صور.. للفاتيكان حسابات سياسية.. كيف تختار الكنيسة الكاثوليكية قديسيها؟.. فرانسيس يضع البابا بولس السادس وأسقف سلفادور بمراتب القديسين.. الأول أطلق مصالحة تاريخية مع اليهود.. و"روميرو" شهيد المعارضة فى

"للفاتيكان حسابات سياسية".. شعار رفعه قطاع كبير من المتابعين بعد قرار الكنيسة الكاثوليكية بوضع البابا بولس السادس، والذى قاد الفاتيكان فى الفترة بين عامى 1963، و1978، وكذلك الأسقف أوسكار روميرو، فى مرتبة القديسين بالكنيسة، حيث يقود البابا فرنسيس قداس اليوم الأحد، فى الفاتيكان للإعلان عن قديسين الكنيسة الجدد. وعلى الرغم من أن الكنيسة الكاثوليكية اعتادت وضع الباباوات فى مرتبة القديسين، بعد فترات من وفاتهم، إلا أن توقيت الخطوة نفسها دائما ما يثير التساؤلات، ففى الوقت الذى وضعت فيه الكنيسة الكاثوليكية البابا يوحنا بولس الثانى فى مرتبة القديسين قبل أربعة سنوات، رغم حداثة تاريخ وفاته فى عام 2005، بالإضافة إلى الانتقادات الكبيرة التى يوجهها البعض له بسبب عدم اتخاذه موقف حاسم تجاه الانتهاكات الجنسية التى ارتكبها بعض الأساقفة خلال عهده، إلا أن باباوات آخرين كانوا أقدم عهدا لم يتم الاعتراف بقداستهم حتى الآن وعلى رأسهم البابا بيوس الثانى عشر والذى توفى منذ عام 1958. الموقف السياسى للبابا أو الأسقف الكاثوليكى يبقى أحد أهم المعايير التى تقرر على أساسها الكنيسة ما إذا كانت ستضعه فى مرتبة القديسين أم لا، وهو ما يبدو واضحا تجاه البابا بيوس الثانى عشر، حيث كان موقفه الهادئ تجاه النازية فى ألمانية، ومحارق الهولوكوست التى ارتكبها هتلر، سببا فى استبعاده حتى الآن من قائمة قديسين الكنيسة، وهو ما يعكس دور المواقف السياسية فى اختيار الكنيسة لقديسيها. وبالنظر إلى الشخصيات التى تكرمها الكنيسة الكاثوليكية اليوم، لتضعها فى مرتبة القديسين، ربما نجد أن سجلهم لا يرتبط بالدين فقط، حيث لعبت السياسة دورا رئيسيا فى تشكيل مسيرتهم فى قيادة الكنيسة الكاثوليكية، خاصة فيما يتعلق بمواقفهم السياسية الداعمة لما يسمى بـ"المعسكر الغربى". لعل الحقبة التى تولى فيها البابا بولس السادس عرش الفاتيكان قد تزامنت مع ذروة ما يسمى بـ"الحرب الباردة"، أو الصراع السوفيتى الأمريكى، حيث كان الموقف الذى تبنته تجاهه الحكومة الشيوعية فى بولندا، بعد توليه مهام منصبه مباشرة، عندما رفضت استقباله على أراضيها، مؤثرا إلى حد كبير فى تبنى موقفا مناوئا للنهج الاشتراكى، منتقدا إياه باعتباره يحول الإنسان من قيمة بحد ذاته إلى مجرد رقم أو جزء من آلة الإنتاج. ولكن بعيد عن السياسة، فتعتبر حقبة بولس السادس من أكثر الحقب المثيرة للجدل فى الكنيسة الكاثوليكية، حيث أطلق مصالحة تاريخية مع اليهود، بالإضافة إلى إعلانه احترام الطوائف والديانات الأخرى، وهو ما أثار حفيظة التيار المتطرف آنذاك، إلا أنه بالرغم مما عرف عنه من اعتدال، كان متشددا بشأن بعض القضايا، وعلى رأسها حظر استخدام حبوب منع الحمل، حيث كان يرى أن ذلك يحمل منعا بشريا لإرادة الله فى خلق نفس بشرية. أما الأسقف روميرو، والذى تعلن الكنيسة عن قداسته اليوم الأحد، لم يكن هو الآخر بعيدا عن السياسة فقد كان معروفا بمعارضته لحكومة السلفادور، وكثير الانتقاد لها، مما دفع إلى اغتياله أثناء قيادته لأحد القداسات فى مارس 1980، ولذا أطلق عليه الكثير من مريديه لقب "القس الشهيد". الدور السياسى للأسقف كان محلا للجدل، حيث كانت مسألة وضعه فى مرتبة القديسين محل نقاش كبير داخل الكنيسة الكاثوليكية حيث رأى البعض أن الرجل تخلى عن دوره الدينى لصالح السياسة، إلا ان شعبيته الطاغية بين شعوب أمريكا اللاتينية ربما كانت دافعا لاختياره، حيث أنه صار رمزا لفقراء القارة حتى أن بعضهم يضع صورته على ملابسهم باعتباره كان رمزا لهم.


































الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;