نحو تنفيذ ما وعد به بعد دخوله إلى البيت الأبيض، عبر قراراته بالانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ، وكذلك الاتفاقية النووية الإيرانية، بالإضافة إلى موقفه من حلفاء أمريكا، وغيرها من القرارات التى سعى ترامب من خلالها إلى تقويض إرث الإدارة السابقة.


































الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;