لماذا لا يتوقف مشرط الجراحين عند سن الـ60؟.. جراحون يجيبون:الشهرة والمال وإقبال المرضى والخبرة تجعل من الصعب أخذ قرار التقاعد..الدراسات العلمية أكدت وجود عامل خطورة..وخبير:قرار شخصى ويشبه الحكم بالإعد

تعد الجراحة إحدى التخصصات الطبية التي تعتمد على الإجراءات اليدوية، والتى تحتاج إلى قوة عصبية وعضلية وتركيز مرتفعين، ورغم ذلك فأن أشهر الجراحين المصريين، قد تتجاوز أعمارهم الـ70 عام، ومازالوا يشهدون إقبالا كبيرا من المرضى، وفى هذا التقرير، طرح "انفراد" تساؤل على بعض الجراحين، للاستفسار عن أسباب استمرار عمل الجراحين لأعمار متقدمة، وعدم الاعتراف بسن للتقاعد. الدكتور خالد سمير، أستاذ طب جراحات القلب بجامعة طب عين شمس، أجاب على السؤال، قائلا: إن الأطباء بشكل عام، والجراحين بشكل خاص لا يوجد ما يحدد عمر لعملهم، رغم أن قانون الخدمة المدنية يمنع التعاقد مع أى طبيب فوق سن الـ60 إلا بقرار من رئيس الوزراء حتى سن الـ63، وقرار جمهورى حتى 65 سنة، وبعد ذلك يمنع التعاقد، إلا أن بعض الجهات تتعاقد وبدون حاجه لمن هم فوق سن الـ65 عام، فى الوقت الذى قد لا يجد فيه الشباب وظيفة، لذا فأن هناك ضرورة لتحديد سن للتقاعد حتى تخلو وظائف للأجيال الجديدة. وأضاف سمير، فى تصريحات لـ"انفراد": إذا كان الاستمرار فى العمل لعمر متقدم، اعتقادا من البعض بأنه لا يمكن لأحد أن يجرى ما يقدمه هو غيره، يعنى أنه كان أستاذا فاشلا، ولم يستطع لفترة 30 عام أن يُعلم أو يدرب من يحلون محله، ففى دول أوروبا سن التقاعد يتراوح من 60 إلى 65، وخلال أخر 5 سنوات يقلل فيها الأساتذة أعمالهم، وينتقلون إلى مرحلة الإشراف والتعليم، حتى التقاعد نهائيا، أما العمل فى القطاع الخاص فهناك من يدخلون غرف العمليات وأعمارهم تتعد الـ85 عام، رغم أن الدراسات العلمية تؤكد أن هناك عامل خطورة من سن الجراح على المريض، خاصة أنه مع تقدم السن تبدأ مظاهر ذلك فى الظهور كالنسيان ورعشة اليد وانخفاض فى المجهود، وغيرها. وأوضح أن هناك أسباب متعددة، لاستمرار عمل الجراحين لسن متقدم، تتمثل فى: بعض الأطباء ظروفهم الاجتماعية لا يوجد بها ما يفعلونه بعد التقاعد، فيضطرون للعمل، وأخرين لديهم شهوة المال والشهرة، وبالتالى لا يرغبون فى الخروج من دائرة الضوء، وهناك نسبة لا يوجد لديهم مصدر دخل كافى لحياتهم فيضطرون للعمل أيضا، ونسبة ضعيفة جدا يضطرون إلى ذلك لعدم وجود معاشات كافية، وهى نسبة غير موجودة بين الجراحين المشهورين، وأغلبهم من يعملون فى وزارة الصحة ويتقاعدون بدرجة ممارس عام أو أخصائى. وأشار إلى أن بعض الدول اضطرت إلى مد عمر التقاعد لأكثر من 70 عام، نتيجة لنقص الأطباء لديهم، كبريطانيا مثلا، فالعالم أجمع أصبح يعانى من نقص بالأطباء نظرا لأنها مهنة أصبحت صعبة وعليها مخاطر قانونية كبيرة، والتقاعد أصبح يحدث تدريجيا حتى لا يحدث أزمة فى القطاع، موضحا أن حديث التخرج فى العالم كله، يخوض فترة تدريبية مدة 5 سنوات كحد أدنى ليصبح أخصائى فى التخصصات الجراحية، ويحتاج إلى من 5 إلى 10 سنوات آخرين يكتسب خبرات ليصبح استشارى، ويتخرج عند سن الـ25 عام، أى أنه يبدأ حياته كجراح فى حوالى 40 عام، أى أنه أمامه 25 عام للعمل كجراح. لم يختلف كثيرا رأى الدكتور هانى مهنى، أخصائى جراحة القلب والصدر، والذى أكد بدوره أن طبيعة العمل فى مصر تختلف عن باقى دول العالم، ولكن فى جميع الأحوال فأن نسبة دخول الجراحين إلى غرفة العمليات فى سن ما بعد الستين ضعيفة جدا، قائلا: أقصى سن يعمل به الجراح أعتقد أنه من 65 إلى 67 عام، وقد يصل أحيانا إلى سن الـ70 عام، فلا يوجد لدينا قانون يحدد من العمر لأننا فى حاجه إلى تلك الخبرات الجراحية، فطبيعة تعلم الجراحة دائما يجعلنا فى أشد الاحتياجات إلى أساتذة الجراحة مثل محمد غنيم ومجدى يعقوب، لكن الطبيعة تفرض نفسها، فتركيز الجراحة وثبات اليدين يجعل الطبيب بعد سن الـ65 تصبح الجراحة عملية صعبة. وأضاف مهنى، لـ"انفراد"، أن يعمل الجراح لهذا السن فذلك يعنى أنه بارع، ولا يمكن أن يكون بدافع مادى، هذا بالإضافة إلى وجود ثقافة لدى المواطنين تجعلهم كلما تعرفوا على جراح ماهر، يصبح لديهم استعداد فى الاستمرار فى إجراء جراحه لديه مهما كان عمره، فقط كمصدر للفخر أنه أجرى تلك الجراحة لدى هذا الجراح، لذا فأن الإقبال الجماهيرى أيضا يعد أحد الأسباب. فيما قال الدكتور أشرف الزغبى أستاذ الجراحة العامة والأورام بكلية الطب جامعة عين شمس، : بطبيعة الحال فأن الطبيب يتم إحالته على المعاش فى سن الستين عام من الحكومة، لكن فى القطاع الخاص فمن يجد لديه القدرة والرغبة فى الاستمرار للعمل فليستمر، وهناك من يعملون فى سن الـ70 والـ80، ومن المفروض فى حال حصول الطبيب على معاش جيد يغطى احتياجاته بشكل جيد، أن يتوقف عن إجراء الجراحات، وفى باقى دول العالم فى أمريكا على سبيل المثال، يتم الاستعانة بهم فى بعض الأعمال الأخرى، كل طبيب حسب قدرته وكفاءته وعطائه، وكلما يمكنه العطاء يستمر فى العمل". وتابع: فى مصر غالبا يصاحب الجراح، بعض الجراحين من صغار السن، وأعضاء الفريق الطبى، والذين يعدون المريض بشكل كامل لإجراء العملية، وفقط يتدخل الجراح صاحب العمر المتقدم، فى المراحل الدقيقة من العملية، وفور انتهائه منها يترك باقى الأمور لباقى الأطباء، وبالتالى يصبح الجراح إن كانت العملية تستغرق 6 ساعات، يعمل بها النقيب فقط ساعة واحدة، لكنهم أيضا يصبحون خبرة وعملة نادرة، وأحيانا هناك ضرورة لتدخلهم فى بعض الأجزاء الصعبة. من ناحيته، قال الدكتور علاء غنام خبير السياسات الصحية، لـ"انفراد": إنه من الطبيعى أن يتوقف الجراح عند سن محدد، لضرورة أن يكون لديه درجة عالية من التوازن العضلى والعصبى، لكنه هو وحده فقط من يمكنه تحديد السن الذى لابد أن يتوقف عنده إن كان لديه أمانة، ففى الوقت الذى يشعر فيه أنه لم يعد أن يديه لم تصبح بنفس الثبات والتركيز، عليه أن يمنح خبرته وينقلها لمساعديه، هذا لا يمنع أن هناك من يمنكهم الاستمرار فى العمل حتى 80 عام، وآخرين عن الـ50 يتوقفوا. وأضاف: يظل الأمر أخلاقيا الطبيب صاحب القرار، كما أن من يراقبوه أثناء عمله يمكنهم تقديم النصيحة له إن وجدوا اختلاف فى قدراته، وفى كل الأحوال متوسط عمر المعاش لدى الجراحين هو سن الـ65، لكنه ليس قاعدة، فالجراح خاصة لا يمكن أن يتم تحديد سن للمعاش له، فمن الممكن أن كفائته مازالت باقية، وقد يكون ذلك بالنسبة له إحكام بالإعدام عليه، خاصة أن كفائته تظهر فى نتائج عمله، كما أن الجراحة ليست فقط غرفة العمليات، فمن الممكن أن يتم منح توصية طبية من جراح دون إجراء عمليات، لكنه سيظل جراحا، ويتخذ القرار.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;