لقاء عظماء الأمة.. حوار نادر يجمع الشيخين زايد والشعراوى فى أبوظبى.. يؤكدان على ضرورة الدعوة إلى سبيل الله بسماحة.. ومؤسس الإمارات يثنى على دوره فى نشر تعاليم الدين.. والداعية الإسلامى يمدحه بقصيدة شع

يحظى كبار العلماء عادة بمكانة خاصة لدى الحكام والشعوب، خاصة هؤلاء العالم الأفذاذ الذين يعدون طفرة وظاهرة فى عصرهم، ولا ينطبق هذا على علماء الفيزياء والكيمياء والطب فقط، بل وعلماء الدين، أيضًا، اللذين يكون لهم تقدير وقدسية خاصة لدى محبيهم والمستمعين إلى دروسهم. وبالحديث عن علماء الدين، لا يسعنا إلا الوقوف والتأمل فى تاريخ ومسيرة الشيخ محمد متولى الشعراوى، الذى التف الجميع على حبه شعوبًا وحكام، وكان للشيخ الشعراوى مكانته الخاصة فى قلب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وأبنائه من حكام وشعب الإمارات من بعده، وذلك كون الشيخ الشعراوى عالمًا جليلًا فى العالم الإسلامى، إضافة إلى كونه مصريًا، ويعود ذلك إلى حب مؤسس دولة الإمارات الشديد لمصر والمصريين، وتأكيد المستمر على فضل وعرفان مصر وأهميتها فى المنطقة العربية. وعلاقة الود والتقدير التى ربطت رئيس الإمارات الراحل، بالشيخ الشعراوى، انعكست صورها فى أحد اللقاءات النادرة التى جمعت بينهما، فى أبوظبى، حيث زار الشيخ الشعراوى – رغم مرضه الشديد - الشيخ زايد آل نهيان، وخلال جلستهما ألقى شعرًا يمدح فيه زايد، حيث قال فيه: "فإن خيرك للدنيا بأجمعها لكل زى حاجة تجريه مزرارًا.. يا زايد الخير أعلاكم تواضعكم لذا رفعت بفضل الله مقدارًا.. مبارك الله فى قطبين قد جمعا على هدى الله والإسلام قد صار.. وأصبح لسلام الأرض قاطبة جندين ما سلما يومًا ولا خار". وخلال اللقاء ذاته، تجسدت ملامح حب وتقدير الشيخ زايد آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، لعلماء الدين، والمكانة التى كان يخص بها علماء الأمة الإسلامية، وخاصة الشيخ الراحل محمد متولى الشعراوى، فبعد أن تبادلا السلام، دار الحوار بينهما حول ضرورة تعامل العلماء مع إخوانهم وأبنائهم باللين والحكمة حتى لا ينفرون منهم ويتلقون منهم الموعظة والمشورة، وفى مستهل اللقاء اطمئن الشيخ زايد، على صحة الشيخ الشعراوى، ولامه على الزيارة، لأنه كان الأولى بزيارته فى مصر بسبب مرضه. وجرى الحوار كالتالى – بحسب مقطع فيديو نادر للقاء – حيث قال الشيخ الشعراوى، للشيخ زايد، "شرفك الله وأكرمك"، وسأله مؤسس دولة الإمارات "كيف حالك؟ كيف أنت مريض المفروض تنزار؟ كيف أنت تزورنا؟، هذا ما من حقك"، فكان رد الشيخ الشعراوى "بارك الله فيك، رؤياك عافية". وفى مجرى حديثهما، قال الشيخ زايد، "كتير من العلماء اعترضت عليهم، قولت لهم إذا اتكلمتم مع إخوانكم وأبنائكم كلموهم بوجه باشٍ، إذا ما كلمتموهم بوجه بشوش ينفرون من الدرس"، فرد عليه الشيخ الشعراوى، "هذه هى الحكمة (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن)"، فاختتم الشيخ زايد الحوار بقوله، "هذا صحيح، هذا اللى أمر به الرب سبحانه وتعالى، وأمر به الرسول اللهم صلى وسلم عليه". وتأكيدًا لتقدير الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، للشيخ الشعراوى، التقى مؤسس دولة الإمارات، بالداعية الإسلامى الراحل، مرة أخرى، فى 13 يناير 1998 – أى قبل وفاة الشعراوى بـ5 أشهر فقط – فى قصر الوثبة، وقد عبر له حينها عن سعادته باللقاء، ونوه بجهوده لنشر الدعوة الإسلامية على أسس سليمة لخدمة للإسلام والمسلمين. وقال رئيس الإمارات الراحل – حينها – للشيخ الشعراوى، "إن الله عز وجل منحك العلم والإيمان والنبوغ والإبداع الدينى وأعز بك العرب والمسلمين، وإنه يجب على علماء الدين أن يحذوا حذوك كأسوة حسنة فى الأسلوب الذى تتبعه فى الدروس الدينية التى تقدمها للعالم الإسلامى بسماحة دون غلاظة، التزاما بما أمر به الله فى كتابه العزيز من الدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتى هى أحسن.. اسأل الله جلت قدرته أن يهدينا جميعًا إلى طريق الصواب والفلاح"، وبعد أن اطمأن رئيس دولة الإمارات الراحل – آنذاك - على صحة فضيلة الشيخ الشعراوى، وتمنى له الشفاء العاجل وموفور الصحة والعافية ليواصل مسيرة العطاء وخدمة أبناء الأمة العربية والإسلامية، منحه "وسام زايد" من الدرجة الأولى، لجهوده الخيرة فى خدمة الإسلام والمسلمين، ليس هذا فقط، بل وتناول الداعية الإسلامى الراحل، العشاء على مائدة رئيس الإمارات، وقد القى فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى، قصيدة خلال اللقاء أشاد فيها بتكريم صاحب السمو رئيس الدولة له. وفى اليوم التالى للقاء، حضر الشيخ الشعراوى، حفل تكريم الشخصية الإسلامية لعام 2018، الذى أقيم فى دبى، وحضره الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم – ولى عهد دبى آنذاك – والذى كرم بنفسه، الشيخ محمد متولى الشعراوى.




الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;