سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 29 نوفمبر 1969.. «الديب» يبلغ القذافى باقتراح عبدالناصر بزيارة القاهرة أول ديسمبر.. والعقيد فى حيرة حول اختيار الوفد المرافق

التقى فتحى الديب، أمين الشؤون العربية برئاسة الجمهورية بالرئيس جمال عبدالناصر، صباح يوم 24 نوفمبر عام 1969.. كان «الديب» موجودا فى ليبيا بتكليف من عبدالناصر لتأمين ومساعدة الثورة الليبية التى قامت بقيادة العقيد معمر القذافى فى الأول من سبتمبر عام 1969.. لم يكن لوجود الديب منذ سفره يوم 3 سبتمبر 1969 إلى ليبيا صفة رسمية، ووفقا لما يذكره فى كتابه «عبدالناصر وثورة ليبيا»، فإن هذا الوجود كان سريا، حتى بدأ يتسرب، وبدأت الصحف الأجنبية تتحدث عنه بطريقة خبيثة وفى يوم 8 سبتمبر 1969 أرسل إليه الرئيس عبدالناصر برقية عبر مدير مكتبه سامى شرف يعرض فيها عليه توليه منصب سفير مصر فى ليبيا، غير أن الديب رد بشرح الموقف، موضحا أنه من الأفضل أخذ رأى القذافى فى هذا الموضوع، فوافق. أسفر ذلك على الأخذ برأى القذافى بأن يبقى «الديب» على ما هو عليه ولا يتم تعيينه سفيرا، وهكذا بقى ممثلا سريا لجمال عبدالناصر فى ليبيا حتى كان ظهوره العلنى الأول فى ليبيا يوم 16 نوفمبر 1969، أى بعد قيام الثورة بشهرين ونصف.. يتذكر «الديب»: «وصلتنى برقية يوم الخامس عشر من نوفمبر يطالبنى فيها الرئيس جمال بالتواجد المعلن ضمن مستقبلى الرئيس السودانى جعفر نميرى لدى وصوله إلى ليبيا ظهر اليوم التالى، وأثار ظهورى بالمطار تساؤلات كثيرة بين أعضاء السلك الدبلوماسى، خاصة سفراء بريطانيا والعراق والأردن ولبنان والمغرب وتونس، وحاول سفراء كل من العراق والأردن ولبنان التعرف على أسباب وطبيعة تواجدى خلال دعوة الإفطار الرسمية، وأخبرتهم بوجودى فى زيارة سريعة لليبيا، وإن كان ردى لم يقنعهم كما بدا لى من محاولاتهم طرح نفس التساؤل على أعضاء مجلس الثورة الذين تهربوا من الإجابة». فى لقاء 24 نوفمبر 1969، نقل الديب إلى عبدالناصر كل ما بلغه من معلومات عن صفقة طائرات الميراج التى قررت قيادة الثورة الليبية إبرامها مع فرنسا، وأبلغه أن القذافى أكد له أنه يترك للرئيس عبدالناصر تحديد كيفية الاستفادة بها فى المعركة المقبلة مع إسرائيل.. يتذكر «الديب» أن الرئيس جمال بدأ يستوضح منه تفاصيل تنفيذ العقد ومراحل والتاريخ المحدد لتسليم طائرات كل مرحلة، وطلب توضيح الصورة للفريق أول محمد فوزى وزير الحربية. لم يكن القذافى التقى بعد الناصر، وكان هذا الموضوع هو القضية الثانية التى تحدث فيها «الديب» مع الرئيس.. يتذكر قائلا: «انتقلت إلى موضوع طلب العقيد معمر لقاء شخصى بسيادته فى إطار سرى وثنائى، فرحب على الفور، مطالبا إياى بالتفاهم مع سامى شرف لوضع خطة وصول العقيد للقاهرة فى إطار من السرية الكاملة، مع مراعاة كل إجراءات الأمن بالنسبة لسفره من ليبيا إلى القاهرة، وحدد موعدا أوليا للزيارة هو يوم أول ديسمبر 1969». يتذكر «الديب» أنه اجتمع يوم 26 نوفمبر 1969 مع سامى شرف للاتفاق على كل تفاصيل وإجراءات الزيارة، وأبرزها: الاتفاق على الشفرة الخاصة لتبادل كل المعلومات المطلوبة بالنسبة لتوقيتات السفر، إمعانا فى ضمان سرية التخاطب برقيا، ووضع خط سير طائرة العقيد، بما لا يتعارض مع سير الطائرات التجارية، ابتداء من الحدود المصرية حتى مطار ألماظة الذى تعين لهبوط طائرة العقيد، وعدم إذاعة أى خبر يتعلق باعتزام العقيد زيارة القاهرة». غادر «الديب» القاهرة إلى ليبيا يوم 29 نوفمبر «مثل هذا اليوم 1969».. يتذكر: «اجتمعت فور وصولى إلى ليبيا بالعقيد معمر، لأبلغه بما حملته من ردود، وأخطرته باقتراح الرئيس جمال بإتمام لقائهما يوم أول ديسمبر بالقاهرة»، ووافق العقيد فور، موضحا أنه سيسافر بالطائرة النفاثة الأمريكية «جيت ستار» التى وصلت إلى منذ يومين، تم التعاقد عليها قبل الثورة، ويقودها قائد الطيران الليبى، وتتسع لسبعة أفراد، وتم الاتفاق فيما بيننا على توجهى إلى بنغازى فى اليوم التالى لنستقل الطائرة الخاصة من بنى غازى يوم أول ديسمبر إلى القاهرة مباشرة».. يضيف الديب: «سألت العقيد عما سيرافقه من الأخوة أعضاء مجلس الثورة فأبدى لى حيرته، لأن كل الأعضاء طلبوا منه مرافقته، وقال: «إنه سيتفاهم معهم ليخطرنى فى الصباح بمن سيقع عليهم الاختيار، ولن يزيد العدد عن اثنين أو ثلاثة».. يضيف الديب: «أبرقت للقاهرة بتاريخ الزيارة والرقم الكودى لطائرة العقيد وندائها الكودى التردد التى ستتصل عن طريقه بمطار ألماظة، وفى صباح الثلاثين من نوفمبر أخطرنى العقيد باستقرار الرأى على أن يصحبه فى زيارته للقاهرة النقيب عبدالمنعم الهونى، والملازم محمد المقريف، والنقيب بشير هوادى».



الاكثر مشاهده

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

;