إنهاء 90% من العمل الهندسى بمشروع طريق الكباش الفرعونى.. تركيب وترميم 1058 تمثالاً لآمون رع وأبو الهول بطول الطريق.. محافظة الأقصر: من المقرر فتحه ليلاً ونهاراً.. خبير أثرى: المشروع يدعم حركة السوق ال

عشرات التصريحات خرجت خلال العامين الماضيين بقرب انتهاء العمل بمشروع الكباش الفرعونى التاريخى الذى يربط معبدى الأقصر بالكرنك بطول 2700 متر، ولكن المشروع مازال ينتظر كلمة النهاية مع دخول عام 2019، والذى تم إنهاء نسبة كبيرة منها بالتعاون ما بين وزارة الآثار ومحافظة الأقصر والهيئة الهندسية للقوات المسلحة وتم الاتفاق على كافة الإزالات بطول الطريق ويجرى تجهيز التعويضات لأهالى نجع أبو عصبة لنقل منازلهم من الطريق لكى يستكمل الحلم السياحى الأثرى وفتح أكبر طريق تاريخى فرعونى فى العالم أمام الجولات السياحية. وفى هذا الصدد يقول صلاح الماسخ مفتش بمعابد الكرنك، أن "طريق الكباش" له تاريخ كبير بـ"عيد الأوبت" الفرعونى الذى كان يطلق عليه "مهرجان الإوبت" فهو احتفال مصرى قديم كان يقام سنوياً فى طيبة – الأقصر - فى عهد الدولة الحديثة ومابعدها، وفيه كانت تصطحب تماثيل آلهة ثالوث طيبة "آمون وموت وابنهما خونسو" مخفيين عن الأنظار داخل مراكبهم المقدسة فى موكب إحتفالى كبير، من معبد آمون فى الكرنك، إلى معبد الأقصر، فى رحلة تمتد لأكثر من كيلو مترين، وما يتم إبرازه فى هذا الطقس هو لقاء أمون رع من الكرنك مع أمون الأقصر، موضحاً أن تجديد الولادة هو الموضوع الرئيسى فى احتفال الإوبت، وعادة ما يتضمن احتفالية لإعادة تتويج الملك كذلك "حب نفر إن إپت". ويقول صلاح الماسخ لـ"انفراد"، طريق الكباش كان يشهد تلك الاحتفالات ويتم الغناء خلالها عيد إوپت الجميل آمون إوپت سوت إم إوپت رسيت إوپت آمون الكرنك فى حرم إوپت الجنوبى مدخل معبد الأقصر بهو أعمدة معبد آمون الكرنك فى الاحتفالات الأولى من مهرجان الأوبت، كانت تماثيل الإله تؤخذ عبر طريق الكباش الذى يربط بين المعبدين، وتتوقف فى المعابد الصغيرة التى شيدت خصيصاً فى طريقها وهذه المعابد الصغيرة أو الأضرحة كان يمكن أن تكون مليئة بالقرابين، المهداة للآلهة أنفسهم وللكهنة الحاضرين للطقوس كذلك"، موضحاً أنه فى نهاية الاحتفالات فى معبد الأقصر، كانت تغدو المراكب المقدسة عائدةً مرة أخرى إلى الكرنك وفى الاحتفالات المتأخرة من تاريخ مصر كان يتم نقل التماثيل من وإلى الكرنك - الأقصر عن طريق القوارب فى النهر وليس عبر طريق الكباش. ويؤكد مفتش معابد الكرنك أن هذا العيد "الأوبت" مصور فى عدة معابد، حيث يوجد فى مكانين بمعبد الأقصر، وهما الجدار الغربى من الفناء الأول للملك رمسيس الثاني، والجدار الغربى لبهو 14 عمود، الخاص بالملك أمنحتب الثالث، كما يتواجد على المقصورة الحمراء للملكة حتشبسوت، بمعبد آمون رع بالكرنك، ومعبد الرامسيوم الخاص بالملك رمسيس الثاني، واختلفت عدد أيام الاحتفال بهذا العيد، ففى الأسرة الثمانيه عشر، كان الاحتفال به لمدة 11 يومًا، وفى الأسرة التاسعة عشر كان 21 يومًا، وفى الأسرة العشرون كان 27 يومًا. أما العميد صلاح المندوة المتحدث الإعلامى لمحافظة الأقصر، أنه يجرى العمل بصورة كبيرة خلال تلك الفترة لإنهاء المشروع فى العام الجارى لخدمة حركة السياحة بالأقصر، وتخطط المحافظة بالتعاون مع وزارة الآثار لإقامة حفل افتتاح عالمى للمشروع مع افتتاحه لتنظيم جولات مشياً لكافة ملوك والرؤساء وسفراء الدول من مختلف أنحاء العالم، مشدداً على أن المشروع حلم داهم عدد كبير من المحافظين والحكومات خلال السنوات الماضية، ومن المنتظر انتهائها قريباً ليتحقق حلم الجميع فى خدمة الأقصر وأبناؤها مع تحسن ملحوظ فى توافد السائحين للمعالم الأثرية بالموسم الحالى. ويضيف العميد صلاح المندوه لـ"انفراد"، أنه يجرى تنظيم زيارات من كافة المسئولين عن المشروع وذلك لمتابعة كافة التطورات بالعمل أولاً بأول، حيث زار الدكتور خالد العنانى وزير الآثار وعدد من قيادات القوات المسلحة ورجال المحافظ الطريق نهاية العام الجارى لإجراء المتابعة للوضع أولاً بأول، تم الاتفاق خلالها على كافة الإجراءات التنفيذية مع الكنيستين العذراء والإنجيلية، ببناء كنيسة جديدة للإنجيلية وتم توفير الأرض والبناء بأيادى القوات المسلحة، أما الكنيسة العذراء فتم الاتفاق على إزالة الأماكن الخدمية فقط منها مع الإبقاء على الأماكن الأثرية. وعن تفاصيل العمل داخل الطريق يقول المتحدث الإعلامى للأقصر، أنه تم العمل مؤخراً فى القطاع الهندسى بمشروع إحياء طريق الكباش بنسبة 90%، ويجرى استكمال باقى الرتوش النهاية بالطريق بعد الإجراءات الأخيرة لإزالة منازل نجع أبو عصبة وصرف التعويضات للأهالى بالكامل، مشدداً على أن المشروع سيخدم بصورة كبيرة كل مواطن أقصرى يعمل ومهتم بالمجال السياحى، حيث يجرى التخطيط لتنظيم جولات ورحلات سيراً على الأقدام نهاراً وليلاً داخل الطريق بعد عمل سور كبير يحمى الجميع داخله، كما يجرى العمل على تجهيز ممشى طريق الكباش التاريخى بصورة تخدم التجارة والبيع والشراء عبر إقامة "بربولات خشبية" لإراحة السائحين خلال سيرهم بطريق الكباش الفرعونى يسمح فيها ببيع العصائر والمأكولات السريعة المغلفة وغيرها التى يشتريها الأجانب بجانب الهدايا التذكارية وغيرها من السوق السياحى الملاصق لأكثر من ربع الطريق من بداية معبد الأقصر وحتى كوبرى مكتبة مصر العامة بالكرنك. أما الدكتور مصطفى الصغير المشرف على مشروع طريق الكباش، إن العمل فى مشروع طريق الكباش يسير بخطوات ثابتة ومنتظمة، تمهيدًا لافتتاحه خلال العام المقبل 2019م، موضحاً أنه لا يوجد أى عقبات خلال أعمال التطوير، والوزارة تعمل بشكل جاد فى المشاريع المفتوحة لسرعة الانتهاء منها فى أقرب وقت، حيث تعد الحضارة المصرية القديمة مصدر دخل للبلاد بصفة عامة وللوزارة بصفة خاصة. وأوضح الدكتور مصطفى الصغير، فى تصريحات خاصة لـ "انفراد"، أن أعمال الترميم تتم على أعلى مستوى من التقنيات الحديثة المعتمدة فى أنحاء العالم، لافتا إلى أن الوزارة بها كواد متميزة فى جميع التخصصات، والتى تعمل بكل جهد للخروج بالمشروع بالشكل الذى يليق به، حيث أن مشروع طريق الكباش من أهم وأبرز مشاريع وزارة الآثار فى الوقت الحالى، مشيراً إلى أن وزارة الآثار قطعت شوطًا كبيرًا فى أعمال تطوير وترميم مشروع طريق الكباش، الذى سوف يستفيد به بشكل كبير أهالى الأقصر من خلال زيارة السياح ليلاً فى ممشى طريق الكباش، كما يخدم الطريق عملية البيع والشراء بالمحافظة ليلا، حيث تم وضع بربولات خشبية حتى يستطيعوا السياح أن يرتاحوا خلال تحركم بطريق الكباش الفرعوني. ويقول الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن عام 2019 سيكون عام مميز لقطاع الآثار بمحافظة الأقصر وسيشهد قريباص إنهاء وافتتاح مشروع طريق الكباش لخدمة الآثار والسياحة بالمدينة التاريخية الأشهر فى العالم أجمع، مشدداً على أن أعمال ترميم وتنصيب التماثيل بطريق الكباش شملت عمل جاد ومميز بأيادى رجال الترميم والعمال بقيادة إدارة عبد الناصر عبد العظيم مدير إدارة ترميم آثار ومتاحف مصر العليا، والدكتور محمد عبد العزيز مدير آثار مصر العليا. ويضيف الدكتور مصطفى وزيرى لـ"انفراد"، أن "طريق الكباش" عبارة عن طريق بمسافة 2700 متر ويضم عدة تماثيل على الجانبين بطول الطريق من معبد الأقصر وحتى معابد الكرنك، ويضم الطريق "كباش الأسرة الثامنة عشرة" وهى من البوابة عشرة بمعبد الكرنك جنوباً إلى بوابة معبد موت شمالاً، وهى تماثيل كباش برأس الإله آمون رع بمسافة 350 مترا بإجمالى عدد الكباش 130 تمثالا "66 شرقاً و64 تمثالا غرباً"، و"كباش بوابة خنسو" بإجمالى عدد التماثيل 114 تمثالا، وبذلك يبلغ إجمالى تماثيل الأسرة الثامنة عشرة بالطريق 244 تمثالا، بالإضافة لـ"كباش الأسرة الثلاثين" وهى تماثيل أبو الهول وترجع للأسرة 30 بعصر الملك نختنبو الأول، من معبد موت حتى التقاطع غرباً بمسافة 200 متر بإجمالى عدد التماثيل 62 تمثالا، ومن التقاطع غرباً إلى شارع المطار جنوباً بإجمالى مسافة 475 مترا بإجمالى 178 تمثالا، ومن المكتبة لشارع المطارع حتى شارع المطحن بمسافة 620 مترا، وتضم 200 تمثال، وكذلك 14 تمثالا آخرين من المحتمل أن تكون أسفل شارع المطحن ليصبح الإجمالى 214 تمثالا، ومن شارع المطحن حتى كنيسة العذراء بمسافة 225 مترا بإجمالى 79 تمثالا، و5 قواع أخرى من شارع توت عنخ آمون، ليصل إجمالى التماثيل 84 تمثالا، ومن كنيسة العذراء إلى مبنى السنترال بمسافة 383 مترا، بإجمالى 146 تمثالا، ومن السنترال حتى مدخل معبد الأقصر بمسافة 347 مترا بإجمالى 130 تمثالا، وبذلك تم الانتهاء من تركيب وترميم 1058 تمثالا، لكل من آمون رع وأبو الهول تقريباً خلال الفترة الماضية. ويعتبر طريق الكباش الفرعونى سحر تاريخى خاص من الحضارة الفرعونية المتواجد فى قلب مدينة الاقصر حتى يومنا هذا منذ آلاف السنين، فهو عبارة عن طريق احتفالات تاريخى يضم تماثيل أبو الهول أو الكباش بطول 2750 مترا من معبد الأقصر لمعبد الكرنك، وكان فى العصور الفرعونية عدد الكباش فى الصفين 1300 كبش ما بين كل كبش وكبش 4 أمتار، وطول الكبش الواحد حوالى 2.50 متر، والموجود حالياً من كافة تلك الكباش الـ1300 لا يزيد عن 300 كبش فقط من الكباش الأصلية، وباقى الكباش عبارة عن بقايا وتدمرت فى العصور التى أعقبت العصور الفرعونية، كما قام الأهالى قديماً بالتعدى على المناطق الآثرية والإهمال خلال السنوات السابقة، حيث أخذ العشرات من الأهالى الكتل والكباش وأقاموا عليها المنازل وجعلوها أساس حجرى لمنازلهم، كما كان يزين الطريق بين كل كبش وآخر دائرة مزروع بها زهور ومربوطة بقنوات مياه لرى الزهور، حيث يقول الخبير الأثرى الطيب غريب، أن الكبش فى الطريق يرمز للإله آمون، ربما لحماية المعبد وإبراز محوره، والذى كان قد أطلق المصرى القديم عليه "وات نثر WAt-nTr" بمعنى طريق الإله، وكانت هذه التماثيل تنحت من كتلة واحدة من الحجر الرملى ذات كورنيش نقش عليه اسم الملك وألقابه ومقام على قاعدة من الحجر مكونة من 4 مداميك من الحجر المستخدم، نظراً لوجود بعض النقوش، وتقام على هيئتين، الأولى تتخذ شكل جسم أسد ورأس إنسان (أبو الهول)، والثانية تتخذ شكل جسم الكبش ورأس كبش كرمز من رموز الآلة "آمون رع". ويضيف الطيب غريب، فى تصريحات لـ"انفراد"، أن طريق الكباش من أعظم الأعمال التاريخية، فهو ممر عالمى لم يسبق له مثيل، ولكنه تدمر حالياً بفعل عوامل الزمن ومرور آلاف السنين عليه، وبناء المواطنين منازلهم على الطريق عقب سرقة تماثيله الشامخة على مر العصور المختلفة، مؤكداً أنه يتيح للسائحين الأجانب والمصريين التمتع على طول الطريق بين معبدى الأقصر والكرنك برؤية 1200 تمثال، نحت كل منها فى كتلة واحدة من الحجر الرملى، وهى فى هيئتين: الأولى تتخذ جسم أسد ورأس إنسان، والثانية لها جسم كبش ورأسه، علماً أن الأسد يرمز فى التاريخ الفرعونى إلى الشمس التى قدّرها الفراعنة كثيراً، موضحاً أن منصور بريك أقدم عام 2006م على إعادة إعمال الحفر للكشف عن باقى الطريق بمناطق خالد بن الوليد وطريق المطار وشارع المطحن، بالإضافة إلى صيانة الشواهد الأثرية المكتشفة ورفعها معماريا وتسجيل طبقات التربة لمعرفة تاريخ طريق المواكب الكبرى عبر العصور، مشدداً على دور الدكتور سمير فرج محافظ الأقصر الأسبق فى محاولة إحياء المشروع من جديد وظهور الطريق إلى النور من خلال القرارات التى قام بها بموافقة مجلس الوزراء فى نزع جميع الأراضى ووضعها تحت بند منفعة عامة، ما أسرع من عجلة العمل وذلك بتسخير كل القوى لتسهيل عملية الحفر.


















































الاكثر مشاهده

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

الشيخ العيسى: يمكن للقيادات الدينية أن تكون مؤثرة وفاعلة فى قضيةٍ ذات جذورٍ دينية

رابطة العالم الإسلامي تُدشِّن برنامج مكافحة العمى في باكستان

;